عراقي يحول منزله إلى متحف لقراء القرآن الكريم

استراحة 2024/02/12
...

  بغداد: سرور العلي 


مئات التسجيلات والصور النادرة تزيّن جدران منزل عدي المحمدي، قارئ القرآن الكريم، والحاصل على بكالوريوس من كلية الآداب، جامعة الانبار، بقسم التاريخ، ويحتفظ بهذا المنجز، كأرشيف خاص يوثق كل ما هو متعلق بقراء القرآن العراقيين، ليبدو منزله متحفاً فيما بعد. 

نشأ المحمدي في مساجد مدينة الفلوجة، وتعلم في مدارسها، فشغف بحفظ وتلاوة القرآن الكريم بالطريقة العراقيّة، إذ كان منذ سن صغيرة يستمع إلى الإذاعات العالميّة والمحليّة، بحثاً عن القرّاء من مختلف العالم، وكذلك من إذاعات العراق، لا سيما المرئيّة والسمعية، ويقوم بتدوين اسم كل قارئ يظهر في المذياع، وكذلك يذهب إلى التسجيلات الموجودة في مدينته، ويسجل ما يسمعه.

وعن ذلك بين: «تخصصتُ بأرشفة قرّاء القرآن العراقيين، وتدوين سيرهم الذاتية وتسجيلاتهم السمعية والمرئية، من خلال البحث والتقصي عنهم في جميع المحافظات العراقية، والذهاب إلى ذويهم وأقاربهم، لتدوين سيرهم وآثارهم، وجمع صورهم الشخصية النادرة، وعلى إثرها أنشأت مجموعة على وسائل التواصل باسم (رابطة القراء والمؤذنين بالطريقة العراقية)، تهتم بنشر تراث القراء العراقيين رحمهم الله، وكذلك نشر القراء الرواد، وكذلك الشباب من مدن العراق كافة، ولاقت تلك الرابطة إعجاب مئات الأشخاص من داخل وخارج العراق، من خلال العرض والنشر فيها».

مشيراً إلى أنه يقوم بعمل مسابقات أيضاً للشباب، لتطوّير مهاراتهم في التلاوة، والآذان بالطريقة العراقية الأصيلة، حفظاً على هذا الموروث من الضياع والإندثار، إضافة إلى عمل برامج وثائقيّة خاصة بالقراء القدماء، ونجح بعمل أكثر من عشرة برامج وثائقية عنهم حتى الآن. 

كما يعكف في الوقت الحالي، لإعداد كتاب خاص بسير القراء العراقيين، من جميع المحافظات من سنة ألف الهجرية لليوم، وكتاب آخر عن سير الملالي القدماء في تعليم القرآن الكريم، بطريقة التزبير القديمة.

ويطمح المحمدي للحصول على الدعم، لكي يحتفظ بما قام به من إنجاز، لتمثيل هوية البلد، وأن تكون الرابطة التي قام بانشائها مسجلة لدى مؤسسات الدولة.