عباس رضا الموسوي
يترقب المواطنون في محافظة الديوانية ما ستشهده الفترة المقبلة من تطورات في مختلف مجالات الحياة على يد أعضاء الحكومة المحليَّة الجديدة، خصوصاً في مجال الخدمات العامة والحد من البطالة ومحاربة الفساد بكلِّ أشكاله، لا سيما أن هذه المشكلات التي تراكمت بسبب الاهمال الذي استمرَّ لسنوات، هي أبرز المشكلات التي جعلت من محافظة الديوانية ذات الثراء الزراعي تعد ثاني أفقر محافظة في العراق بعد محافظة المثنى.
خطة عمل إعلاميَّة
ولكون العمل الإعلامي والنشاط الثقافي حاضرين وبشكل مستمر لنقل الحقيقة بأمانة واضحة إلى المواطنين الذين يترقبون ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة، يقول فقد نقيب الصحفيين العراقيين في محافظة الديوانية أحمد الشيباني: إنّ النقابة أعدت خطة عمل متكاملة ستناقش مع الحكومة المحليَّة الجديدة الهدف منها تنظيم آليَّة العمل الصحافي وأخذه لدوره المهم في نقل الحقيقة بأمانة تامة إلى الرأي العام، مشيراً إلى أهمية المرحلة المقبلة في مستقبل الواقع الخدمي والاقتصادي والاجتماعي لمحافظة الديوانية التي عانا مواطنوها من كثرة المشكلات والتحديات التي عصفت بحياتهم اليوميَّة طيلة السنوات السابقة، متوقعاً أن تتمكّن الحكومة المحليَّة الجديدة من تحقيق ما يصبو إليه مواطنوها، خصوصاً وأنها تدرك رهان أبناء الديوانية على الخطوات التي ستتخذها.
فيما يقول مراسل قناة العراقيَّة الفضائيَّة أمين الهلالي: إنّنا اليوم أمام مرحلة جديدة تتمثل باتمام أركان الحكومة المحليَّة، إذ باشر مجلس المحافظة عمله بعد انقطاع دام لسنوات، موضحاً أنَّ تسمية النائب عباس الزاملي محافظاً للديوانية ستزيد من فرصة النجاح في قابل الأيام، لأنّه عمل في جهةٍ تشريعيّة ويمتلك خبرة واسعة تمكنه من إدارة شؤون المحافظة بالشكل المطلوب، لذلك فإنّ اعتقادنا في حال مضى المحافظ ومن معه في نطاق المسؤولية باتجاه تحقيق الخدمات، فإنّه سيحظى بدعم شعبي كبير، كون مواطنو الديوانية يحتاجون إلى من يوفر لهم احتياجاتهم
الضروريَّة.
الترقّب سيد الموقف
أعتقد، أنّه من البديهي أن لا يحكم الناس على أداء حكومة محليَّة تسنّمت مهام عملها حديثاً، غير أنّه من المؤكد أن الترقّب المصحوب بالمراقبة لأداء العمل هو سيد الموقف خلال الفترة الحاضرة خصوصاً، وأن مواطني محافظة الديوانية أتعبتهم وعود المسؤولين وشعاراتهم طيلة السنوات الماضية، إذ يقول علي شريف الجابري: إنّ الجميع يأمل أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة بناء وإعمار في مختلف القطاعات، خصوصاً أن الأحياء السكنية في مركز المحافظة والأقضية والنواحي تعاني من شحٍّ في الخدمات، وهو ما أثّر على يوميات المواطن في محافظة الديوانية، مشيراً إلى أنّ مركز المحافظة الذي يعد الأكثر تضرراً ما زالت أغلب أحيائه السكنيَّة أشبه بالخراب وأن أعمال الترقيع والمعالجة الموقتة تقوم بها الحكومة المحلية مجرد اسقاط فرض، لان الديوانية بحاجة إلى مشاريع كبيرة في مجال البنية التحتيّة، موكداً أن فشل الحكومة المحليّة الجديدة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين سيكون بمثابة الكارثة، لأن آمال المواطنين عقدت عليها، وأنهم جزعوا من انهيار الواقع الخدمي.
في حين يقول المواطن مهدي صالح الدريسي: إنّ الحكومة المحليَّة ما زالت حديثة العهد في عملها، لذلك يتوجب توفير الدعم الشعبي لها لتأخذ دورها في مجال توفير الخدمات التي يحتاجها المواطنون، مشيراً إلى أنّ هذا الانتظار لن يكون طويلاً لأنّ المواطن تأثر بشكل مباشر بنقص الخدمات، وبات يحلم بحياة جديدة أفضل من التي عاشها لسنوات طويلة من الاهمال.
مرحلة تحتاج الدعم
ولأنّها انطلاقة جديدة في مسار التنمية في مختلف المجالات، يتوجب أن تعزز الجهود بمزيد من الدعم الشعبي والثقافي والإعلامي خصوصاً وأن الغاية تكمن بالانتقال من واقع مرير إلى واقع جديد يخلو من المرارة، إذ يقول رجل الأعمال بسّام معن الغزاوي: إنّ هذه المرحلة ستكون حرجة للحكومة المحليَّة الجديدة كونها مطالبة بتحقيق الكثير من الانجازات خلال فترة زمنيَّة محددة بأربع سنوات، وهي فترة كافية في نظر المجتمع في حال تضافرت الجهود، وأدى الجميع ما عليه من مسؤوليات خصوصاً مدراء الدوائر والقطاعات الخدمية، مشيراً إلى مشكلات أخرى يطالب المواطن بحلها مثل تفشي ظاهرة الفساد والمحسوبيَّة، واتساع رقعة الفقر والبطالة، وعدم وجود الرؤية الواضحة لإنجاز المشاريع التنمويَّة والاجتماعيَّة
والاقتصاديَّة.
ويرى الإعلامي والفنان عبد الحسين صاحب: أنَّ الدعم الذي تحتاجه الحكومة المحليَّة الجديدة لا يتوقف على الدعم الشعبي، بل يتوجب دعمها من قبل الحكومة الاتحاديَّة والوزارات المختلفة، لأنّ الديوانية تحتاج إلى المزيد من العمل الجاد خلال الفترة المقبلة، وهذا الأمر يتطلب توفير الدعم المادي والمعنوي لغرض تصحيح المسار، وتقديم الحلول اللازمة للمشكلات التي تعترض طريق التنمية في مختلف المجالات.
تحسين أداء الدوائر
تبقى النظرة العامة التي ينظر بها المواطنون إلى الدوائر الحكوميَّة يشوبها الشك لأسباب عدة، منها ظاهرة الفساد التي اتسعت رقعتها خلال السنوات الأخيرة، والاهمال الذي هدر وقتَ وجيبَ المواطنين، فضلاً عن تفشي المحسوبيَّة، وعدم إنجاز المعاملات، وغيرها من مظاهر الفوضى، ويقول الشاعر حسين عبد طالب: إنّ إعادة الثقة بين المواطنين والدوائر الحكوميَّة يحتاج إلى إجراءات جادة، منها تحسين الأداء الحكومي، والعمل بما يخدم المصلحة العامة وتطهير الدوائر الحكوميَّة من رؤوس الاهمال والفساد، وتشديد الرقابة الماليَّة والإداريَّة، وغيرها من الإجراءات الصارمة التي يتوجب على الحكومة المحليَّة الجديدة القيام بها في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى ضرورة محاسبة المسؤولين الذين يعملون على تحطيم الروح المعنويَّة لدى المواطنين، وعدم التهاون معهم لأنَّ في ذلك خراب التجربة السياسيَّة والاداريَّة التي نسعى إلى تحقيقها من خلال صناديق الاقتراع، موكداً على أهمية بناء الثقة بين الحاكم والمحكوم خلال الفترة المقبلة لأنّها أساس النهوض الذي نترقبه في محافظة الديوانية التي عدت من المحافظات المنكوبة بسبب غياب الخدمات في مختلف القطاعات.
محافظ الديوانية يتعهّد
بدوره تعهّد محافظ الديوانية الجديد عباس شعيل الزاملي، باتخاذ الاجراءات اللازمة للارتقاء بواقع محافظة الديوانية وعلى المستويات المختلفة، موضحاً أن ادارته ستقوم بمحاربة الفساد بكل أشكاله وبالطرق القانونيّة، وستحاسب المقصرين والفاسدين، وسوف تعمل جاهدة لانشاء المشاريع التي تخدم المواطنين، وترفع عنهم العناء، مشيراً إلى ضرورة اتمام المشاريع التي ما زالت قيد الانشاء وإحالة المشاريع المتبقية والتنسيق مع الحكومة الاتحادية لتوفير الدعم الكافي الذي يلبي تطلعات المواطنين في محافظة الديوانية، داعياً المواطنين والمؤسسات الإعلاميّة والثقافيّة والاجتماعيّة إلى التعاون مع الحكومة المحليَّة لتحقيق الواقع الجديد الذي يريده أبناء الديوانية.