{ الصباح} ترسل برقية عاجلة من فاحصي الدفاع إلى وزيرهم
علي غني
أكثر من ثلاث سنوات يتظاهرون من أجل الوظيفة، التي اصبحت عند الشباب العراقيين حلما يفوق الخيال، فلم اجد أكثر صلابة من هؤلاء الشباب (بنينا وبنات)، الذين يطلقون عليهم (الفاحصين على وزارة الدفاع / مدني) من محافظات شتى، ومن تخصصات عدة، وهم يتحملون برد الشتاء وحرارة الصيف، من اجل تحقيق هذا الحلم البسيط في داخل وطنهم، رفضوا الهجرة إلى الخارج، وفضلوا البقاء في الوطن، لذلك اختاروا وزارة الدفاع، لماذا الإصرار على التظاهر؟ ومن هم؟ ومن اي المحافظات؟ ولماذا القائمة (399)؟ وأين وصلت قضيتهم الآن؟ وهل سيحقق وزير الدفاع أحلامهم إلى جانب المفسوخة عقودهم؟ لننتظر؟!.
مجموعة شباب
حملت أوراقي للبحث عن فاحصي وزارة الدفاع بين المحافظات، ايمانا مني بان قضايا الناس تتصدر أوليات الحكومة، وعن طريق العلاقات وصلت إلى الممثل العام الفاحصين، الذي ينسق التظاهرات وينظم الاجتماعات، ويقود الحراك، كلما اقتضت الضرورة، وهو المهندس أكرم حليم، فقلت له يطلقون عليك ممثل القائمة (399)، فما سر هذه القائمة، فاجابني بثقة: القائمة (399) هي مجموعة من شباب والبنات من شتى الاختصاصات والمحافظات، وتضم ثمان محافظات هي النجف وكربلاء وسماوة وبابل والديوانية والناصرية وبغداد، ومنذ ثلاث سنوات ونحن نتظاهر سواء اكانت الاجواء باردة أم حارة، وتعرضنا للضرب من قبل (الحكومة السابقة)، بعدها استبشرنا خيرا، وارسل علينا مكتب رئيس الوزراء، وتعهد بحل قضيتنا وطلب قوائمنا بوقتها واعطينا القائمة بـ 399 متظاهرا بيوم 24 /3 /2022.
وواصل حديثه (المهندس أكرم): بقينا ننتظر ردا من وزارة الدفاع على رد مكتب رئيس الوزراء بإجراء التعيين وفحصنا بعد انتظار سبعة اشهر، اذ تم حصولنا على كتاب الفحص بيوم الاربعاء المصادف
5 /10 /2022، ومن هنا بدأ بصيص الامل لنا جميعا في هذا التعيين لننتظر بعد ذلك الموازنة لغرض الحصول على تخصيص مالي، وقمنا بزيارات عدة لجميع نواب الدورة الحالية، أسفرت عن (تضميننا) حصة ضمن الموازنة الثلاثية من خلال جمع تواقيع للعديد من نواب داخل مجلس النواب وعن طريق التصويت، تمت المصادقة على (1200) درجة وظيفية لجميع الفاحصين على وزارة الدفاع بصفة موظف مدني، وفق المادة 69 الفقرة الثانية من الموازنة الاتحادية الثلاثية، وعن طريق كتاب اللجنة المالية في يوم 6 /8 /2023 تم ادراجنا وارسالنا إلى وزارة الدفاع لاستكمال إجراءات التعيين، بعدها قامت وزارة الدفاع بإرسال الاسماء إلى مجلس الخدمة الاتحادي وطلب مجلس الخدمة الاتحادي من مكتب رئيس الوزراء المصادقة على القوائم وارسالها اليه، ونحن ننتظر مكتب رئيس الوزراء للحصول على المصادقة، وختم الاسماء وإرسالها مجلس الخدمة الاتحادي وزارة الدفاع، وكذلك وزارة المالية لاستكمال إجراءات التعيين وما زلنا ننتظر.
تسويف الاجراءات
حضرت من بغداد لمحافظة المثنى، لألتقي ممثلها الخاص بهذه القائمة هاشم محمد عبد، ليقول: بدأت بالتظاهر انا واصدقائي منذ نهاية 2019 في محافظة المثنى، وتم استحصال درجات لنا، وقد تمت سرقتها من قبل الحكومة السابقة، وفي نهاية سنة 2021 ذهبنا للتظاهر في بغداد، وانا شخصياً قد اعتصمت هناك لمدة تزيد عن ستة أشهر، متنقلا بين البوابتين الاولى والخامسة، وكان مطلبنا هو التعيين على الصفة المدنية في وزارة الدفاع بعد كل هذا العناء، تم قبولنا في وزارة الدفاع، وأخبرنا بالفحص الطبي والأمني، لكن الذي حدث، انه تم تسويف الاجراءات بسبب عدم وجود موازنة بتلك السنة، وكذلك عدم اضافة فقرة للفاحصين داخل الامن الغذائي، وقد استمرت تظاهراتنا وزياراتنا الى النواب، لغرض تضميننا بالموازنة أشهرا عدة، أسفرت عن اضافة مادة في الموازنة (المادة 69/ثانيا ) تقضي بتخصيص 1200 درجة وظيفية للفاحصين على وزارة الدفاع وبتاريخ 2023/8/6 تم تضميننا رسمياً من قبل رئيس اللجنة المالية المرسل الى وزارة الدفاع ووزارة المالية، ومنذ ذلك التاريخ لم نر أي تحركا فعليا لهذه الـ 1200، فقد تم ارسال قائمة واحدة وهي مكونة من (500) من الأسماء وبقت القوائم الأخرى، ومن ضمنها قائمتنا (399) داخل مكتب رئيس الوزراء للمصادقة عليها، وإرسالها الى مجلس الخدمة الاتحادية لغرض اكمال الاجراءات.
وتابع: نحن نطلب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن
يصادق لنا على القائمة وان يفتح لنا باب الامل لأن نكون مستقبلنا وينقذنا من صعوبة الحياة
والبطالة والفقر الذي يمر به الشاب العراقي.
أساس المجتمع
ومن الديوانية وجدت المشاعر ذاتها عند ممثلها في القائمة (399) ياسر عباس هادي الذي لم يترك ابواب المنطقة الخضراء منذ أكثر من ثلاث سنوات، مؤكدا: لقد (شبعت) من حر وبرد الشوارع البغدادية، وليس من المعيب ان أطالب بحقي بالتعيين، كوني مضى على تخرجي أكثر من سبع سنوات، ولتعلم الدولة أن شريحة الشباب أساس تقدم المجتمع.
وبين (الشاب ياسر): أكملت الفحوصات المطلوبة كافة، وليس أنا وحدي فهناك (399) من زملائي، وهنا نكرر أمنياتنا بان تصدر أوامرنا بعد هذا العناء والانتظار الطويل، ولدينا تفاؤل بحل قضيتنا هذه السنة.
العنصر النسوي
اما ممثلة العنصر النسوي المهندسة عرفان عبد الأمير التي شاركت اخوانها بالتظاهر لأكثر من ثلاث سنوات، لتفتح قلبها لي: مضى على تخرجي من كلية الهندسة (14) سنة، أليس من حقي التعيين؟، لذلك خرجت للشارع اطالب بحقي بالتعيين حالي حال بقية الخريجين خاصة بعد ما تم تعيين كل المتظاهرين، فأصبح الشارع هو الحل الوحيد للمطالبة بالتعيين وهو حق مشروع كفله الدستور العراقي، كون الشباب اليوم يمثل اقوى شريحة بالمجتمع وأساس نهضة المجتمعات والدول هم الشباب.
وتابعت القول: أكملت الفحوصات كافة في وزارة الدفاع فحص طبي وفحص أمني بتاريخ 2022/10/5 ومر على هذا الفحص اكثر من سنة ونصف، وبعد تظاهرات وزيارات متكررة للنواب تم تضميننا بالموازنة العامة لثلاث سنوات في المادة 69 / ثانياً ومن تاريخ الموازنة لغاية الآن مصير جميع الفاحصين مجهولا، فقد تم ارسال قائمة واحدة وبقت قائمتنا وعدد من القوائم ومن ضمنها قائمتنا 399، وها نحن ننتظر والى الآن تنتظر الإنصاف والعدل لتعيننا على ملاك وزارة الدفاع.
وابدى ممثل بغداد احمد طعمة جاسم خوفه من المستقبل المجهول، وهو الذي يحمل شهادة الادارة والاقتصاد منذ سنة 2018، والذي لم ينقطع من قيادة المظاهرات من عدم شمولنا بالتعيين، الذي قبلنا فيه ونجحنا بالفحصين الطبي والامني في وزارة الدفاع بتاريخ 2022/10/5، وكل هذه الفترة نتواصل مع المسؤولين وتم تأخير التعيين بحجة عدم توفر موازنة لسنة 2023 وفي بتاريخ 2023/8/6 تم تضميننا في الموازنة العامة الاتحادية الثلاثية، وحتى الآن لا توجد جدوى من هذا التأخير لقد تعبنا من الانتظار والمناشدات.
صبرنا كثيرا
ومن بغداد إلى ذي قار، يرى ممثلها علي رياض حسين الذي يعد فترة الإضراب كافية لاختبار صبرنا، فكل شيء قد أكملناه، ونحن ندخل في السنة الرابعة التي قضيناها
بحرها وبردها بعرض قضيتنا على المسؤولين والنواب، من أجل أن تشملنا الحكومة بالتعيين، وتعرض بعضنا إلى إصابات بالغة خلال التظاهر،
لكن ذلك لم يمنعنا من المطالبة بحقوقنا.
وأرى اننا تعرضنا لظلم كبير، فكل الإجراءات القانونية والفحوصات في وزارة الدفاع تم اكمالها، وتم تضميننا بالموازنة المادة 69 الفقرة ثانيا ضمن 1200 درجة، لم تتبقَ الا المصادقة على اسمائنا، وإرسالها الى مجلس الخدمة الاتحادي، ليتسنى للمجلس إكمال إجراءات التعيين، إسوةً بأقراننا من الفاحصين المدنيين على وزارة الدفاع بصفة موظف مدني. وبينت ممثلة الشابات في بغداد سالي اياد: أن جميع الحلول في ساحة الحكومة لاننا أكملنا ما علينا من فحوصات الطبية والامنية، وقد عبرنا عن مظلوميتنا بكل شفافية وتحملنا العديد من المضايقات من اجل فرصة (للتعيين) وهي خدمة للوطن.
وختمت قولها: حالياً كل شيء متوقف على مكتب رئيس الوزراء للحصول على مصادقة وختم الاسماء وارسالها الى مجلس الخدمة الاتحادي، وايضاً وزارة المالية لإكمال الإجراءات، نحن لا نستسلم عندما نحاول التسلق الى هدف الوظيفة من خلال الرجاء الابوي لحضرة رئيس الوزراء في مطلبنا هذا، ومن خلال جريدتكم الموقرة عن طريقكم يتم منحنا الامل بتحقيق حلمنا.
رفضوا الهجرة
هؤلاء الشباب المحبون لوطنهم لهم كل الحق بالتعيين، ليقدر الشخص صاحب القرار مقدار الصبر الذي يمتلكونه، فضلا عن تمسكهم بالوطن ورفض الهجرة إلى خارج العراق، وهذا دليل قاطع على حبهم للوطن والوقوف معه، كما أن الحكومة يجب ان تفكر كثيرا بمثل هذه الفئة من الشباب الذين مضى على تخرجهم سنوات طويلة، وتكتشف الحلول الجدية لأبعادهم عن الانحراف والتحول إلى طاقة سلبية تضر بالحكومة، والارتماء باحضان المخدرات أو التجمعات المنحرفة، وربما تتحول إلى معارضة هدامة، لا سيما إذا اصابها اليأس، ولم تلبِ الدولة احتياجاتهم وحقهم بالتعيين للتفرع لرسم مستقبلهم داخل وطنهم، كما أن الحكومة يمكن استغلال طاقاتهم الإبداعية في العمل، نحن ننتظر ان تحقق الحكومة أمنياتهم البسيطة، وهو التعيين، فهل ستتحق أمنياتهم؟.