زوارق مدينة العشاق

منصة 2024/03/24
...

  أمستردام؛ آمنة عبد النبي

لم تكن قنوات مائية خلّابة تحمل بين أحضانها زوارق الحُب فحسب، وانمَّا هي شريان حياة نابض يروي حكايات وأسرار فينيسا الشمال، ولو كانت هنالك مدينة تستحق لقب "مدينة العاشقين" فهي ليست باريس أو البندقية، وغنما أمستردام الساحرة، مدينة السياحة النهرية وأرض القنوات المائية، والطواحين الهوائية والتوليب، والراين الذي يحملك على موجاتهِ الهادئة للاستمتاع بجمال القرى.
بلد مليء قصص وثقافات، كما وصفهُ منصور البدري، وهو مهندس مقيم بإحدى القرى المحيطة بأمستردام، قائلاً: أشياء المكان المتفردة تسحرك حينما تتجول بينها عبر زورق نهري، لأنها ببساطة فرصة لترمي زحمة العالم خلفك، لذلك فضلت العيش بعيداً عن المركز واخترت قرية "زانس"، وهي قرية تبعد عن المركز حوالي أربعين كم، علماً أن مناخها المعتدل وبسبب انخفاض البلد عن مستوى سطح البحر، فإن فصل الشتاء فيه لا يكون بارداً وفي الصيف لا يكون حارا مثل الأرض.
وقال السائح مصطفى الحمداني القادم من مدينة هامبورغ، لخوض التجربة النهرية: حتى لو كانت هنالك وسائط نقل، أنا افضل الجولة النهرية بتلك الزوارق البسيطة، فليس هناك أجمل من نهر الراين وعمقه المدجن بالحكايات الخرافية والقلاع القديمة، المناظر الخلابة هنا تمتد على طول الحدود ما بين المانيا وهولندا، لذلك يعتبر الزورق النهري بالنسبة ليّ هو وجهة مثالية لرحلات السفر البحري.
أمَّا الفنانة التشكيلية حنان الصالحي، فعبرت عن وجهة نظرها بالقول: لدي عشق تراثي لمنظر البيوت الريفية القديمة، وتأمل طواحين الهواء، والمحاصيل الوافرة والمواشي، لا تضيعوا فرصة ركوب الزوارق التي تصل بين أجزاء المدينة القديمة والحديثة، تلك الجولة ترد الروح ولا يؤمنها سوى التخلي عن وسائل النقل العام والخاص واستئجار درّاجة هوائية أو زورق نهري.