حفلات التخرُّج .. فرحةُ أولياء الأمور والطلبة وانتقادات لبعضها

ريبورتاج 2024/03/18
...

 احمد الفرطوسي

تعد حفلات التخرج الجامعية لطلبة المراحل الأخيرة تقليداً اكاديمياً دأبت عليه الجامعات، حيث تقام فيها طقوس رسمية واستعراض للطلبة المتخرجين بعد انهاء مسيرتهم التعليمية، وقد تعددت وتنوعت بين حفلات صاخبة بالرقص والغناء وأخرى منظمة تراعي الـذوق العام والوقار والاحتشام. والالتزام بالقيم والتقاليد الإسلامية والاجتماعية.

 اول المتحدثين لـ(الصباح)ـ عميد كلية الإدارة والاقتصاد الدكتور كمال كاظم الحسيني حيث قال: إن "توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دائما ما تؤكد مراعاة الـذوق العام والالتزام بالقيم والتقاليد الإسلامية وهذا ما نراعيه كثيرا في حفلات التي تقام في الحرم الجامعي، ولذلك يجب ان نحافظ على قدسية الحرم الجامعي هذا الصرح العلمي، وحماية أبنائنا الطلبة من الانجرار نحو العادات الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي العشائري، الذي يرفض تقاليد وأفكاراً معينة ويراعي القيم الاجتماعية".

الحفاظ على القيم
وأضاف "نسعى في جامعتنا الى مواكبة العصر ولكن مع ضرورة الحفاظ على القيم المهنية والأخلاقية، وهذا ما نلاحظه في الالتزام العالي من قبل الطلبة بالقيم والأعراف والتقاليد خلال حفلات التخرج التي تقام في الحرم الجامعي"، مؤكدا " لم نسجل أي خرق منذ تأسست جامعة المثنى، ولا توجد أي شكوى بخصوص حفلات التخرج، حيث تمت إقامة العديد من الاحتفالات في الجامعة سواء كان في ذكرى تأسيس الجامعة او في حفالات التخرج، لم نلاحظ أي خرق يخدش الذوق العام"، وتابع قائلاً: "جميع الاحتفالات التي تقام في الجامعة هي تحت الاشراف والمتابعة، ولا نتبنى الاحتفالات الخارجية للحفاظ على الذوق العام"، مبيناً "نشاهد من خلال وسائل الاعلام حدوث بعض الارهاصات في إقـامـة حفلات تخرج  لبعض الجامعات، ونحرص دائما على تنفيذ دورات لتعريف الطلبة التقيد بالقوانين والانظمة والتعليمات والاوامر، التي تصدرها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي".

المنهاج الأكاديمي
اما الصحفي والباحث يوسف المحسن  فقال لـ(الصباح) "حفلات التخرج هي تقليد اكاديمي يمثل تواصلا مع المنهاج التعليمي، هي ليست فعلاً طارئاً ودخيلاً على النهج الاكاديمي، وتعد فرصة لإيقاف الزمن، وتسجيل لحظة تذكير تمهيدية ايذانا بانطلاقة جديدة، مفرداتها تقديم ملخص والوقوف عنده ومن ثم الشروع بالقادم، وقد دأبت المؤسسات التعليمية والعلمية على اقامة هذا التقليد كجزء من تأكيدها على الاستمرارية، ولشرح أساليبها السابقة وخططها للقادم مع تبادل الصور التذكارية، واسترجاع المفاصل الاكثر حيوية واحتداما في مسيرة الدفعة المتخرجة". فيما قال الكاتب الأكاديمي عامر موسى الشيخ لـ(الصباح) "يمثل يوم التخرج من الجامعة لحظة مفصلية في حياة كل طالب جامعي، إذ إنها اللحظة التي تمثل نقطة انطلاق جديدة نحو الحياة الرحبة والواسعة اضاف لها الطالب المتخرج سلاح العلم والتعلم والمعرفة، بعد أن قضى جانبا كبيرا من عمره في قاعات الدرس، وضمن ذلك يحاول الطالب ارشفة هذه اللحظة بصورة أو حفل تذكاري، وتاريخيا يعد الاحتفال بالتخرج تقليدا اكاديميا دأبت عليه الجامعات في العالم، ضمن أطر وتقاليد مخصصة".
تغيرٌ ملحوظ
وبين "ما نلاحظه اليوم من مظاهر ومشاهد لحفلات التخرج التي تنتشر في وسائل التواصل يعد تغيرا ملحوظا في السلوك والتعاطي مع هذه اللحظة، وهذا نابع من وعي الطلبة أنفسهم، لأن هؤلاء تربوا على سلوكيات تنقلها وسائل التواصل واصبحوا يقلدون بعضهم البعض، ولو تحدثنا عن تواريخ حفلات التخرج في العراق فإن قصيدة (أنا وليلى) لحسن المرواني، التي غناها كاظم الساهر هي من نتاج حفــــــــلات التخرج، وهكذا تاريخيا فإن هذه الحفلات تمثل لحظة لتقديم مواهب الطلبة، لكن اليوم اختلف الأمر كثيرا بســــــبب شــــيوع نمط ما من الحفلات غير من سلوكيات الاحتفال، وهذا يراد له المراقبة النوعية والتدقــــيق في الممارسات أو جعلها ضمن إطـــــــار ضيق من دون تصوريها ونشرها بشكل عـــــام، لأن الاحتفـــــال يمثل خصوصية الطالب نفسه، ولا يعني بالضرورة عرضه للناس ونشره على نطاق واسع".
ويقول حسين كريم طالب كلية القانون في جامعة المثنى ان "الاحتفالات التي تقام داخل الحرم الجامعي تكون دائماً اكثر التزاماً يكون فيها الزي الرسمي هو السائد، تقتصر على التقاط الصورة وما قد يحدث من رقص او غناء حفلات التخرج، فهو اما تصرف فردي أو خارج الحرم الجامعي".