مبادراتٌ وطنيَّةٌ للتشجير مع قدوم فصل الربيع

ريبورتاج 2024/03/20
...

 نافع الناجي

مع قدوم فصل الربيع، تنطلق في كل المدن والمحافظات العراقية تقريباً حملات التشجير السنوية، بزراعة أصناف مختلفة من الأشجار والشتلات، بغية الحفاظ على الطبيعة وزيادة المساحات الخضراء وخلق بيئة نظيفة وأجواء مثالية.
وللتشجير وزراعة النباتات والأشجار الظلّية، أهمية كبيرة تسهم في تنقية الهواء وخفض درجات الحرارة، إضافة الى الحد من التصحر والعواصف الترابية وتنقية الأجواء وصد الأتربة وتخفيف درجات التلوث، لا سيما إن العراق يعاني من مشكلات الجفاف والتصحر وتصاعد الغبار.

يوم التشجير الوطني
يقول المهندس الزراعي علي حسين فرحان، إن "حكومة السيد محمد شياع السوداني، اعتمدت توصيات الفريق المعني بمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر العراق عن المناخ، واتخذت قرارات مهمة من بينها اعتماد يوم 12 آذار يوماً للتشجير الوطني في عموم البلاد، تزامناً مع إطلاق سيادته مبادرة تشجير 5 ملايين شجرة ونخلة".
ويضيف "كما تعلمون تعد الشجرة رمزاً للخضرة والأمن الغذائي، لذلك خصص هذا اليوم للاحتفال بزراعة الأشجار، برغم أننا كنا نحتفل بيوم الشجرة العالمي مع معظم دول العالم، وإن كان هذا الاحتفال يصادف تواريخ مختلفة في كل دولة، إلا انه يشكل رمزا لزراعة الشجرة والعناية بها والحفاظ عليها ومنع الأذى عنها وعن البيئة بصورةٍ عامة".

معالجة التلوث
بدورها تلفت الناشطة ياسمين أكرم، الأنظار الى "حجم التلوث الذي يصيب بغداد، وضرورة أن تنهض وزارة الزراعة والجهات المختصة بمعالجة هذا الخلل الموجود، عبر القيام بتشجيع الأهالي على زراعة الورود والشتلات والنخيل وغيرها".
وتضيف "لدينا 40 مليون انسان ولو قام كل مواطن بزرع شجرة واحدة سيتغير حالنا بشكل كبير"، وزادت أكرم "بنفس الوقت نحن بحاجة الى الثقافة الجمعية في المدارس والجامعات والتشجيع على الغطاء النباتي والحزام الأخضر في كل المدن، وبسبب غياب هذين المكونين تهب علينا العواصف الترابية، التي تسبب لنا الإصابات بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد لدى المواطنين".

هشاشة مناخيَّة
من جهته يعتقد الناشط المدني حسام عبد الله، إن "العراق يعد من البلدان الأكثر هشاشة تجاه التأثيرات المناخية، والحل الواعد هو
التشجير والعناية بالمغروسات بطرق علمية ووسائل ري حديثة، بغية العبور الى أمانٍ مستدام"، وأضاف "لا بد أن تضع وزارة الزراعة والجهات الساندة، مشروعاً مدروساً وبأهداف واقعية جادة لإيقاف التصحر، لما يجلبه الأخير من مضار كثيرة على المستوى البيئي والجغرافي وكذلك تدميره للأمن الغذائي
للبلاد".
مجابهة المتغيرات المناخية
وبسؤال الخبير الزراعي الدكتور حميد النايف، عن موضوع التشجير ومؤتمر العراق للمناخ ودوره في تغيير البيئة العراقية، بعد أن طالها التصحر وتجريف الكثير من المناطق الخضراء، يقول "بلا شك يعد العراق من الدول الخمس الأكثر تعرضا للمتغيرات المناخية، وبالتالي وضعت الحكومة العراقية ومن ضمن أولويات برنامجها، هو الاهتمام بمجابهة هذه المتغيرات المناخية".
وأضاف النايف "مؤتمر العراق للمناخ خرج بالكثير من القرارات المهمة، لأن العراق يواجه أزمة كبيرة في الجفاف ومسألة الغذاء، لأنه كل ما زادت المساحات غير الصالحة للزراعة، فذلك يؤثر على مرتكزات الأمن الغذائي للمواطنين، إضافة الى الثروة الحيوانية، وهذا الجفاف ناتج عن الانحباس الحراري وقلة الإيرادات المائية الواردة من دول الجوار لعدم وجود إتفاقية لازمة التطبيق مع دول الجوار لتقاسم
المياه".
ويعتقد حميد النايف "نحن كبلد النهرين لا بد لنا من إيجاد وسائل ممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأراضي الزراعية من خلال تهيئة البيئة المناخية والإستمرار بعملية التشجير مثل اطلاق مشروع 5 ملايين شجرة، ومنح الأولوية لمحافظة البصرة مثلاً، لأنها تتعرض للإنبعاثات والغاز المصاحب".

مبادراتٌ متعددة
يقول الإعلامي هادي رزاق "بالرغم من تأخر هذه المبادرة، لكنها في المكان الصحيح، وسبق أن سمعنا بمبادرات مماثلة في دول مجاورة، مثل مبادرة ولي العهد السعودي بزراعة 10 ملايين شجرة، تمثل منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها العراق".
وأضاف "واجبنا أن نساعد الأرض ونخفف عنها، فلدينا مثلا جولات التراخيص، التي من خلالها يمكننا إنعاش تلك المدن بواسطة التشجير وزراعة الأحزمة النباتية"، مضيفاً "وهناك فرق تطوعية من منظمات المجتمع المدني، وهي متخصصة في أعمال التشجير، قدمت طلبات لتشجير بغداد وتقسيمها لشوارع ومناطق جغرافية لكي تصبح متنفساً للبيئة العراقية، وتظل الكثير من الأفكار والمبادرات رهن التطبيق".
وطالب رزاق مراكز الإرشاد الزراعي ومديريات وكليات الزراعة والمشاتل الحكومية بإطلاق مبادرة وتزويد المواطنين بالشتلات مجاناً، لكي يقوم المواطن بزراعتها ومتابعة سقيها بشكل منتظم وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية بهذا السياق.