المركزي والتنمية

اقتصادية 2019/05/21
...

ياسر المتولي
 

بعد أن تخطى البنك المركزي العراقي مهامه بنجاح من خلال تحقيق الاستقرار النقدي واستقرار السوق وهما عماد الاستقرار الاقتصادي فقد اتجه نحو المساهمة في برامج التنمية المجتمعية والاقتصادية كمهمة اضافية اختارها لنفسه دعما لظروف البلد الصعبة.
واليكم ما حققه .. ولكن وقبل الخوض في المبادرات بودي توضيح أمر مهم “هو انني لم اشأ الترويج للبنك المركزي، ولكن من باب تاشير الايجابيات وتشخص السلبيات بهدف تقويمها، وميال للتفاؤل مؤمنا بمبدأ انه ليس من الحكمة نشر الغسيل والتركيز على الظواهر السلبية رغم اهميتها.
أعود للدور التنموي للبنك المركزي الذي توج مبادراته بدعمه وتمويله لمشروع تشجير المساحات المعرضة للتصحر وبالتعاون مع وزارة الزراعة. 
200  الف شتلة ستتم زراعتها على امتداد المساحات المهددة بالتصحر في عموم البلاد دون ان تثقل موازنة الدولة باي مبلغ، إذ يتم التمويل من “صندوق تمكين” الذي انشأه البنك المركزي بالتعاون مع رابطة المصارف الخاصة العراقية بتمويل من المصارف الخاصة وشركات الصرافة .
وهنا سيحقق هذا المشروع جدوى اقتصادية تؤشر الدور التنموي لمبادرته هذه، كيف؟
لان هذه الاشجار ستحافظ على المساحات الصالحة للزراعة من التصحر وستحمي البيئة من خلال اثرها في التقليل من اثار الانحباس الحراري الى جانب حماية المدن والسكان من اثار الرياح والكثبان الرملية المؤذية التي تتسبب بخسائر  فادحة بالارواح وبالاقتصاد الزراعي .
وتأتي هذه الخطوة في وقت تعرضت فيه الاشجار والبساتين الى تراجع ملحوظ لاسباب مختلفة منها القطع الجائر للاشجار ابان فترة الحصار وحرمان البساتين من الخدمة والسقي لاختباء جرذان الارهاب في المناطق الزراعية والحروب اتي شهدها البلد .
ومثل هكذا مبادرات اجدها مهمة، لاسيما ان البنك المركزي قدم الكثير من المبادرات المجتمعية والتنموية منها مشروع ألق بغداد الذي اثاره شاخصة في اغلب ساحات بغداد، والذي ينطلق من المنافع الاجتماعية للشركات، حيث مول هذا من صندوق تمكين الذي يعد وعاءً مالياً يغذيه الجهاز المصرفي الخاص، وغيرها من المبادرات الاخرى مثل الـ 6 ترليونات دينار التي خصصت لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم شرائح الشباب ومرضى السرطان ومشروع دعم الكنائس وغيرها ولاتزال مشروعات اخرى  للطرق والجسور  في طريقها الى التنفيذ
هذا الدور التنموي التطوعي مهم في ظل الواقع الذي يعيشه البلد.