يادة العبيدي: عراق الحضارة هو رسالتي الملوَّنة

منصة 2024/02/22
...

 عمان : يعرب السالم 


سخّرت يادة العبيدي عبر رحلتها طابع وقدرة الفن الإنسانيَّة في علاج مَنْ يعانون من متلازمة داون ونجحت في تعليمهم الرسم.

وللعبيدي التي لُقبت بسفيرة السلام، أكثر من 200 شهادة عربية ودولية، وحاصلة على جوائز عديدة في الفن عبر مشاركاتها في معارض مختلفة، وبيعت أعمالها في العديد من البلدان العربيَّة الأجنبيَّة.

البدايات كانت عراقيَّة الهوى في الخزف والنحت مُجسّدة الموروث المعرفي في أعمالها، ومستفيدة من العمق الحضاري لبلاد الرافدين. أما اهتمامها بالخزف فقد كان له بُعد وعمق روحي في داخلها. 

وتستذكر العبيدي، كيف أنها كانت تطبع وجهها على الطين العراقي، وتشم رائحته قبل المباشرة بالعمل الخزفي، وحسبها أن "الطين له رائحة مميزة أشبه بالعطر". إذ تميل أغلب أعمالها الفنية نحو طغيان الإحساس بقيمة التشكيل والخلق بالطين.. فمنه الإنسان قد خلق.

نهلت العبيدي من جميع المدارس الفنيّة، وكانت البداية مع المدرسة الواقعيّة، فهي انطلاقة كل فنان حسب 

رأيها. كما أنّها تعاملت مع جميع المدارس، مثل السريالية والتعبيرية والرمزية الواقعية الحديثة والانطباعية. 

هي تعشق المدرسة الواقعية الانطباعية، لأنّها تعطي بعداً فنياً وفكرياً وجمالياً في الأعمال الفنية.

تأثرها الفني بأعمال الفنان الانكليزي جون كونستابل (1776 - 1837) الذي برز في المدرسة الطبيعية واشتهر بها، يبدو واضحاً في أعمالها، برغم أن لديها أسلوبها الخاص الذي تميزت به بفضل دراستها لجميع المدارس الفنية التشكيلية. 

ولم يكن التأثر الفني غربياً فقط، بل شمل فنانين وفنانات عراقيات مثل ليلى العطار، وسهام السعودي، ووسماء الأغا، وفائق حسن، وجواد سليم، وعامر العبيدي، ومحمد علي شاكر، ومحمد مهر الدين، واسماعيل الشيخلي ووليد شيت. والكثير من الفنانين والفنانات عراقيين وعرب. 

الغربة كانت بالنسبة لها حافزاً آخر نحو الإبداع لذلك جسّدت (65) حكاية بغداديَّة والواقع والحضارة العراقيَّة عبر أعمال فنيَّة شاركت بها في معرض المينتور بالجزائر. ولاقت استحساناً كبيراً من شخصيات فنية معروفة. 

وتضيف العبيدي أنّ "الغربة جعلتها تتمسّك بالوطن أكثر، ورغم أنها أخذتها من محلتها وأصدقائها وأزقة وشوارع بغداد وذكريات الأمكنة التي ما زال صداها في روحها"، إلا أنها تقول، "وكما ترى حتى قلادتي التي أرتديها هي خارطة العراق". 

غايتها من خلال أعمالها الفنية المتنوعة إيصال رسالة عن تاريخ العراق وحضارة وادي الرافدين وبدايات الفن فيها. والتأكيد على أن الفن في العراق لا يموت، فهو متجدد بسبب الموروث الحضاري والمعرفي، وهو ينهل من أرض خصبة. 

وعن مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها في انتشار الفن تقول، إن "مواقع التواصل مهمة للفنان أينما كان فهي تُقرب الفنان من الجمهور المعني، لكن هناك بعض الفنانين المغمورين الذين أساؤوا استخدامها، مثلما هناك من يتعمّد سرقة الأفكار لضعف أدواته الفنيّة، وأنا شخصياً تربطني علاقة حب مع أدواتي وألواني ولوحاتي". 

ولا بدَّ من تقديم شكري لجريدة "الصباح" التي أجدها حققت حضورها في الأردن من خلال أننا أصبحنا نقرأ أخبارنا ولقاءاتنا من خلالها، فالشكر موصول لفريق عمل الجريدة.