رسائل القرّاء

منصة 2024/03/28
...

الى (ع. ص. الشويلي)
مشكلتك نفسيَّة خالصة تتمثل في حالة (اشتهاء) لم تستطع تحقيقها في بداية ظهورها لديك، فعملت على قمعها خوفاً أو استحياءً، فتحولت آلياً الى رغبة مكبوتة، وصارت، كأي عقدة مكبوتة، تظهر حين ترى من يثيرها فيكَ. ولأنك لم تستطع إشباعها على مدى عمرك الذي تجاوز الأربعين فإنَّها تحولت في داخلك الى ما يشبه المطرقة (جاكوج) يضربك وتصيح فيك: هيا اشبعني..
ولأنك لم تفعل، فإنَّ صوتها يصيح فيك حين تفشل: جبان.. يلّه ميخالف خيرها بغيرها وصير بالمرّة الجايه شجاع. وحين يظهر مثيرها من جديد يتكرر المشهد نفسه ويحدث الصراع بين إشباع الرغبة وبين الامتناع عنها.
 والآن لنفترض أنك أشبعت هذه الرغبة التي تلّحُّ عليك، وأنَّ أمرك افتضح بين الناس، وعلمت بذلك زوجتك وأطفالك، فكيف سيكون موقفك؟ هل ستقول لهم هذا حقي؟، وكيف سيكون موقفهم منك؟ وموقف الموظفين العاملين معك؟. هل سيصلح الندم عاراً اجتماعياً ألحقته بنفسك وعائلتك بسبب رغبة اكتشفت بعد إشباعها أنَّها حقيرة؟ أم أنَّ الأمر سينتهي الى إقدامك على الانتحار من احتقار الناس لك؟ أم أنه ينتهي بقتلك من قبل أهلك أو عشيرتك؟
أرجو أنْ تكون قد اقتنعت الآن بأنك لست مريضاً قطعاً، وقولك بأنك مريضٌ نفسياً هو وهمٌ يمارسه لا شعورك ليدفعك الى إشباع رغبة غير مقبولة اجتماعياً وأخلاقياً،
وتواصل معنا، مع التقدير.