انتقاد الشهادة العليا بين العقدة والموضوعيَّة

آراء 2024/03/28
...

 د. عبد الكريم المصطفاوي

 يؤسفني ما أقرأه وما اسمعه من هجوم غير مبرر على حملة الشهادات العليا وعنواناتها؛ الماجستير والدكتوراه، في ظل فوضوية الطرح ومساحة الحرية في الانتقاد من المتخصص ومن بائع اللبن على السواء.
 يبدو أن حملة الشهادات العليا أصبحوا هدفًا للانتقادات والتشكيك.
عندما يظهر خطأ أو فشل من أحد أفراد هذه الشريحة، يتم استخدامه كذريعة للهجوم على الجميع بشكل عام، وكأن الأمر مبيتاً أو فيه نوع من
التشفي.
 فضلاً عن أن ثقافة التعميم صارت مرضًا طال حتى البعض من النخب والمتعلمين بالتوازي مع ثقافة الرقص عند سماع صوت تزمير أو
تطبيل.
لذا من الواجب التنبيه لهذه الممارسات التي بات الكثيرون ينجرون وراءها بدون أدنى تفكير، علينا التعامل مع هذه القضية بوعي وواقعية، دون الوقوع في فخ التعميم والركض وراء كل ناعق.
تاريخيًا، لطالما ارتبطت الشهادات العليا بالكفاءة والاحترافية، ولكن مثلما يحدث في أي مجتمع، فإن هناك تباينًا في جودة الأفراد والتدريب الذي يحصلون عليه.
لا يمكن نفي وجود الأخطاء أو الإخفاقات، ولكن الحكم على كل حملة الشهادات العليا بناءً على تصرفات تظهر هنا أو هناك يعد أمرا مستغربا.
إن هجوم بعض الأشخاص على حملة الشهادات العليا ينبغي أن يشمل نظرة عامة على النظام التعليمي والتدريبي، بما في ذلك جودة المناهج والبرامج التي يتم تقديمها، وكذلك على مستوى الدعم والتوجيه المقدم للطلاب والخريجين.
تحسين هذه العوامل يمكن أن يسهم في تحسين جودة التعليم والتدريب، وبالتالي تقليل حالات الفشل أو السلبية.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يتم تقدير الجهود والإنجازات لحملة الشهادات العليا الناجحين، الذين يسهمون بشكل فعال في التطور والابتكار في مختلف
المجالات.
فالتعليم والتدريب الجيدين ليسا فقط مصدرًا للمعرفة، بل هما أيضًا رافعة للتقدم والتطور الاجتماعي والاقتصادي.
باختصار، يجب أن يكون النقاش حول حملة الشهادات العليا مبنيًا على واقعيَّة المعطيات والمعلومات، وأن يتجنب الوقوع في التعميم السطحي.
أعلم أيها ( المتهجم) أن أغلب هؤلاء هم في الأصل من المتميزين من حملة شهادة البكالوريوس التي ربما تحملها أو لا تحملها أنت، ثم تقدموا في تعليمهم عموديا، فكما أن حامل البكالوريوس هو قطعا أفضل من حامل الإعدادية وحامل شهادة الإعدادية هو أفضل من حامل شهادة الدراسة المتوسطة وهكذا الأمر ينسحب عليهم، ووجود أشخاص تطفلوا على الدكتوراه على سبيل المثال لا يلغي الآخرين من حملة هذه الشهادة، الحال ينطبق على الشهادات الأدنى
فالأدنى.
السيئون حاضرون في كل المجالات والجماعات.
ان النظر إلى الحوادث بعين ضيقة لن يأتي بعلاج ناجع ولن يحل مشكلاتنا، بل يزيد من المساوئ ويعقد الحلول.