بغداد: نوارة محمد
شرب الشاي في الأماكن العامة، مثل المقاهي والمطاعم من أساسيات الشعوب العربية، لكنها في العراق تمثل طقسا خاصا يتحمل الكثير من المزاجية ويعد أسلوب حياة.
الكثيرون من متناولي الشاي يرفضون استخدام الأكواب الورقية ويتمسكون بـ "الاستكان" الزجاجي على الرغم من وجود الكثير من المحاذير الصحية، فهم على قناعة بأن الطريقة الشعبية الدارجة غير مؤذية، كما أن العديد من كبار السن لديهم أساليبهم الخاصة والمتوارثة في شرب الشاي والاستمتاع به، إذ ويؤمنون أن الشاي يشرب بهذه الطريقة فقط. الحاج كريم مطر، وهو رجل يبيع الشاي بالقرب من مطعم شاورمة، يرى أن طقوس شرب الشاي لم تتغير رغم وجود أسباب كثيرة تدعو إلى استخدام الحداثة في هذا الشأن، ويتابع "الرجال عموما يحبون شرب الشاي في- الاستكان- الزجاجي، ومنهم من يستمتع في صب الشاي بالطبق -الاستكان - الصغير، ولكن النساء يفضلن الأكواب الورقية (السفري) لأن هذا الأمر يرتبط بجوانب تتعلق بمظهرهن وأنوثتهن".
ويضيف مطر أن "الشاي العراقي له مذاقاته الخاصة، وهو يجب أن يحضر على الحطب، ويكون ممتلئا بالهيل، كما وتتفاوت درجات الشاي مع اضافة الماء الساخن". أما بشير حسين، وهو شاب يبيع الشاي في منطقة صناعية، فله تجربة أخرى يحدثنا عنها، قائلا "استخدم خليطا من أنواع عدة من الشاي، واستعمل الهيل والنكهات الأخرى ليكون للشاي مذاقٌ مميز، كما أن كل زبائني يفضلون -الاستكان- الزجاجي، لأنني شخصيا لا أستخدم الأكواب الورقية مطلقا، لوجود عيوب مصنعية فيها، أيضا فأن نكهة الشاي تتأثر جدا بطعم الورق، ولهذا أرفض وجوده مطلقا". عصام عباس بائع شاي متنقل، يقول عن تجربته: أبيع الشاي في التقاطعات المرورية مستغلا الزحام وأنا استعمل الأكواب الورقية مضطرا، لأن زبائني من سائقي السيارات تحديدا، ولكنني أجهز الشاي بالطريقة التقليدية العراقية، ثم أضعه في حافظة "ترمس" حراري. ويتابع: أجهز الشاي على الفحم والتزم بالنكهات وكمية السكر، لأن النكهة في عملي مهمة جدا، وحتى لو استخدمت الأكواب الورقية، فأن جودة الشاي تكون مميزة ويقبل عليها الناس.
ويضيف: زبائني يطلبون شايا سريعا، وخاصة في فترات الصباح الباكر عندما يكون الجو باردا، وهذا يساعدهم على الشعور بالدفء والاستمتاع بتناول شاي عراقي درجة أولى. وقد أصر عصام على أن اشرب من شايه وهو يقول ضاحكا: ستعودين مجددا من أجل هذا الشاي.