الإمام الحسن المجتبى {ع}

منصة 2024/03/26
...

 ابراهيم هلال العبودي

 تعد صفة الكرم والسخاء من أبرز الصفات التي تميَّز بها الإمام الحسن {عليه السلام} وهو الإمام الأول، للإمام علي {ع} والسيدة فاطمة الزهراء {ع}. تصدى للإمامة والخلافة في السابعة والثلاثين من عمره الشريف، وعقد الصلح مع معاوية في عام 41 هـ. استمرت خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام. ترك الإمام الحسن {ع} الكوفة بعد الصلح إلى المدينة، وأقام فيها عشر سنوات لحين استشهاده، ودفن في مقبرة البقيع.
تعدُّ صفة الكرم والسخاء من أبرز الصفات التي تميَّز بها الإمام الحسن (عليه السلام) وهو الإمام الأول، للإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع)، تصدّى للإمامة والخلافة في السابعة والثلاثين من عمره الشريف، وعقد الصلح مع معاوية في العام 41 هـ. استمرت خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام. ترك الإمام الحسن (ع) الكوفة بعد الصلح إلى المدينة، وأقام فيها عشر سنوات لحين استشهاده، ودفن في مقبرة البقيع.
ولد الإمام الحسن (ع) بعد اُحد بسنتين، وكان بين واقعة اُحد وبين مقدم النبي (صلّى الله عليه وآله) المدينة.
فجيء به إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال: ((اللّهمَّ إنّي اُعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم)) . وأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وسمّاه حسناً، وعقّ عنه كبشاً وكانت صفاته (أبيضَ مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، رقيق المشربة، كث اللحية، ذا وفرة، وكأنَّ عنقه إبريق فضة، عظيم الكراديس، بعيداً ما بين المنكبين، ربعة، ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخضب بالسواد، وكان جعد الشعر، حسن البدن).
كان الإمام الحسن (ع) يفضّل أنْ يكتب له المحتاجون حاجتهم في ورقة، فسئل عن ذلك، فأجابهم أنه لا يريد للسائلين أنْ يريقوا ماء وجههم؛ ليحفظ كرامتهم.
قالوا في تسميته (ع) إنّه عندما ولد الحسن (ع) خاطب الله تعالى جبرئيل قائلاً رُزق محمد (ص) بصبيّ فاذهب وأبلغه السلام وهنئه وقل له: إنّ منزلة علي (ع) عندك بمنزلة هارون من موسى؛ فسمّه باسم ابن هارون. فسأل رسول الله (ص): وما اسم ابن هارون؟ قال: شبّر، فقال (ص): لساني عربيّ؟ قال: سمّه حسناً، فسمّاه رسول الله (ص) حسنا.
عرف عن الإمام الحسن (ع) أنه أشبه الناس خُلقاً وخَلقاً ومنطقاً برسول الله (ص). وقد ورد عن النبي (ص) قوله: « یا حسن (ع) أنت أشبه الناس بي في خلقي وخلقي ومنطقي».
والإمام الحسن (ع) هو أحد أصحاب الكساء وكان النبي (ص) قد اصطحبه یوم المباهلة مع أخيه الحسین (ع) وأبيه علي (ع) وأمه فاطمة (ع). وقد نزلت آیة التطهیر في شأن أهل البيت (ع)).
هذا وعرف الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بكريم أهل البيت، فهو الذي قاسم الله أمواله ثلاث مرّات، نصف يدفعه في سبيل الله ونصف يبقيه له، بل وصل إلى أبعد من ذلك، فقد أخرج ماله كلّه مرتين في سبيل الله ولا يبقي لنفسه شيئاً، فهو كجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، وهو سليل الأسرة التي
قال فيها ربّنا تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).