كيف يحافظ التراث على الهويَّة؟

منصة 2024/01/22
...

 كركوك: نهضة علي

تناول مختصّون أكاديميون المشتركات التي تربط المجتمع الكركوكي عبر ندوة عقدت في قاعة كلية الآداب، وكيف أن التراث الحضاري يسهم بتعزيز الهوية الثقافية للمحافظة في إشارة إلى ضرورة وضع آليّة للتعريف به غاية في استمرارية حفظه لمواجهة زخم العولمة.
وفي الندوة التي ركزت على تنوع ثقافات واللغات المتداولة وبعض العادات والموروثات التراثيّة التي ما زالت أنموذجا للتعايش الفكري والثقافي واللغوي المتناقل بتنوع من جيل إلى آخر تحدث عميد الكلية الدكتور نجم الدين انجة، قائلا إنَّ "تاريخ كركوك يعود إلى 5000 عام قبل الميلاد، وتمتلك مقومات أهّلتها لتكون في مقدمة المدن في الزراعة والاقتصاد والاجتماع". وأضاف أنَّ "الهدف من تنظيم ندوة تاريخيّة ثقافيّة تراثيّة هو تعزيز هويتها الثقافيّة ليكون الإرث الحضاري حاضراً بين قومياتها وأطيافها  بمختلف جوانبه". أما أستاذ التاريخ الدكتور مصطفى محسن فقد أكد عبر محاضرته على أن "الأواصر بين اللغات القديمة والحديثة هي العنصر الأهم في التراث الحضاري".
كما وتناول محسن منشئ المدينة ومن سكنها في أوائل عهدها، وكذلك استخدامات اللغات من قبل سكانها ومدى ارتباط الحضارة بالجذور الثقافيّة، ومن أهم تلك الجذور هي اللغة التي يتحدث بها أهل المدينة، كما واستعرض خلال جدول أنواع اللغات المستخدمة في محافظة كركوك قديماً وحديثاً واستقى بعض  الكلمات والعبارات المشتركة والموروثة والمطورة المتداولة يوميّاً.
كما تضمنت الندوة أهمية اللغة وما تحويه من عوامل أساسية عن الحضارة والتراث في المدينة، وأهمها التراث الفكري والثقافي والتعبيري والأدبي.. وذكر محسن أن بعض الحضارات التي نسبت إلى أقوامها نقلت موروثاتها بلغتها ونسبت بالتسمية  اليهم.  
من جهتها قالت الأستاذة في قسم التاريخ الدكتورة ابتهال عادل إنّ "لمدينة كركوك تاريخ موغل في القدم يحمل بين طياته الكثير من الأحداث والشواهد". كما وتناولت عبر مشاركتها في الحديث أهمية تلك الشواهد في حضارة المدينة وضرورة الاهتمام بها غاية في الحفاظ على هويتها الثقافيّة.