كناية الحرب

ثقافة 2024/02/27
...

 سهيل نجم

تتميز الأرض من روائح
تغسل الأشجار باليتم.
ها قد أتت المراكب تزحف
وبذيولها تسحل البحر
مقيداً بسلاسل الأستفهام.
يا لهول هذا الطائر ذي الوجهين
له مخالب بشرية
لكنه يقول: أنا انعكاس الشرق في الغرب،
أنا عدة الوصول إلى مدن بلا بصيرة،
وأنا خلاص النار من عذاب الماء.
ثم أشار:
هذه الكناية
كلما أطعمتها جاعت
ثم جاعت مراراً
إلى المدار الحرام.

كأنك لا تعرف لون التلوث
في العيون الكسيرة،
هل عرفت شهوة تتخطى لعبة العري
وهي تتداعى
بين أحضان ماكرة؟

يريدونكِ أضحيةً
لطوفان العلامات العابثة،
لبوة تخترق المألوف الهارب
إلى الخيانة، وداعرة مقدسة
تدعي حمل شارات عفتها
وهي خجول.

الطائر ذو الوجهين
جرد الليل من نهاره
وأبقى لنا الحريق
كي نتدفأ بأمواجه.

كان الجبل يظهر ويختفي
واللغة تسير بساق واحدة.

في هذا العالم الغرفة
ثمة من كدس الشياطين والملائكة
في صحن واحد.
إذن
لا عزاء ولا تبجيل
للنوم في الزنازين المقفلة.

ايها الشيطان
ياسيد اللقاء السري، جعلوك مشجباً
وأنت لا تعرف الناكر والنكير
مثلما لا تعرف قِبلتك الأولى،
أيها الشيطان ليتك تعرف
من الآثم
البغي أم من يزعم حمل شارة الرب؟

أفرش جناحك رغم الموت
إنهم يجزون ناصية الحلم
على قارعة الطريق،
وهذه الأغنية صماء
والغيوم تراب.

هل علمت ما يُخفى؟
سلاح أبكم يرقص في الفجر
ويرى الموت معزوفة للنجاة
بينما لا مذاق ولا صورة
إلا
لمن يحيا ويحيا.