يفلسف سنان باسم، الاعلام المعاصر.. عملياً، من خلال الاداء الاجرائي؛ لأنه يرى ان الاعلام اليوم مبن على مخرجات متمثلة بالنوع الهادف والمقنن، من دون الاتجاه الى النتاج المبعثر.. غير المستند الى مفهوم حديث.
وقال باسم: “مادمنا قد طرحنا هذا الامر، فان الاعلام المعاصر والحديث، يتماشى مع حال إنزواء المتلقي نحو هاتفه أو عالمه بالاحرى” مؤكداً: “لذلك بات الهاتف المحمول، مساحة فسيحة لنيل مايتمناه، بالاضافة الى انتقاء المشاهد أو المسلسلات وبالاخص في شهر رمضان المبارك”.
وأضاف الاعلامي باسم: “الناس البسطاء تتجه الى القنوات التي تثير حكاياتهم ومشكلاتهم، أما النخبة ففي حال متابعتهم للتلفاز، يواظبون على القنوات العربية والمستقلة” متابعاً: “وبالحديث عن استقلالية القنوات، نجد التدرج والتنوع، فهناك قنوات تابعة للدولة وليس الحكومة، كما يظنها البعض، وقنوات تدعمها أحزاب، والمنصة الاخيرة، قنوات مستقلة.. الى حد ما.. تمرر بما يعانيه الشارع والمجتمع، ومن هنا تبدأ المعالجة.. لكنها ليست
متوفرة”.
وأشار الى ان: “اليوم المزاحمة كبيرة من قبل الهاتف المحمول، الذي بدأ يشكل مخافة مستديمة للقائمين على التلفزيون، ولا ننسى أننا فقدنا جيلاً من شباب دأبوا على التزاوج مع هواتفهم، باعتبارها خزانة الاسرار، وجسر التواصل مع الصديق والحبيب والقريب” مبيناً: “متابعة المباريات والافلام والاغاني والاخبار والمحاضرات والفضائح أصبحت من خلال الهاتف الذكي، باعتبارها المساحة الممنوحة للاخبار المتلاحقة والمدعمة بالصور والفيديوهات”.
وأوضح سنان باسم: “على الجيل الجديد أن يعي أهمية وسائل التواصل، في بلوغ الغاية الصحيحة والدور التثقيفي للذات، بدل اللجوء الى الفضائح والشهرة الموهومة” مواصلاً: “مضار الاعلام جسيمة ومعالجتها صعبة وليست مستحيلة، أنا أتحدث هنا عن شعوب وأمم وليس العراق فحسب، في الصين واليابان خُلِق اليوم جيل ناقم على تقاليد آبائه وأجداده ورافض للعمل بنظام الساعات الطويلة، بسبب الخدر الالكتروني والتراجع المخيف للاهداف السامية، والجيل الجديد في اوروبا كذلك يعاني الاستهلاكية في التعامل اليومي؛ لذا علينا أن نعمل على تقنين تلك الوسائل وتحديد المستخدمين لها، عبر حجب ومراقبة الوسائل، من اجل عدم استخدامها بشكل سيئ” مقترحاً بدائل، تتمثل بـ: “القراءة ومتابعة المفيد عبر الراديو والتلفاز والهاتف النقال”.
ابرز المحطات في مسيرة سنان باسم الاعلامية: “تتمثل في عملي بقناة نهرين مع نجوم الاعلام، والبغدادية والعراقية وانتهاء بالرشيد” مفضلاً: “العمل في ميدان تحرير الاخبار السياسية، وتقديم البرامج المنوعة.. خاصة الصباحية؛ لتنوع الضيوف والمحاور”.
سألناه عن المعجبين؟ فأجاب: “لست من النوع الذي يتابع من قبل الناس؛ لاني أعمل وفق مبدأ سلحفاتي في الشهرة والتأثير، سعياً لتثبيت جذوري في الاعلام وبعد ذلك أسعى الى الشهرة إن فكرت بها” مواصلاً: “رسالتي الى كل من يدخل هذا المجال: تواضع؛ وتجنب أن تكون قاضياً على اقرانك بالعمل.. وناصحاً؛ لانك تتعلم لاخر لحظة في مسيرتك”.
ولفت الى ان: “الجمهور العراقي متفاعل، ومستمر في المتابعة الحثيثة للاعلام المحلي برغم الهفوات والمشكلات” مفيداً: “تطلعاتي كبيرة لان المحلية لم تنتج أية اضافة منذ 2010 الى الان، ندور في حلقة مفرغة بلا تطور”.
وواصل: “الاعلام العراقي متراجع جداً على المستوى العربي؛ لان مخرجاته خجولة ومنقوصة، والبرامج غير ناضجة” مستدركاً: “تعلمين ما الذي ينقصنا في الاعلام العراقي؟ الاستشارية والتخطيط لهما أثر كبير في تطوير العمل دائماً”.
واقترح التطوير من خلال عمل هيئات تطويرية واستشارية تعمل على ضخ الافكار” اما بشأن جديده، فقال: “لي برنامج جميل اسمه “بنك النجوم” وهو عالم من الثقافة المصرفية مع النجوم والمشاهير”.
وسنان باسم، تولد بغداد 21 شباط 1979.. بكالوريوس إحصاء.. متزوج.