نساءٌ عاجزاتٌ عن تحقيق أحلامهن

منصة 2024/03/17
...

  أربيل: رائد العكيلي

تناول اصدار الكاتبة جمانة ممتاز {أخف من الحلم} جوانب عدة من الحياة الواقعيّة التي تعيشها النساء العراقيات العاجزات عن تحقيق أحلامهن من حيث الوظيفة والزواج من الحبيب ومناقشة أسباب انتحار النساء العراقيات.

وعبر 320 صفحة أبدعت ممتاز في العمل من ضمن دائرة يومياتها، حيث جنّدت كل طاقاتها الصحفيّة وخبراتها في كتابة هذا العمل الذي احتفى به في الجلسة الثقافيّة التي نظمها المركز الأكاديمي الاجتماعي بالتعاون مع الملتقى الثقافي المفتوح وحضرها جمع غفير من الشعراء والأدباء والمثقفين.  

وقالت الكاتبة والروائيّة نهاد عبدالقادر في الجلسة التي أدارتها إن "الرواية ليست رومانسيّة كما يتصورها القارئ للوهلة الأولى، وانما هي سياسية ثقيلة كتبت بلغة عالية، وبمعنى عميق تتناول ممتاز من يقف وراء تلك الجرائم التي فتكت بمجتمعنا، كالانتحار في مخيمات النزوح، واغتصاب الأطفال، والتسول في الشوارع، بشكل مدروس بطريقة ممزوجة بين متاعب الصحافة وقصص الحب الصغيرة التي جعلت الكاتبة تنهمل في قعر الألم وهي تكتب لتكشف وجه الظلم والقهر".

في المقابل، تحدثت ممتاز عن الأسباب التي دعتها لكتابة هذه الرواية، قائلة إنّها: أسباب مركبة الى حدٍّ ما، فبعد انتهائي من كتابة روايتي الأولى "تواطؤ بين النساء" شعرت أنّي تخلصت من عبء كبير عن الأشخاص الذين أراهم كل يوم، وفي هذه الرواية كنت أناقش وضع النساء والرابط فيما بينهن من حيث التفكير بالانتحار، ومن هنا بدأت الفكرة، فقضية المرأة هي في نضال مستمر.

وتحدثت ممتاز كيف أنّها كانت شاهدة على أحداث بعض النساء اللاتي يروين قصصهن، بينما هي عاجزة عن تقديم شيء. 

من جهته، قال الناقد طالب زعيان إنّ "أغلب الروايات التي كتبت بعد عام 2003 هي واقعية تتناول ظواهر المجتمع التي لم تكن موجودة سابقاً".

وأضاف أنّ "الكاتبة جمعت بين الإعلام والرواية بصفتها لسان حال المجتمع، ولم تكتفِ بالإعلام فقط، وإنما استخدمت الذكاء الاجتماعي الذي قادها إلى النجاح من خلال اختلاطها بالناس، فكل الشخصيات التي تناولت قصصهم هم بمثابة فريق واحد عدوهم الحروب والفقر والحرمان".

وأشار إلى أنّ "الكاتبة وصفت الأشخاص والأماكن بدقة ومصداقية كي تضع القارئ بصورة حقيقيّة مع واقع الحدث". 

في المقابل، عبر الشاعر إيهاب سنجاري عن قدرة الكاتبة في التعبير عن أحداث ومعاناة لم يتمكن أحد من قولها بشكل واقعي حقيقي، فالكثير من الروايات تحدثت عن مدن وقرى عراقيَّة أصابها الدمار والظلم من دون مسميات، بينما ممتاز استطاعت التعبير عن الأشخاص والمدن والمؤسسات لتضع القارئ بنصب الحقيقة.