هناء العبودي
ضيّفت منصّة شعر في بغداد مدينة الإبداع الأدبي -اليونسكو الشاعر جمال جاسم أمين في أصبوحة بعنوان «الشعر والحرية» تناولت الخطاب الشعري السائد في الثقافة العراقية وإشكالات الحرية ومشروعه «البديل الثقافي» الذي أطلقه عام 2005.
وتحدث أمين في الجلسة التي أدارها الشاعر جاسم العلي عن الشعر والحرية، مشيراً أنّه عادةً ما يقال في الجلسات الشعريّة التقليديّة بأنّها تهتم بقراءة الشعر والنقد والتي لا تلامس مواضع حسّاسة كجوهر الشاعر المبدع، فالشعر مفهوم ثابت في أذهاننا في الثقافة العربيّة الراكدة التي تكره السؤال، والثقافة العربيّة التي انقطعت ثقافتها بالسؤال يوم انقطعت ثقافتها بالفلسفة ويوم تقدم الفقه على الفلسفة، وتقدم الفقه على المعرفة، لذلك أصبح الشعر مفهوماً ثابتاً، أما الحرية فمسكوت عنها عربياً بفعل القيود المختارة، فالحرية موضوعة فلسفية قوية، والشعر بلا فلسفة بالتأكيد سيكون شعراً ذاتياً نرجسياً حشواً بلاغياً بلا رسالة إنسانيّة، لأنّ الشاعر إنسان أولا.
والشاعر جمال جاسم أمين لم يتوقف عند حدود جنس وإبداع معين فقد بدأ شاعراً كانت له بصمته الخاصة ضمن جيل الثمانينات والتسعينيات.
وعن مشروعه (البديل الثقافي) أشار بأنّه بدأ بالبحث عن مشروع معرفي يفكك من خلاله ويعيد قراءة الثقافة والمجتمع العراقيين، إذ حاول أن يؤسس بنية وعي مغايرة في مدينة العمارة خصوصاً والعراق عموماً، وبما أن البديل الثقافي يحتاج إلى مجلة بفعل الحاجة لترويج وإعلان الخطاب.
وأول منجز أدبي له كان نهاية السبعينيات في مجلة الطليعة الأدبية ومجموعة شعريّة بعنوان «سعادات سيئة الصيت» والتي كانت بمثابة تحول كبير في الشعرية العراقيّة على حد وصف النقاد.
ومن إصداراته الأخرى: لا أحد بانتظار أحد، وأسئلة النقد، وتحولات النقد الجديد، وبين الثقافة والكارثة، والأخطاء رمال تتحرك، ووعي التأسيس، وإصغاء قبل فوات المشهد، وغيرها.