الموصل: شروق ماهر
«الجومة» من الحرف الموصليَّة التراثيَّة القديمة التي يرجع تاريخها بحسب ما معروف إلى العصر العثماني، حيث اشتهرت الموصل بهذه المهنة منذ أقدم الأزمنة وأنتجوا بواسطة هذه «الجومة» العديد من المنسوجات منها (البطانيات والبسط والدواشم واليشمغ)، إذ اختصت الأسر الموصلية بصناعة النسيج بأنواعه المختلفة. يقول محمد عبد الجبار أستاذ العلوم الرياضية في جامعة الموصل والذي حافظ على هذة المهنة بالوارثة ويزاولها خارج مهامه الرسميَّة في تصريح لـ (الصباح) إنّ «أسرتنا اختصّت بهذه المهنة إذ كان والدي وجدي رحمهما الله يمتلكان معمل بطانيات المرعزية، وهناك اتفاق مسبق بينهما وبين شركة المخازن العراقيّة في أورزدي/ بغداد حصراً الذي يستقبل المنتوج بالكامل، وبالفعل هناك اقبال واسع عليها وحتى الآن من خلال الاسواق المحلية والسوق العالمية، فكثير من السياح يقصدونها ويتبضعون منها. ويقول آخر ما تبقى من المحافظين على هذه المهنة الياس عدنان من سكنة المدينة القديمة: إنَّ «مهنة الجومة تحظى بشعبيّة كبيرة وتمثل عملية تصنيع السجاد بطريقة يدويّة وتقليديّة، وتعد فنّاً وحرفة قديمة تمتاز بجمالها وتفرّدها». وأضاف: كان الحرفيون العاملون في مهنة الجومة في الموصل يتمتعون بمهارات تقنية عالية وخبرة واسعة في تصنيع السجاد عن طريق استخدامهم أنواعاً مختلفة من الألوان والمواد الخام لإنتاج سجاد فريد وجميل»، لافتاً إلى أنّ عملية صنع السجاد تتطلب العديد من الخطوات المعقدة بدءاً من التجهيز وصولاً إلى تصميم ونسج السجادة نفسها، وكان الحرفيون يستخدمون أدوات يدويَّة مثل المنجل والنول لإنتاج السجاد بدقة وجودة عاليتين»، وتبقى مدينة الموصل المعروفة بتاريخها العريق في صناعة السجاد المنسوج يدويَّاً والذي يعد من أجود أنواع السجاد العراقي لما لديه من تفنن وحرفيّة عالية لإنتاج قطع فنيّة فريدة من نوعها «لكن بظهور التكنولوجيا الحديثة والتغيرات الاقتصادية، تأثرت مهنة الجومة في الموصل وشهدت تراجعاً في السنوات الأخيرة ولكن لا يمكن إنكار أهمية هذه المهنة التقليدية ودورها الثقافي في المجتمع الموصلي.