ما لا تعرفه عن لغة العيون

منصة 2024/01/25
...

وَتَعَطَّلَت لُغَةُ الكَلامِ وَخاطَبَت ** عَينَيَّ في لُغَةِ الهَوى عَيناكِ

مَا كُنْتُ أُومِنُ بِالعُيُونِ وَفِعْلها **حَتَّى دَهَتْنِي في الهَوَى عَيْنَاَكِ

صدق أحمد شوقي، وصدق السياب حين قال:

(عيناك غابتا نخيلٍ ساعة السحر...)

ذلك لأنَّ لغة العيون مرآة سحريَّة تعكسُ المشاعر الداخليَّة التي تستوطن المرء وتتدفق من أعماقه، تشرح وتُترجم إحساسه، أو مشاعره الخاصَّة التي يكنّها لمن حوله، فتُظهر انزعاجه وارتياحه، أو انجذابه وإعجابه، وحتى اضطرابه وإحباطه وتلك التي تكشفها نظراته بعفويَّة من دون إدراكٍ وقصدٍ منه.

ويرى علماء النفس أنَّ العين تعطي كل إشارات الاتصالات البشريَّة الأكثر كشفاً ودقة وصدقاً، وهذا صحيح، ففي الحب العين هي التي تتكلمُ قبل اللسان. وفي أشعار الغزل والأغاني العين هي موضوع الحب ورسول الغرام حين تتعطل لغة الكلام.

كل هذا معروف..

لكنْ ما لا نعرفه هو أنَّ بؤبؤي العينين يتمددان ويتقلصان تبعاً لتغير المزاج، وإليهما يرجعُ التأثير الذي يحدثه فيك عدوك أو حبيبك. فعندما يثار الشخص عاطفياً فإنَّ بؤبؤي عينيه يتمددان الى أربعة أضعاف حجمهما العادي. فالعشاق يتطلعون عميقاً في عيون بعضهم البعض، ولك أنْ تتذكرَ أيام شبابك كيف كنتَ لا تمل من النظر في عينيها. ولهذا تعمد الأماكن التي يرتادها العشاق أنْ تكون مضاءة بالشموع، والسبب لا يخص رومانسيَّة الشمعة وحدها، بل لأنَّ الضوء الخافت يساعد على تمدد بؤبؤ العين فتغدو واسعة برّاقة جذابة. أما حين يتعكر مزاجك أو تغضب فإنَّ البؤبؤين يتقلصان فتبدو العينان صغيرتين كعيني حيّة.

وعن صدق العين وكشفها المخفي فإنَّنا حين نشك بقول محدّثنا نقول له (أشو خلّي عينك بعيني). والسبب يعود الى أنَّ (النظرة المحدّقة) تكشف المعنى الذي نخفيه، لأنَّ الشخص حين يكون غير صادقٍ أو أنَّه يكتمُ معلوماتٍ، فإنَّ عينيه تلتقيان في عيننا أقل من ثلث الوقت. وحين تلتقي عينا شخصٍ بعينيك أكثر من ثلثي الوقت فهذا يعني واحداً من أمرين: إما أنَّه يجدك شيقاً جداً أو مغرياً وجذاباً، وفي هذه الحالة تكون النظرة المحدّقة مصحوبة بتمدد بؤبؤي العينين، أو أنَّه عدائي تجاهك، وفي هذه الحالة يتقلص البؤبؤان.

وأفادت الدراسات بأنَّ المنطقة الجغرافيَّة من وجه الشخص وجسده التي توجه إليها نظرتك المحدّقة لها معنى أيضاً. فحين تكون (عيناً لعين) فإنَّها تعني أنَّ المقابل صادقٌ، وإنْ كانت نحو العنق فإنَّه كاذب، إلا في اليابان فالنظرة المحدقة اليابانيَّة تتجه نحو العنق بدلاً من الوجه أثناء الحديث. (ناس مهذبون ويخجلون مو مثل ناس وكحين يحط عينه بعينك.. ويكذب),.

وثمة معلومة لطيفة:

إذا شاء الرجل أو المرأه تمثيل دور (صعب الحصول عليه) فإنَّ عليه (عليها) تجنب استخدام النظرة المحدّقة الحميمة، واستخدام النظرة المحدّقة الاجتماعيَّة عوضاً عنها فيبدو (تبدو) بارداً. والتفسير هو أنك عندما تستخدم النظرة المحدّقة الحميمة مع شريكٍ محتملٍ من الناحية الجنسيَّة، فإنَّك تفضح اللعبة. والمفارقة أنَّ النساء خبيراتٌ في إرسال وتلّقي هذا النوع من النظرة، بينما الرجال – لسوء حظهم أو قلّة شطارتهم- يستخدمون النظرة المحدّقة الحميمة التي غالباً ما تخيب ظنهم، ولهذا تنجح النساء، لأنَّ المرأة تستخدمُ أولاً النظرة الاجتماعيَّة، تصطاد بها الرجل ثم تدخله شبكة النظرة المحدّقة الحميمة العنكبوتيَّة، وتحبسه بها بإحكام.

فهل تعترف أنَّها حبستك؟