شروق ماهر
يعتبر تعاطي {الأركيلة} أو الشيشة منتشرا في بعض المجتمعات، ويمكن أن يشمل الشباب والشابات والنساء أيضا، ومع ذلك، يجب أن نفهم أن تعاطي {الأركيلة} قد يكون موضة أو عادة اجتماعية في بعض الأحيان، ولا يعكس بالضرورة سلوكا عاما لكل الشابات أو النساء.
إلا أن المجتمع الموصلي الذي يعتبر أن النساء في الموصل لا يستطعن التدخين في الشارع.
فضلا عن تدخين "الاركيلة" في الكافيهات والحدائق، إذ إن هذه من الأعراف التي تلامس "المرفوضات"، حيث يعتبر تدخينها بالعلن هو كسر للعادات والتقاليد ولا تسلم من تفعل ذلك من حفلات التأنيب والاستهجان.
حقيقةٌ شفَّافة
وقد يتم أخذ "الأركيلة" بشكل كبير في بعض الأماكن الاجتماعية، مثل المقاهي أو الأماكن الترفيهية، وقد تكون هناك عوامل مختلفة تؤدي إلى زيادة استخدام "الأركيلة" بين الشابات أو النساء، مثل التأثيرات الاجتماعية والثقافية والنفسية، لكن في مدينة مثل مدينة الموصل بات تدخين "الأراكيل" لدى النساء صرخة العصر، خصوصا وان مدينة الموصل مدينة محافظة جدا، وما زالت تتميز بالتزامها ببعض الأعراف والتقاليد.
تقول السيدة الموصلية زينة البدراني في حديث لـ(الصباح)، إن "ما بعد تحرير مدينة الموصل من بطش داعش، تحررت المرأة الموصلية من كل الضغوطات المفروضة عليها من كل الجهات، وأصبحت متحررة من بعض التقاليد والأعراف، التي كانت تفرض عليها ابان حكم داعش الإرهابية، فصارت "الأركيلة" في الكافيهات المشتركة وتلك الخاصة بالنساء أيضا، على الرغم من أن بعض المجتمع الموصلي ما زال يرفض مثل هذه الظاهرة في بعض المناطق داخل الموصل، ويعدها غريبة من نوعها".
تضيف البدراني "وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا نحن كمجتمع موصلي أن نضع حق الفرد في حرية اختياراته الشخصية، فاستخدام "الاركيلة"، يمكن أن يكون للنساء في الموصل وسيلة للاسترخاء والترفيه والتواصل الاجتماعي، ويحق للمرأة اختيار إسلوب حياتها والتعبير عن نفسها، بشرط ألا يتعارض مع المبادئ والأعراف السائدة".
نصيحة
فيما ترى الدكتورة جمانة الجمال وهي إخصائية في جراحة القلب وتصلب الشرايين، أن "تعاطي "الأركيلة" قد تكون له آثار صحية سلبية على الجسم، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، لذلك، ينصح دائمًا بتوخي الحذر والابتعاد عن التعاطي المفرط "للأركيلة" والحفاظ على نمط حياة صحي".
رفيقة المحن
لكن أزهار حكمت أكدت لـ(الصباح)، أنها تلتجئ إلى "الأركيلة"، كلما نشبت مشكلة جديدة مع زوجها من أجل الخلاص ضغط الحياة.
وتضيف، بأن "الأركيلة" رفيقتها في المحن، كلما ازدادت الضغوطات والمشكلات عليها زادت نسبة شربها "للاركيلة".
اما من الجانب الأخلاقي، فقد أكدت التدريسية في كلية علم النفس جامعة الموصل، فاتن البجاري في حديثها لـ(الصباح)، إن "انتشار (الأركيلة) في الموصل قد يؤدي إلى تغييرات في العادات والتقاليد الاجتماعية للنساء، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحولات في النمط الحياتي وسلوكيات النساء، وربما إلى تغير في الأولويات والاهتمامات والتوجهات الاجتماعية".
وأضافت البجاري، أن "كثرة وزيادة أخذ "الأركيلة" في الموصل تثيران جدلاً، لذا يجب أن يتم التعامل
مع هذا الموضوع بحساسية
واحترام للتنوع الثقافي واحتياجات المجتمع، ويمكن تحقيق التوازن
بين الحرية الشخصية واحترام العادات والتقاليد من خلال
الحوار والتفاهم المتبادل بين أفراد المجتمع".
المرأة أكثر الزبائن
يؤكد محمد عزيز صاحب كافيه الأنهار في أيسر الموصل، ان "الصبايا أكثر زبائن الكافيهات في تعاطي "الأراكيل" ولديهن الخبرة في نوعية واطعام المعسل، اذا لديهن المزاج الجميل في شرب "الاركيلة" بشكل يومي بعيدا عن ضوضاء العمل، وضجيج العائلة، بحسب ما يصرحن به النساء في كافيهات الموصل".
فيما يؤيد يونس جلال، صاحب كافيه الأنوار، أن "النساء يشربن "الأركيلة" بمزاج جميل، اذ يحرصن كل الحرص على مزاجهن في ساعات خاصة لشرب "الأركيلة"، فاغلبهن يشربن في الفترات المسائية، وهي فترات الاسترخاء، فيما يفضلن "المعسل" الخفيف من نوعه لانسجامه مع انوثتهن داخل الكافيهات بمدينة الموصل، التي أصبحت المدينة المميزة في انتشار الكافيهات النسائية الخاصة بهن، فقد وفرنا لهن في أكثر من كافيه عاملات داخل الكافيهات لارتياح حسن تعامل النساء معهن".