مهرجان {كان» السينمائي يختزل ثقافة الشعوب
الصفحة الاخيرة
2019/05/21
+A
-A
متابعة / سينما
افتتح فيلم "الموتى الذين لا يموتون"، للمخرج الأميركي جيم جارموش، مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 72، التي انطلقت الثلاثاء الماضي وتستمر لغاية 25 أيار الحالي، بحضور نجوم السينما من مناطق مختلفة من العالم. ويتناول الفيلم قصة موتى قاموا من قبورهم، إثر خلل في الكرة الأرضية، وهاجموا بلدة لينهشوا لحم كل من يقع بين أيديهم.
وتوافد النجوم إلى السجادة الحمراء، منهم: بيل موراي وآدم درايفر بطلا فيلم الافتتاح، فضلا عن تيلدا سوينتن وسيلينا غوميز وكلويه سيفيني، أمام عدسات مصورين ووسائل إعلامية من كل بلدان العالم، وعرض "الموتى الذين لا يموتون" أيضا في نحو 600 صالة في فرنسا، بالتزامن مع الافتتاح الذي شهد أيضا توجيه تحية إلى المخرجة الفرنسية أنييس فاردا، التي توفيت نهاية آذار، بعدها جرى تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في المهرجان، التي يترأسها هذه السنة المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إينياريتو صاحب "العائد" و"بابل"، وسيتعين على هذا السينمائي الحسم بين 21 عملا في المنافسة للفوز بالسعفة الذهبية، وقال إينياريتو "سنبذل قصارى جهدنا لنجد الجوهرة التي ستأسر قلوبنا بشكل خاص".
وأشار إينياريتو الحائز على خمس جوائز أوسكار إلى أن "التشكيلة الرسمية مثيرة جدا للاهتمام". وسيساعده في هذه المهمة أعضاء اللجنة بينهم سينمائيون مميزون، على شاكلة اليوناني يورغوس لانتيموس والفرنسي روبان كامبيو والأميركية كيلي ريتشارت إضافة إلى فنانين آخرين بينهم الرسام انكي بلال والفنانة إيل فانينغ أصغر أعضاء اللجنة، ، وتميزت فعالية دورة هذا العام باختزالها للثقافات الشعوب واهتمامها بمشاكل كوكبنا الأرضي الذي يقف على كف عفريت نووي
العراق في سوق "كان"
في سابقة، شارك العراق في سوق أفلام مهرجان كان السينمائي 72، الذي ينظم على هامش فعالياته، من خلال جناح الشركة العراقية للسينما التي يرأسها المهندس زيد فاضل جواد.
وقال جواد في حديث لمراسل قناة العراقية في المهرجان: "لأول مرة، على مدار 60 دورة لسوق الفيلم في" كان" يكون للعراق جناح خاص به يتمثل في شركتنا، والهدف، هو تعريف صنّاع السينما بالنشاط السينمائي العراقي، فنحن لدينا دور عرض سينمائية، وحققنا نسب مشاهدة عالية، كما اننا نستطيع الان التعامل مع شركات السينما من دون وسيط، وعلى الرغم من بداية التجربة، الا ان الجناح استقطب وسائل اعلام معتبرة عالمية وعربية".
نجوم "كان" الكبار
أسماء كبيرة مخضرمة انضمت الى قائمة النجوم المشاركين في الدورة الثانية والسبعين لمهرجان كان، أبرزهم: البريطاني كين لوتش والأميركي تيرينس مالك والإسباني بيدرو ألمودوفار والشقيقان البلجيكيان لوك وجان- بيار داردين.
وشارك 19 فيلما في المسابقة الرسمية خلال المهرجان للفوز بجائزة السعفة الذهبية التي تمنحها لجنة تحكيم برئاسة السينمائي المكسيكي أليخندرو غونزاليس إينياري.
وقدم لوتش 82 عاما والذي شارك 14 مرة في المسابقة الرسمية للمهرجان وفاز مرتين بجائزة السعفة الذهبية. فيلما بعنوان "اسف اشتقنا اليك".، وكذلك الحال مع الشقيقين البلجيكيين لوك وجان-بيار داردين اللذين سبق لهما أن فازا بالسعفة الذهبية مرتين كذلك. وشاركا هذه المرة بفيلم "الشاب أحمد" عن انزلاق مراهق في التطرّف في حين أن الاسباني بيدرو ألمودوفار المشارك للمرة السادسة في المسابقة الرسمية يعود هذه المرة مع فيلم "ألم ومجد" الذي يحكي قصة مخرج حزين يجسده أنطونيو بانديراس، وهو سيرة ذاتية للمخرج ذاته..
سيرة المودوفار في "ألم ومجد"
فيلم بيدرو المودوفار الجديد "ألم ومجد " لا يشبه أفلامه السابقة التي كانت تتخذ من المرأة محورا أساسيا، اذ قدم فيلماً "رجالياً" بامتياز مثلما يقول الناقد إبراهيم العريس، الذي توقع تكون "السعفة الذهبية" غير بعيدة منه، أو على الأقل "جائزة التمثيل الرجالي" لأنطونيو بانديراس الذي بدا هنا ممثلا كبيرا، وتدور احداث الفيلم عن مخرج يشبه المودوفار نفسه إلى حد بعيد، يستعيد في لحظة انهيار وحي ذكريات طفولته ورفاق أعماله وحياته السابقين وسط أوضاع صحية مرعبة – كتلك التي مر بها صاحب "كل شيء عن أمي" و"تحدث إليها" و"نساء على حافة الانهيار العصبي" فعلاً في سنواته الأخيرة - لينتهي الأمر كله نهاية سعيدة تتضمن حتى شروع مخرج الفيلم في كتابة وتحقيق فيلم جديد له.
حياة تيرنيس ماليك المخبوءة
يترقب الجميع فيلم المخرج الاميركي تيرينس ماليك "حياة مخبوءة" الذي يعرض خلال المهرجان بطريقته الخاصة يعرض ماليك حكاية لمزارع نمساوي رفض أن يحارب في صفوف النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. أوغست ديل في دور البطولة ومعظم الأدوار هي لأوروبيين آخرين، بينهم يوغن بروشنوف و(الراحل) برونو غانتز وفرانز روغوفسكي. كذلك الحال مع الطاقم الذي اختاره للوقوف خلف الكاميرا، ومنهم مدير التصوير يورغ فدمر والمونتير رحمن نزار علي.
تارنتينو يخفي تفاصيل فيلمه
طلب المخرج الأميركي كوانتن تارانتينو في رسالة موجّهة إلى كلّ من سيحضرون عرض فيلمه "حدث مرة في هوليوود " الذي عرض أمس في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان كان، عدم الإفشاء بمضمون هذا العمل الجديد.
وتدور احداث الفيلم في لوس أنجليس سنة 1969 ومحورها مغامرات نجم المسلسلات التلفزيونية ريك دالتون (ليوناردو دي كابريو) وكليف بوث (براد بيت) الذي يحلّ محل الممثّل في بعض المشاهد وجارتهما التي تؤدّي دورها مارغو روبي.
بكاء التون جون في "كان"
عمت مهرجان كان، في يومه الثالث، موجة تأثر مع عرض فيلم "روكيت مان" بحضور التون جون (72) وتارون إيغرتون الذي يؤدي دور النجم البريطاني ببراعة في هذا الفيلم حول سيرته..
وقد قوبلت نهاية الفيلم بالتصفيق الحار لدقائق طويلة قبل إضاءة الأنوار ليظهر التون جون باكيا من شدة التأثر وراء نظارتين على شكل قلب.
وعرض "روكيت مان" خارج إطار المسابقة وهو يتناول بروز المغني التون الذي يؤدي دوره البريطاني تارون إيغرتون وعلاقة العمل المنتجة جدا مع برني توبان..
غضب سيلينا غوميز
ندّدت الفنّانة الأميركية سيلينا غوميز التي يتابع نحو 150 مليون مشترك حسابها على "إنستغرام" بالتأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي على أبناء جيلها.
وقالت خلال مؤتمر صحافي في مهرجان كان حضرته مع طاقم فيلم "الموتى الذين لايموتون" الذي تشارك فيه "أظنّ أن عالمنا يعاني من مشاكل كثيرة. وما أراد جيم (المخرج جيم جارموش) إظهاره من خلال هذا الفيلم هو أنّ شبكات التواصل الاجتماعي كان لها تداعيات وخيمة على أبناء جيلي".
وقد اشتهرت غوميز البالغة من العمر 26 عاما بأفلام للأطفال من إنتاج "ديزني" قبل أن تخوض غمار الغناء ويذيع صيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مخرجات عربيات
عشرة أفلام من فلسطين وتونس والمغرب والجزائر ومصر، معظمها للنساء، هي مجمل الأفلام العربية المشاركة في دورة "كان "72، ثلاث منها ضمن فعالية "نظرة ما"، ثاني أهم تظاهرات المهرجان بعد مسابقة السعفة الذهبية. بينما فيلمان منها يشاركان في تظاهرة "أسبوع النقاد" المخصصة للأفلام التي تعد الأعمال الأولى لمخرجيها، وإذا ما اضفنا الحضور المزدوج للمخرجة اللبنانية نادين لبكي التي اختارتها إدارة المهرجان لرئاسة لجنة تحكيم "المرأة في الحركة" في تظاهرة نظرة ما، وكذلك استضافتها ضمن نخبة من النساء لعرض افلامهن، أبرزهن: المغربية مونيا شكري صاحبة فيلم "امرأة اخي"، الذي سينافس على جائزة الكاميرا الذهبية، شاركت الجزائرية مونيا مندور بفيلم "بابيشا".
وثمة فيلمان عربيان يتنافسان على السعفة الذهبية، هما: "لا شك أنها الجنة" للفلسطيني إيليا سليمان، و"مكتوب، يا حبي" للتونسي عبد اللطيف قشيش، بينما تحتضن تظاهرة "نظرة ما" فيلماً نسوياً آخر هو "آدم" للمغربية مريم توازني، رفيقة درب المخرج الكبير نبيل، عيوش، فضلا عن فيلم عربي يحمل عنوان "الحياة السرية لإوريدوس غوسمار"، للمخرج البرازيلي ذي الأصل الجزائري، كريم عنوز، فيما شهدت مسابقة "أسبوع النقاد" أربعة أفلام عربية، هي "القديس المجهول" للمغربي علاء الدين الجم، و"أبو ليلى" للجزائري أمين سيدي بومدين، و"تستحق حباً" للفرنسية من أصل تونسي حفصيه حرزي، و "فخ" للمصرية ندى رياض.
"الى سما"
بالرغم من احتدام المعارك، قرّر زوجان البقاء مع طفلتهما الصغيرة في حلب المحاصرة التي أصابها الدمار، هي لتصوّر وهو ليطبّب... وتبرّر المخرجة السورية وعد الخطيب قرارها هذا في وثائقي هزّ مشاعر الجمهور في مهرجان كان السينمائي.
وعرض الفيلم الوثائقي "الى سما" للمخرجة السورية وعد الخطيب الذي شارك البريطاني إدوارد واتس في إخراجه، خلال جلسة خاصة. وحظوظه وافرة للفوز بجائزة "العين الذهبية" التي تكرّم منذ العام 2015 عملا وثائقيا يعرض في كان، بغضّ النظر عن الفئة المشارك فيها.