هل اختفى «كورونا» أم أصبح «روتيناً»؟

علوم وتكنلوجيا 2024/03/28
...

 لندن: بي بي سي

مع نهاية فصل الشتاء الذي غالباً ما يحمل في طياته العديد من الأمراض الموسمية، تضاءل الحديث عن الإصابة بفيروس كورونا والذي كان يعدُّ هاجساً لدى الكثيرين خصوصاً في هذا الفصل وسط تشكيك البعض بمدى خطورته واختلافه عن الانفلونزا.
(كوفيد – 19) هو المرض الناجم عن فيروس كورونا المُسمى فيروس كورونا- سارس- 2. وقد اكتشفت منظمة الصحة العالمية هذا الفيروس المُستجد لأول مرة في 31 كانون الأول 2019، بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الإصابة بما يُسمى الالتهاب الرئوي الفيروسي في يوهان بجمهورية الصين الشعبية.
البروفيسور وخبير اللقاحات علي فطوم، أكّد أنَّ الفيروس لم ينتهِ وفي الموسم الشتوي، سُجل الكثير من الإصابات، ولكن أصبح التعايش معه أسهل كـ «روتين».

ادعاءات «دون أساس علمي»
يُصرُّ بعض الأشخاص على أنَّ فيروس كورونا جرى تضخيمه وهو لا يتعدى «نزلة بردٍ قوية» بنظرهم، وهو ما ينفيه رئيس مركز مكافحة الأوبئة في الأردن الدكتور عادل البلبيسي ويؤكد أنَّ كلامهم «لا يستند إلى أي أساس علمي».
البلبيسي قال إنَّ فيروس كورونا لم ينتهِ من العالم وما زالت تُسجل حالات في معظم دول العالم ولكنْ عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الجائحة قد «انتهت»، أصبح من غير الملزم للدول الإبلاغ عن الحالات والعديد من دول العالم أغلقت مراكز الفحص التي كانت منتشرة بكثرة خلال ذروة انتشار المرض.
«بعض الأشخاص الذين لديهم أعراض الأمراض التنفسية فقدوا الاهتمام بإجراء الفحص والتأكد من التشخيص باعتبار أنَّ بعض الأعراض هي أعراض إنفلونزا موسمية»، بحسب البلبيسي.
ويؤكد عدة أطباء من أنهم عانوا من حملات تكذيب حول الفيروس منذ بدايته وحتى الآن، ما يصعب مهمتهم عند علاج المصابين الذين يهملون النصائح الوقائية ويسهم في انتشار الفيروس.
«نظرية المؤامرة بأن ما حدث هو نوع من التسلط على الناس ومستقبلهم، وحملات التكذيب على أنه نوعٌ من الخرافات اختفت أغلبها بعدما حصد الفيروس أرواح الكثيرين، ونحن نستند على المعلومات الكافية التي لدينا عن الفيروس والتسلسل الجيني له»، بحسب فطوم.

أبرز أعراض الإصابة
فطوم، وهو أستاذ في جامعة ميشيغان، أكّد أنَّ الأعراض الأولية لا زالت كما هي لمن يمتلك جهاز مناعي جيد، ولكن الإصابات بكورونا أصبحت أقل حدة نتيجة للمناعة التي تكونت طبيعياً وأصبحت مكتسبة عبر الإصابة بالفيروس أو عبر أخذ اللقاحات.
وأضاف: «ما تغير هو الحالة المناعية في المجتمع بما أن نصف سكان العالم تلقوا اللقاح وأغلب البقية أصيبوا بالفيروس، ولكن المصابون بالأمراض المزمنة عند إصابتهم بكورونا هم معرضون لإصابات خطيرة واحتمالية الوفاة».
كما تتضمن الأعراض ثقل الذراعين/ الرجلين، الاخدرار/ الوخز، الغثيان أو القيء أو ألم أو وجع في البطن أو الإسهال، انعدام الشهية، فقدان أو تغير حاسة الذوق أو الشم، صعوبة النوم.
الأشخاص الأشد تعرضاً لخطر الإصابة بحالة مرضية وخيمة هم الأشخاص البالغة أعمارهم 60 سنة وأكثر والأشخاص المعانون من مشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وسائر المشكلات الصحية المزمنة وضعف الوظيفة المناعية/ الكبت المناعي، والسمنة والسرطان والأشخاص غير
المطعمين.
ومع ذلك، فقد يُصاب أي شخص في أي عمر بمرض (كوفيد – 19) ويعاني من حالة مرضية وخيمة أو حتى يلقى حتفه. وهنا يؤكد البلبيسي أن العديد من الأشخاص توفوا بسبب إصابتهم بالفيروس ولا يتم الإبلاغ عن ذلك بشكل كبير الآن. وأضاف: «أما العزل فقد أصبحت وبائية المرض معروفه بصورة أوضح و لذلك يتم عزل الحالات التي تستدعى العزل حسب رأي الطبيب المعالج».

لقاحات كورونا
يقول فطوم، إن اللقاحات طوّرت من أجل منع الحالات المرضية الصعبة وليس من أجل منع الانتشار، لذلك الانتشار لا يزال قائماً، لذلك يجب الحرص خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة من قبل الإصابة بالفيروس.
وقد بدأ برنامج التطعيم الجماعي الأول في أوائل كانون الأول 2020، وجرى إعطاء أكثر من 13 مليار جرعة حول العالم.
«لا شك أن للمطاعيم التي أُعطيت تأثيراً في المناعة لدى البشر، بحيث أصبح لدى البعض مناعة ولو جزئياً للفيروس وبحيث أصبح تقبل المرض والتعايش معه أكثر سهولة».