أكثر من دراما رمضان.. التواصل الاجتماعي يجذب المشاهدين

ريبورتاج 2024/03/27
...

  نهضة علي

أدى تعدد مواقع التواصل الاجتماعي وطرحها الهائل والبحث في مقود كوكل إلى عزوف الكثير من الناس عن مشاهدة الفضائيات التلفزيونية، بالرغم من إعدادها البرامج والمسلسلات لا سيما في شهر رمضان حيث الدراما والمسلسلات بأنواعها، والبرامج الترفيهيّة وغيرها والتي كانت تشكل وقتاً للجلسات الأسريَّة وترابطها.
عامل السرعة

ومن أجل الوقوف على أسباب العزوف عن الفضائيات نحو التواصل الاجتماعي، أكد رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة كركوك الدكتور علاء جمال لـ (الصباح)، أن "وسائل الإعلام؛ الصحافة المقروءة، والتلفزيون المرئي، والاعلام المسموع، تراجعت امام مواقع التواصل الاجتماعي، لان الفرد بطبيعته يحب السرعة في الحصول على الخبر سريعا والمعلومة السريعة، ويجدها حاضرة حتى أن ذلك جعل الصحافة الالكترونية تتصدر المشهد". 

ونوّه، أن "التلفزيون تراجع أمام محتوى التواصل الاجتماعي، حيث الكل اليوم يحمل جهازاً يحتوي على كل ما تقدمه وسائل الإعلام بطريقة مدمجة"، وتابع: "وجود عنصر السرعة عامل أساسي يجعل كل شخص يفضل استخدام جهاز الهاتف على التفاز، لا سيما أن المعلومة حاضرة بين يديه في لحظات أن التلفاز ما زال موجوداً لدى القدماء وكبار السن وفئات عمريَّة مختلفة، بسبب نمطية المعيشة سابقاً والاعتياد على والتلفاز، فضلاً عن أنه وسيلة هروب من التكنولوجيا الحديثة، لأنهم قديما يعتمدون المكتبة والمضيف والتزاور والتلفاز والراديو، حتى أن البعض يرى أن ما يقدمه المحتوى التلفزيوني اشباع لما يرغب بمشاهدته".


برامج هادفة

وأضاف جمال، أن "الشباب اكثر شريحة مؤثرة فاعلة في المجتمع، وأكثر عطاءً، وتحتاج الاطلاع إلى معلومات بشكل أوسع، والهاتف يوفر ذلك، وأكثرهم حالياً بتفكير ذات مستوى أعلى من الجيل القديم، والتلفاز لا يتماشى مع عقلية الجيل الجديد، فضلا عن ذلك أن الدولة سابقاً كانت مغلقة، وقناة واحدة تبث في كل بيت، حيث توجه الجمهور مثلما تريد، أما حالياً فلا يوجد حدود في البث، وتلقي الفضائيات وتنوع الرسائل الاعلامية أيضا له اثره". 

وتابع، أن "التواصل الاجتماعي ليست وسيلة إعلام جماهيريّة وانما هي اداة ووسيلة للتواصل مع الاصدقاء والاقارب والتعارف على نطاق واسع، ومن ميزات الهاتف ايضا يستطيع الفرد من خلاله قضاء أعماله وهواياته من دون عناء الذهاب، مثلا شاعر يؤلف قصيدة ويرغب برأي الجمهور أو عرضها على الادباء والقراء، نراه يستطيع إلقاءها من خلال التواصل الاجتماعي من دون عناء الذهاب إلى المحفل الشعري، ويطلع على رأي أقرانه حولها، لكنه في الوقت ذاته لا يعني أنّه يترك المشاركات الأدبيّة الجماعيّة". 

ويكمل جمال، أن "الهاتف يعد وعاءً مصغراً لوسائل الإعلام الجماهيريَّة، فأي معلومة أو خبر يؤشر عليها المتلقي بصورة انتقائيّة، ولا تفرض عليه، قد أصبح الهاتف يغنينا عن الكثير، مثلا الطالب لديه ملازمه المدرسيّة في الهاتف، أما التعليم الجامعي فهناك غرف أو مجموعات للصفوف يتلقون المحاضرة سماعاً، ومنها مناقشة الكثير من الأمور التي تخص المادة العلمية، إلا أن الاستخدام غير المنتظم للموبايل والتنشئة الاجتماعية لها أثرها، حيث تجعل استخدامه سلبياً على حياة المستخدم". 

ويختتم حديثه لـ (الصباح)، بأن "إعداد البرامج والمسلسلات التلفزيونية في ظل وجود الهاتف ومن أجل جذب الجمهور يحتاج إلى اعداد دراسة تثبت فيها آراء الجمهور، فهناك جمهور يبحث عن انعكاسات حياته، وهناك جمهور لا بدَّ أن تكون القيم الاجتماعية حاضرة عند بث الرسائل الاعلامية خاصة، أما الان فقد اصبحت الحدود مكسورة أمام العديد من الثقافات".


الشاشة هي الأقوى

فيما يرى الإعلامي محمد صكر، أن "الشاشة تبقى الأقوى في التغطية مبينا لـ (الصباح)، أن "تغطية الشاشة أقوى سواء في المنزل أو في العمل، رغم غزو الهواتف المحمولة وشبكات الانترنت للواقع الذي نعيشه، وهنا ممكن تلخيص سلبيات المحمول حيث تأثيره على البصر بشكل كبير، ويسبب شلل في التفكير الذهني، فيما يكون للتلفاز ايجابيات أكثر من السلبيات في مشاهدة المسلسلات والافلام ومتابعة الحوادث والاخبار العاجلة، وفي بعض الأحيان برامج التوضيح الهادفة والتي تناقش مشكلة تخص المشاهدين وتضع أمامهم الحلول".


وجهة النظر

فيما أكدت طالبة المرحلة الرابعة في كلية الآداب نور الهدى مؤيد، لـ (الصباح)، أن "ذهاب أغلب فئات المجتمع نحو التواصل وترك مشاهدة التلفاز سببها أن الأخير يقدم مادة تقليديَّة، فيما تقدم مواقع التواصل الاجتماعي مواد أكثر حداثة، وتحمل تطوراً أكثر يتوافق وتوجهات الفئات العمريَّة الشبابيَّة وهم الأكثر، ولعل استخدامات الهواتف كونها في متناول أيديهم ويقدم أي شيء يحتاجه في كل الأوقات يريد بها الحصول عليه سواء التواصل مع الأصدقاء أو مشاهدة مادة ما أو القراءة والمعلومة حول شيء علاوة على ذلك فإن مواقع التواصل الاجتماعي تملك ميزة إبداء وجهة النظر والرد عليها، أي إبداء الرأي من خلال التعليقات وتبادل الآراء، بينما يقتصر التلفاز على المشاهدة وهو ما يجعلها أكثر جذبا".