أركان الزيدي: أفلام الرسوم المتحركة بلا دعمٍ في العراق

ثقافة 2024/03/05
...

 علي إبراهـيم الدليمي


يعد الفنان أركان الزيدي، الذي من مواليد بغداد 1969، وابن الفنان المسرحي الرائد كاظم الزيدي، من أوائل المؤسسين لمسرح الفن الحديث في العراق مع الفنان يوسف العاني وآخرين، إذ كان تأثير والده كبيراً في توجهه الفكري والفني فيما بعد، حيث بدأ يصطحبه معه في عرض المسرحيات، والمعارض التشكيليَّة، ويطلعه على الآثار، وزيارة المؤسسات الفنية، ومنها دار ثقافة الأطفال ليتعرف على عمالقة الدار وتأثره المباشر برسوماتهم التي كانت تنشر في مجلتي "مجلتي" و"المزمار". دخل أركان كلية الفنون الجميلة، وهناك تتلمذ على يد الأستاذ الكبير فائق حسن، والفنان وليد شيت، ولكنه عشق فن الكاريكاتير والرسوم المتحركة، رغم تحذيرات أحد أساتذته من ضياعه وسط "المجتمع الكارتوني" إذ ليس هناك أي اهتمام في البلد لهذا الفن وليس له مستقبل أصلاً، ولكنه أصر على المضي بهذا الاتجاه بعد تخرجه مباشرة، وبدأ يزاول نشر الكاريكاتير الاجتماعي والسياسي في الصحافة العراقية، وخصصت له زوايا أسبوعية في مجلة "ألف باء" منذ عام 1992، حيث أسس له أسلوبا فنياً جميلاً في رسم الشخصيات والموضوعات، فضلاً عن عمله مع شركة عربية متخصصة في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة، واكتسب خبرة فنية وتقنية إضافية، جعلته يواصل البحث والعمل الجاد في هذا المجال، الذي أحبه كثيراً.

وبعد أن تعددت وسائل الاتصال الفضائي في البلاد، قدم أفكاره وخبرته عسى أن يدعموه مادياً، لغرض إنتاج أفلام من الرسوم المتحركة وبحسب الموضوعات التي يحتاجونها، إلا أنها باءت بالفشل الذريع.عندها، تذكر الفنان أركان الزيدي عندما كان طالباً في الكلية، وفي أثناء زيارة وفد فني فرنسي لقسم المرئية والسمعية، وعندما شاهد الوفد بعض المستلزمات التقنية التي جهزها الطلبة لغرض إنجاز مشروع عمل لفيلم رسوم متحركة، استهزأ الوفد منهم وقال لهم بالحرف الواحد: "هكذا أفلام ليست من اختصاصكم، بل من اختصاص الدول الكبيرة فقط".  ترك الفنان أركان الزيدي الرسم الكاريكاتيري منذ زمن بعيد، وأخفى أجهزته الخاصة بإنتاج الرسوم المتحركة، وقد يكون أستأنس برأي استاذه في الكلية الذي حذره من ذلك.  وباشر الزيدي مدرساً في قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة، على خطى والده، لعله يقدم شيئاً ما، يخدم به طلبته ووطنه، لكن الوضع الأمني المتدهور والظروف الاقتصادية الصعبة، وتهميش دور الكاريكاتير جعلته يفكر بشكل نهائي وجاد.. بالسفر خارج البلاد، ليعيد حساباته من جديد، لعلها حسابات ناجحة ومثمرة، وفعلاً سافر إلى مصر منذ أعوام  وما زال.