شعراء... وألقاب

ثقافة شعبية 2024/01/18
...

كاظم غيلان

نظرة الشاعر للآخرين من الشعراء تظل رهينة ما يمتلكه من صفاء رؤية وعقل شعري،  يحتكم ضميره قبل كل شيء، ويظل رهن اختبارات، قد يتدخل الإعلام بمختلف قنواته فضلا عن عامل آخر اسمه: المزاج.
هذا المزاج لا سيما إن جرفته تيارات كالعاطفة السياسية والمناطقية تأخذ به لما لاعلاقة له بفكرة الإبداع خارجا عن التجنيس وانحيازاته، وعن سائر مصطلحات يمطرها على مسامعنا جلادو الثقافة في راهن زماننا.
في شعر العامية نراقب ونرصد إعلاميا وفيسبوكيا إطلاق أحكام وألقاب، تؤكد أمية وجهل مطلقيها، والا ماذا يعني أن تطلق على شاعر مؤثر وتحبه ونحبه جميعا لقبا دمويا كـ(امبراطور
الشعر)!
هل قرأ هذا الذي اطلق التسمية تاريخ الإمبراطورية الحافل بالقتل والدماء، لكي ينعت به شاعرا أحب السلام
والمحبة ؟
مــاذا يعنـي ان نطلـــق على شاعر عامي لقبا لا يعرف مصدره كأن يكون
( شكسبير القصيدة)؟
هل قرأ هذا المتحمس شيئا لشكسبير؟ وكيف وصل به الأمر المخزي لهكذا حكم
جاهل؟
قرأت قبل أيام وعلى صفحات التواصل أحدهم يطلـق علـــى صـديقـتـه الشـاعــــرة كما يعتـقـــد: خنساء زمانها! ولأنني على معرفة بها اتصلت بدافع معرفة ثقافتها التاريخية، واذا بها تنفي معرفتها بالخنساء أصلا لتسألني : هي عضوة
بالجمعية؟.
لا أريد الخوض والكتابة الزائدة عن هكذا مهزلة، لكن ألا يجدر بمطلقي هكذا ألقاب جاهزة مجانية أن يسموا من يثيروا إعجابهم بأسمائهم الصريحة، دونما استخدام اطلاقاتهم النارية الفارغة من ايما محتوى معرفي؟
كفاكم أمية... كفاكم عجالة