الجيش الايراني: قادرون على إغراق السفن الأميركية
قضايا عربية ودولية
2019/05/25
+A
-A
طهران/وكالات
في وقت تواصل واشنطن زيادة عدد قواتها في الخليج وذلك بدعوى الضغط على ايران لتغيير نهجها والجلوس على طاولة الحوار، هدد الجنرال مرتضى قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية بلجوء بلاده إلى صواريخ و»أسلحة سرية» لإغراق البوارج وحاملات الطائرات الأميركية في مياه الخليج.
ونقلت وكالة «ميزان» للأنباء امس السبت عن قرباني قوله،: إن بوسع إيران أن تغرق السفن الحربية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى الخليج بصواريخ و»أسلحة سرية».
وقال: «أميركا قررت إرسال سفينتين حربيتين للمنطقة. وإذا ارتكبتا أقل حماقة، سنغرقهما إلى قاع البحر بطواقمهما وطائراتهما باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين».
وأضاف: «أميركا قلقة من صواريخنا الدقيقة القادرة على ضرب حاملات الطائرات، فلا تخيفونا من الحرب لأننا مستعدون لجميع الظروف. لا معنى للحديث عن أمن مضيق هرمز في حال منع صادرات النفط الإيرانية».
وشدد على أن «مساعي العدو لزعزعة أمن إيران لن تحقق أهدافها، وأن المواجهة بين أميركا وإيران مصيرية لأن العدو يخيرنا ما بين الحرب وزعزعة الاستقرار».
تعزيز أميركي
بدوره أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه سيرسل 1500 جندي أميركي إضافي إلى الشرق الأوسط، إثر تصاعد التوتر مع إيران.
وأكد ترامب أن مهمة هذه القوات الإضافية التي سيتم نشرها ستكون لأغراض وقائية.
من جهته، أشارت مساعدة وزير الدفاع، كاتي ويلبارغر، إلى أن القوات الأميركية التي سترسل إلى الشرق الأوسط « هدفها «الضغط على إيران كي تعود إلى طاولة المفاوضات».
وتابعت: «لا تتغير سياستنا تجاه إيران، كما أوضح الرئيس ترامب ووزير الدفاع لا نسعى إلى الدخول في أي نزاع مع إيران، ولا نعد هذه القوات مصدرا للعداء، إنما هي للدفاع في جوهرها».
وأوضح ممثل هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الأميرال مايكل غيلدي، أن 600 جندي من أصل ألفين وخمسمئة تعتزم واشنطن إرسالهم لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط، سيقومون بخدمة وصيانة منصات إطلاق منظومات الدفاع الصاروخي «باتريوت».
وأكد غيلدي أن التعزيزات الجديدة ستتضمن أيضا معدات إضافية للمراقبة والاستطلاع ووحدات هندسة وطيران وطائرات عسكرية وطائرات مسيرة «لرصد صواريخ مجنحة إيرانية»، فضلا عن مجموعة من الطائرات المقاتلة.
موقف ايراني
في المقابل استبعدت طهران إمكانية إيجاد حل دبلوماسي سريع لأي أزمة قد تنشب بين إيران والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن السبب في ذلك يعود لانقطاع قنوات الاتصال.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «بسبب الظروف التي خلقتها الإدارة الأميركية الحالية، لا يمكن حل أي أزمة بشكل سريع وسهل، كما تمت تسوية الأزمة التي برزت باحتجاز إيران الجنود الأميركيين العشرة في مياهها عام 2010».
وقال ظريف لوكالة «رويترز» ردا على سؤال حول إمكانية اتصاله بنظيره الأميركي مايك بومبيو للحد من الأزمة بين البلدين: «كلما تحدث بومبيو عن إيران يهينني. فلماذا ارد الرد على اتصاله»؟ .
وساطة عربية
من جانبها ذكرت الخارجية الكويتية، أن واشنطن وطهران قد بدأتا في التحرك نحو الحد من التوتر القائم بينهما في منطقة الخليج، معربة عن استعدادها لبذل أي جهود للتهدئة.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله في تصريح صحفي : «يبدو أن المفاوضات بين الطرفين قد بدأت، فهناك تحرك واتصالات»، مستشهدا بزيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران مؤخرا.
وأعرب الجار الله عن ثقة الكويت في أن «تسود الحكمة والعقل وأن يكون الهدوء سيد الموقف في المنطقة وألا يكون هناك صدام فيها»، مشيرا إلى أن هذه الثقة مستمدة من التصريحات التي أبدى فيها الجانبان الأميركي والإيراني عدم رغبتهما في الحرب.
وتابع: «نحن ضمن هذه الدائرة نعتقد أن هناك ما يدعو للأمل والتفاؤل في أن تكون هناك سيطرة بما لا يشكل خطورة أو تهديدا لأمن المنقطة».
وأبدى الدبلوماسي الكويتي استعداد بلاده الدائم لبذل قصارى جهدها بهدف التهدئة والاستقرار وتجنب الصراع.
وحذر الجار الله من أن وضع المنطقة حساس وبالغ الخطورة، لافتا إلى تطورات متسارعة تهدد بتداعيات قد تكون خطيرة.
وأعرب عن أمله في أن يكون التصعيد الراهن مشابها لأزمة كوريا الشمالية لينتهي أيضا بالتفاوض بين طرفي النزاع.
دعوة روسية
بدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو تؤيد عقد اجتماع للجنة تنفيذ خطة العمل المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني في أقرب وقت.
وقال ريابكوف في تصريحات صحفية: «نؤيد عقد هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكن، لكن الإدارة الخارجية الأوروبية هي المسؤولة عن الخدمات اللوجستية والقضايا التنظيمية كمنسق للجنة». وأضاف أن اللجنة اجتمعت سابقا في فيينا، وكانت فعالة في جمع وجهات النظر، ونظراً إلى أنها كانت قريبة من مكتب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما سهل اتصال الخبراء ورؤساء الوفود بهذا الهيكل، الذي له دور رئيس في التحقق من الامتثال بتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أنه: “كان هناك مثال على ذلك عندما عقدت مثل هذه الاجتماعات بالتزامن مع جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وستعقد الجلسة التالية في العاشر من حزيران المقبل”.
محادثات نووية
من جانب آخر من تداعيات السياسة الاميركية أكدت كوريا الشمالية أنها “لن تستأنف” محادثاتها النووية مع واشنطن إلا في حال تبنت الولايات المتحدة نهجا جديدا.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بيانا عن متحدث باسم وزارة خارجية كوريا الشمالية جاء فيه أن “السبب وراء انتكاسة القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون التي عقدت في شهر شباط في هانوي كان الموقف التعسفي وغير الصادق الذي اتخذته الولايات المتحدة”.
وأضاف البيان إن لم تنتهج الولايات المتحدة “أسلوبا جديدا في احتساب” الأمور، “فلن يكون ممكنا استئناف الحوار بين الدولتين ما يعني أن احتمال حل المسألة النووية سيكون أكثر صعوبة”.
ووفقا لوكالة “رويترز” فقد تجنبت الوكالة انتقاد ترامب أو وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أو مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون بالاسم.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من حض بيونغ يانغ الأمم المتحدة على اتخاذ “إجراءات عاجلة” للمساعدة في إعادة سفينة شحن صادرتها الولايات المتحدة بتهمة انتهاك العقوبات.
ونددت وزارة الخارجية في بيونغ يانغ بالخطوة واصفة أنها “إنكار صريح” لروح قمة سنغافورة التي جمعت ترامب وكيم العام الماضي.
وأضاف البيان: “كلما ازدادت شكوك (واشنطن) وأفعالها العدائية حيال كوريا الشمالية ، سيزداد شراسة رد فعلنا”.