سيدتي.. أنتِ استثناء

منصة 2024/03/07
...

تؤكد الأحداث أنَّ المرأة العراقيَّة هي الوحيدة بين نساء العالم المعاصر التي تعرضت الى معاناة قاسية على مدى (43) عاماً، بدءاً من الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة وكارثة غزو الكويت والحصار، وصولاً الى الحرب الطائفيَّة (2006 - 2008)، فالحرب الداعشيَّة (2014)، حروبٌ حمقاءٌ سرقت الفرحة من عيونها وأفقدتها الزوجَ والأبَ والابنَ والأخَ والأحبَّة، وحفر الزمن تجاعيده في جهها على عجل، ولا تزال تنظرُ بريبة وخوفٍ من المجهول، فضلاً عن تراكامات الهمّ المتزايد يومياً بأعداد المطلقات والأرامل والعوانس والشابات بعمر الزهور.

كانت المرأة العراقيَّة تتمنى أنْ تتحقق لها ظروفٌ أفضل لتتمكن من الاحتفال بهذا العيد بصورة تليقُ بهذا اليوم الكبير، فبقيت معظم أمنياتها مؤجلة. نعم لقد تحقق للمرأة مكسبٌ كبيرٌ بدخولها النشاط السياسي، وصار لعددٍ مميزٍ منهنَّ صوتٌ مسموعٌ ومؤثرٌ في الحياة السياسيَّة والتشريعيَّة والتنفيذيَّة، ومع ذلك فالمرأة العراقيَّة لا تزال تعاني من العنف الأسري والخوف وتوقع الشرّ، والتعرض الى التشريد في الخيام خوفاً على أزواجهنَّ وأبنائهنَّ وبناتهنَّ من القتل والسبي والبيع. والأقبح أنَّ جرائم القتل بدافع الشرف لا تزال شائعة، ولا يزال القانون العراقي يتعامل مع الرجل القاتل

بتعاطف.

تبقى ثمة مفارقة، أنَّ الكثير من النساء العراقيات لا يعرفن شيئاً عن هذه المناسبة العالميَّة، ومعظمهنَّ يبدو لهن الثامن من آذار تاريخاً مجهولاً في حياتهنَّ، ولهنَّ نقول :

في الثامن من آذار، مارس 1908، خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة بمدينة نيويورك مطالبات بساعات عملٍ أقصر وأجرٍ أفضل ومنحهنَّ حق التصويت. وبعد عامٍ من تلك المسيرة، أعلن الحزب الاشتراكي الأميركي ذلك اليوم عيداً وطنياً

للمرأة.

وفي العام 1910 اقترحت سيدة تدعى (كلارا) في مؤتمرٍ دولي للنساء العاملات في كوبنهاغن، بأنْ يصبح يوم 8 آذار، مارس، يوماً عالمياً للمرأة، واحتفل بهذا اليوم لأول مرة في العام 1911 في كلٍ من النمسا والدنمارك وألمانيا

وسويسرا.

وفي العام 1977 دعت الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة الدول الأعضاء الى إعلان الثامن من آذار/ مارس عطلة رسميَّة للأمم المتحدة من أجل حقوق المرأة والسلام العالمي، وتعبيراً عن الحب والاحترام العام لما تحققه المرأة من إنجازات في مجالات الحياة

 المختلفة.

تهنئة من القلب لكِ سيدتي في يوم عيدك العالمي، مع همسة أوصليها للصبايا، قولي لهنَّ: ماما المطالبة بحقوق المرأة ليست باللبس القصير والمكياج والفلر والبوتوكس، بل بثقافتكٍ ووعيكٍ وإدراككِ أنَّ ضمان حقوق النساء والفتيات في شتى نواحي الحياة هو السبيل لبناء مجتمعٍ راقٍ واقتصاديات مزدهرة وعادلة، وذكريهنَّ سيدتي بأنهنَّ سيصبحن أمهات، وأنَّ (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب

الأعراق)

قبلاتنا على جبينك سيدتي، وكل عام وأنتِ بألف خير.