امرأة ورجل

ثقافة 2024/02/27
...

 بشرى البستاني

إلى نساء ورجال العراقِ في يومها..
**

أنا وأنت
نزرعُ في سنادينِ الضفافِ أمانينا
وفي موج البحر نبذرُ الزهورْ
فجرَ اليوم اصطحبتكَ في نزهة
وعلى قمة جبلٍ افترشنا الحلمْ
كان العشبُ ندياً والبلابلُ ترتجف
وكانت السفن تمخرُ في غيمة
تجتاز الطوفانَ وتطلقُ اليمامْ
وعلى شجر التين كان الوردُ مخضباً بالدم
وكانت أناملي تطرز لك فنجانَ حبٍّ  
 بزنابقَ ورديةْ
زنابقَ تتبسّمُ كعينيكْ  
سألتكَ، هل رأيتَ زوبعةً ترتدي نسمةً
وتشعل بغلائلها الليل.
قلتَ .. نعم. أنتِ.

**
أنا وأنت
كلما رمَّمنا أطرافَ الخيمةِ
هبتْ عاصفةٌ أخرى
كلما مسحنا الحزنَ عن وجنة الأرضِ
اجتاحتها السيول
كلما أطلقنا الحمائمَ
أطلقوا علينا الرصاص
............
أنا وأنت
ألوذُ بعينيك باحثةً عن ملاذ
وتلوذُ بي باحثاً عن محنةْ
من قال لك: الفتنةُ نائمة
الفتنةُ مؤرَّقةٌ
تبحثُ عمّن يرتدي بهاءَها.
ويشعلُ في الليلِ القناديلْ
تبحث عن وطنٍ وعشبٍ وشواطئ
وعشاقٍ يتقاسمون كأساً فارغة
في ليلةٍ ماطرةٍ وفجر سجينْ
الفتنة تدورُ، تدور
 تأخذني لضفةٍ أخرى
لمواعيدَ لُجينيةٍ
وأقواس قزحٍ لاز وردية
لكرومٍ تلوبُ عناقيدُها
تتساقط أوراقها دمعةً، دمعةً
وتنام مزاميرُها لوعةً  
بين أنهارنا والشجر
كانت الأرضُ تلتفُّ حول طفولتنا
وتداعبُ أشواقنا
كانت الأرضُ جذلى ترممُ غربتنا
أنْ خسرنا قيامتنا
والرجالُ بغزةَ يطلعُ بدرٌ عليهم  
وينسابُ نايْ
 أقولُ تعال لنعبرَ      
قلتَ ..تعالي