نافع الناجي
بسبب الزيادة المتنامية لأعداد المقتنين للحيوانات الأليفة في الكثير من المدن والمحافظات العراقية، تحولت مهنة الطب البيطري إلى مهنة جاذبة، تستقطب الشباب والخريجين، الذين باتوا يلجّون في الاختصاصات المختلفة لكليات الطب البيطري، الأمر الذي ساهم بزيادة وتنوع العيادات، التي تهتم بالحيوانات وعلاجاتها ولقاحاتها بشكلٍ عام.
انتشارٌ واسع
يقول صالح ناهي الخفاجي "تشهد العيادات البيطرية تطوراً وانتشارا واسعاً، فكما هو معلوم ثمة أمراض تنتقل من القطط إلى الإنسان وممكن إلى الأطفال في البيت، والمربي يلجأ للعيادات البيطرية، من أجل التوعية من هذه الأمراض، ولكي يتجنبها عبر التطعيم واللقاحات".
وعدّ الخفاجي انتشار اقتناء بعض الحيوانات الأليفة في مجتمعنا بالظاهرة الطبيعية كما هو موجود في معظم أنحاء العالم، وليس بالأمر الغريب أو المستهجن، حسب قوله.
جدار الصد الأول
الطبيب البيطري صادق مثنى، يقول "مهنة الطب البيطري تعدُّ جدار الصد الأول بين المواطنين والأمراض المشتركة، التي تصيب الحيوان والإنسان". وأضاف، إن "دراسة الطب البيطري لا تقل أهمية عن اختصاص الطب البشري، فالأخير قد لا يلمّ بتفاصيل وجزئيات بعض هذه الأمراض، فمثلا من أبرز هذه الأمراض وأكثرها انتشاراً هو مرض الحمى النزفية، التي ظهرت عدواها أولاً في الناصرية، ووضعت اللقاحات كلها تحت إشراف الأطباء البيطريين، لكون هذا المرض مشتركا بين الحيوان والإنسان".
مبيناً "هذا المرض جاء من الحيوان للإنسان مباشرة، فالطبيب البشري لا يجيد التعامل مع الحيوان، ومن هنا تبرز أهمية الطب البيطري في عالمنا اليوم"، حسب وصفه.
انتعاش القطاع الخاص
ومع هذا الازدياد والتوسع في الخدمات، نشهد افتتاحاً للعيادات البيطرية بكثرة في مختلف مناطق العراق، بسبب ازدياد إقبال الناس عليها، وهي فرصة لانتعاش أعمال القطاع الخاص في ظل عدم توفير فرص عمل كافية في القطاع العام الحكومي.
يقول دريد الأعرجي رئيس اتحاد رجال الأعمال في المثنى، إن "الإقبال من قبل المربين الأهالي لتربية القطط والحيوانات الأليفة الأخرى، أوجد سوق عمل نشطة من محال تمتهنُ تربيةَ وتسويقَ وبيعَ تلك الحيوانات، ومتاجر تبيع الأغذية الخاصة بها، إضافة للأطباء البيطريين، الذين يفتحون العيادات البيطرية الخاصة بعلاج وتلقيح ورعاية تلك الحيوانات".
وأضاف الأعرجي "بعض تلك العيادات التي باتت تنتشر في بغداد والبصرة وأربيل وغيرها، تحتوي على خدمات فندقية كعيادات وصالات جراحية، وبأعداد كثيرة وواسعة، وهي ظاهرة صحية في بلدنا".
رعاية الحيوانات الضّالة
يمارس الدكتور صميم البدري مهنة الطب البيطري منذ سنواتٍ عديدة، وقد كرّس أروقة عيادته الواقعة في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إلى التقاط الحيوانات الضالة أو المشردة من الشوارع وجلبها إلى العيادة وتطبيبها والعناية بها، ومنحها الرعاية التي تستحقها، لأنها "جزء من إنسانيتنا كبشر" حسب قوله، وهو لا يبتغي الربح من عمله هذا بقدر تقديم الخدمة التي يمليها عليه ضميره كطبيب بيطري لتلك الحيوانات الأليفة، حسب تعبيره.
تجمعٌ لمربي الحيوانات
في السياق ذاته، شهدت محافظة ميسان التجمع الأول لمربي الحيوانات الأليفة ومربي الخيول العربية الأصيلة، وهو التجمع الذي ضم العديد من الأسر، التي تربي تلك الحيوانات وتهتم بأنواعها ونسلها.
تقول المواطنة هناء عبد الزهرة "هذا مهرجان أو كرنفال نلتقي فيه للتعرف على بعضنا ومعرفة الطرق الحديثة للمربين ووسائل الرعاية المختلفة المقدمة للحيوانات".
فيما أعرب المواطن كريم خليل عيسى عن شغفه بالخيول العربية الأصيلة، التي تشتهر برشاقتها وجمال قوامها، والتي تميزها عن باقي أنواع الخيول، وأشاد عيسى بتنظيم هذا المهرجان وعدَّه فرصة للتلاقي وتبادل الخبرات.
مجموعة كبيرة من القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات الأليفة ذات الجمال والمظهر الأنيق المزّين ببعض الإكسسوارات المضافة، فيما تباهى مربو الخيول العربية بأنساب هذا الحيوان المتجذر في التاريخ العربي، كما عمد البعض منهم إلى التفنن في عدد من الرقصات والحركات الساحرة، لإضافة جو من النشاط والحركة والتشويق.
وبلغ عدد الحيوانات المشاركة في المهرجان بحوالي مئةٍ وخمسينَ بين كلب وقط وحصان، فضلاً عن أنواع أخرى من الحيوانات الغريبة كالنعامة والطيور والصقور وغيرها، ولم يخل التجمع من الإرشادات الطبية البيطرية والنصائح الخاصة بحماية تلك الحيوانات، وضرورة المحافظة عليها من الأمراض السارية، كما تمَّ التوجيه بأهمية تلقي التطعيمات واللقاحات الدورية ومراقبتها من قبل الأطباء البيطريين بين الفينة والأخرى.