تتواصل تحديات الموقف الاميركي الايراني، ومع تواصل المشاروات والمبادرات الدولية كشفت صحف اميركية عن امكانية اجراء حوار مشروط بين واشنطن وطهران شرطها الاساسي تخفيف العقوبات الاميركية على طهران ، في الوقت نفسه رجح الرئيس الإيراني حسن روحاني إمكانية تنظيم استفتاء شعبي حول برنامج إيران النووي، والحدّ من تخصيب اليورانيوم.
وقال روحاني: “المادة 59 من الدستور الإيراني المتعلقة بالاستفتاء، من شأنها فتح الطرق المغلقة وهي نافذة مفتوحة أمام المواطنين في أي وقت إذا اقتضى الأمر”.
وأكد الرئيس أنه تقدم عام 2004 عندما كان كبير المفاوضين الإيرانيين حول البرنامج النووي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بمبادرة إجراء استفتاء على القضية النووية، وأيّد المرشد هذا الاقتراح، لكن الأمور تطورت على نحو مغاير مع تغيّر الحكومة.
وتابع: “لكن على أي حال فإن المادة 59 يمكنها تمهيد السبيل في أي مرحلة كانت”. وسيمنح مثل هذا الاستفتاء في حال تنظيمه الحكومة الإيرانية غطاء سياسيا إذا قررت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم فوق النسبة المحددة بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران و”السداسية” الدولية عام 2015.
وسبق أن أعلن روحاني الشهر الجاري عن تعليق إيران بعض التزاماتها بالصفقة النووية، ردا على انسحاب الولايات المتحدة منها وتشديد العقوبات الأميركية على طهران.
حوار مشروط
الى ذلك كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مساع يبذلها مسؤولون أوروبيون وعرب، للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران وتجنيب منطقة الخليج أي نزاع جديد. ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنه، على الرغم من قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى الشرق الأوسط، بذلت كل من واشنطن وطهران مساعي أولية تعكس توجههما نحو إطلاق قنوات دبلوماسية تقليدية. وأكدت الصحيفة أن إيران اشترطت عبر دبلوماسيين أوروبيين تخفيف العقوبات الأميركية على صادراتها النفطية لبدء الحوار.
وأعرب مسؤول أميركي للصحيفة عن ثقته بأن الإفراج عن أي من المعتقلين سيهيئ “الظروف الملائمة لخفض التوتر، وأن إيران إذا ما أرادت تغيير المناخ العام، لأطلقت سراح الرهائن”. كما أشارت الصحيفة إلى زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بعيد اتصال بين السلطان قابوس بن سعيد، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. كما أكد الدبلوماسيون الغربيون أن سفارتي سويسرا في الرياض وطهران تشكلان أيضا قناة اتصال بين المملكة وايران بشأن التصعيد الحالي.وقال الدبلوماسيون إن التصريحات الرسمية والتقارير الواردة في وسائل الإعلام التابعة للحكومة السعودية عن احتمال اتخاذ خطوات ضد طهران، دفعت المسؤولين الأميركيين إلى تحذير الرياض من أن أي حرب ضد إيران ستكون “بالغة كلفة ومدمرة وغير قابلة للانتصار تقريبا بحسب الصحيفة.
خطة أميركية
في المقابل قالت صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية إن إرسال قوات أميركية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط قد تكون جزءا من مجموعة أوسع تعتزم واشنطن إرسالها لمنطقة الخليج.وكشف مسؤولون أميريكيون، أن الرئيس دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس باعتزام إدارته إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط. ونقلت قناة “سي إن إن” المحلية، عن مصدر أميركي مسؤول (لم تسمّه)، قوله إن ترامب وافق على طلب القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، لنشر موارد عسكرية إضافية في الشرق الأوسط، لـ”ردع” التهديدات الإيرانية.وأضاف المصدر، أن “التعزيزات العسكرية المقرر إرسالها إلى منطقة الخليج، تشمل بطاريات صواريخ باتريوت، وطائرة استطلاع، والقوات اللازمة لهذه الموارد”. وأشارت الصحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية إلى أن القوات الأميركية الإضافية البالغ عددها 1500 جندي، هي جزء صغير من مجموعة الخيارات العسكرية التي كان من الممكن أن تشهد نشر 10 آلاف جندي أميركي في منطقة الخليج.كما أشارت إلى أن خطة التصعيد الأميركية تتضمن إرسال طائرات مقاتلة وطائرة استطلاعية وبطاريات دفاع صاروخي إضافية إلى الخليج، للتواجد برفقة حاملة الطائرات الأميركية “إبراهام لنكولن”. وأكد مسؤولون أميركيون أن هناك نية لإرسال أربع طائرات من طراز B-52 في البداية، مشيرين إلى أنه من الممكن أن يتم إرسال المزيد في المستقبل.ولفتت الصحيفة إلى أن اليابان تطرح نفسها كوسيط وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
جولة خارجية
الى ذلك بدأ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، امس الأحد جولة خليجية تشمل سلطنة عمان والكويت وقطر.
وتأتي جولة عراقجي الخليجية في إطار المشاورات السياسية والدبلوماسية المكثفة التي تجريها وزارة الخارجية الإيرانية. وأفادت وكالة “فارس” للأنباء، بأن عراقجي سيبحث خلال هذه الجولة مع المسؤولين في سلطنة عمان والكويت وقطر التطورات الدولية المتسارعة وخاصة في منطقة الخليج . يذكر أن عباس عراقجي عقد محادثات في طهران مع وزيري خارجية قطر وعمان والمدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الألمانية.
موقف كويتي
بدوره أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله عن ثقته بأن التصعيد الحاصل في الخليج لن يتحول إلى حرب حقيقية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وإيران قد بدأتا بالتحرك نحو التهدئة.
وفي تصريح للصحفيين أدلى به على هامش مشاركته في مائدة رمضانية أقامتها وزارة الخارجية الكويتية، قال الجار الله تعليقا على جهود الكويت لتهدئة الوضع، إنه “يجب أن نكون في منتهى الحيطة والحذر من تسارع وتيرة الأحداث في المنطقة”.
وأكد أن الكويت لديها الثقة في أن “تسود الحكمة والعقل وأن يكون الهدوء هو سيد الموقف وألا يكون هناك صدام في المنطقة”، لافتا إلى أن تلك الثقة تستمد من التصريحات حيث أبدى الجانبان الأميركي والإيراني عدم رغبتهما في الحرب. وأضاف: “نحن ضمن هذه الدائرة نعتقد أن هناك ما يدعو للأمل والتفاؤل في أن تكون هناك سيطرة بما لا يشكل خطورة أو تهديدا لأمن المنطقة”. وأعرب الدبلوماسي الكويتي عن أمله في أن يكون التصعيد القائم مشابها لأزمة كوريا الشمالية لينتهي أيضا بالتفاوض بين طرفي النزاع.
وأكد الجار الله استعداد الكويت لبذل كل الجهود للتهدئة والاستقرار وتجنب الصدام، مشيرا إلى أن بلاده ترحب بأي جهود ترمي إلى تخفيف التصعيد في منطقة الخليج.