يهربون من السكائر اليها.. {الفيب} تستقطب الشباب

ريبورتاج 2024/04/03
...

 فجر محمد

أثار منظر الشاب المراهق وهو يحمل السيجارة الالكترونية في يديه، استغراب الجالسين في المطعم، ولم ينتهِ الامر عند هذا الحد فقط، بل نوبات السعال التي كانت ترافقه أثناء التدخين وعدم انقطاعها مما اثار الانزعاج لدى الموجودين، وكانت ترافقه أخته الكبرى التي ابدت امتعاضها هي الاخرى من تلك العادة السيئة التي اصبحت ترافق شقيقها مؤخرا، وتقول انوار حارث: {لم يستمع أخي الصغير لنصائحنا بضرورة الابتعاد عن السيجارة الالكترونية، على الرغم من خوفنا عليه بسببإصابته بمرض الربو}.
اثبتت أحدث الدراسات أن استخدام هذا النوع من السكائر، من شأنه أن يضاعف من نوبات الربو لدى المصابين، وفي   في موقع فيري ويل هيلث الالكتروني بيّنت أن هذه السيجارة تحتوي على مواد كيميائية ضارة، من الممكن أن تلتصق برئة الانسان وتسبب له مشكلات تنفسية خطيرة مستقبلا.
يسعى مجلس النواب الى تشريع قانون يعرف بـ (الحماية من اضرار التبغ)، ووفقا لتصريح أدلى به مؤخرا مدير شعبة مكافحة التبغ في وزارة الصحة الدكتور عباس جبار، فإن هناك فقرات سيشدد عليها، من بينها متابعة منتجات التبغ المتمثلة بالسكائر الالكترونية وغيرها.
فضلا عن نية الجهات المختصة منع استيراد هذا النوع من السيكارة لمخاطرها الكبيرة.

اختناقٌ كبير
يستمتع شقيقي بالنفحات الأولى من سيكارته، التي تطلق روائح عطرة ومنعشة في البداية ثم ما يلبث ان يتحول الامر الى نوبة سعال شديدة، واختناق لدقائق تصف انوار حال شقيقها مع سيجارته الالكترونية، التي أصبحت مثار للجدل وسببا للخلافات في كثير من الاحيان داخل أسرته.
وفي أحدث تصريح لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة ان اغلب حالات إلاصابة الرئوية ناجمة عن استخدام منتجات السكائر الإلكترونية من جميع الولايات، وتحذر الدراسات من مخاطر هذا النوع، لاحتوائها على مواد وعناصر مختلفة.
وعن آلية عملها يبين الخبراء أن العملية الاولى لامتصاص السيكارة تؤدي الى اطلاق تيار كهربائي، يكون عمله مرتبطا ببطارية تسخن الاسلاك الرفيعة التي تكون مشبعة بسائل، يحتوي على النيكوتين، فضلا عن مواد كيميائية اخرى، من ضمنها النكهات.
وبعد ذلك يتحول السائل الساخن إلى بخار، وعندما يستنشق يمر من خلال الرئتين ليصل الى مجرى الدم، وهذا يعمل على زيادة معدل ضربات القلب كذلك ضغط الدم ثم بعد ذلك يحدث تهيج لبطانة الانف والحنجرة ايضا، نتيجة المواد الكيميائية التي تستنشق.

ألوانٌ زاهية
كان يوزع وسام فريد بداخل محله الصغير انواع السكائر وبألوان مختلفة، وبينما هو يرتبها ويضعها في صفوف منظمة يقول:"لهذا النوع من السكائر جمهور مختلف، يتنوع بين الشباب وكبار السن احيانا، بل والمراهقين ايضا". وفي تلك الرفوف كانت تلك القناني المعبأة بمواد مختلفة تتلون بالاخضر والاحمر والذهبي، وهي وسيلة اخرى لجذب المستهلكين وتشجيعهم على اقتناء هذا النوع من السكائر.  اشارت وزارة الصحة في مناسبات عديدة الى وجود صعوبة بتنفيذ قانون مكافحة التدخين، الذي اقر منذ عام 2012، اذ كان من المفترض أن يمنع التدخين داخل المحال والأماكن المغلقة، فضلا عن المؤسسات الحكومية، لكن هذا القانون لم يجد طريقه الى التنفيذ لغاية الان.
توضح المختبرية علا سالم التي تعمل داخل أحد مختبرات فحص الاشعة والسونار، أن هناك عددا لايستهان به من الشباب يجرون اشعة للصدر وتحاليل مختلفة، نتيجة اصابتهم بسعال مستمر ولاينقطع وهم من فئة مدخني السيكارة الالكترونية، مشيرة الى أن الغالبية في الاوساط الطبية يحذرون من هذه السكائر لوجود مواد كيميائية مختلفة فيها.

غير قابلة للامتصاص
كانت رائحة جوز الهند تنبعث من القنينة الذهبية، التي يقوم بتدخينها الشاب الجامعي مؤيد فراس وبدا مرتاحا لتلك الروائح كما أن زملاءه ايضا، لم يبدُ أي انزعاج طوال فترة تدخينه لهذه السيكارة التي اصبحت ترافقه اينما ذهب. يظن فراس أن هذه الابخرة التي تخرج من سيكارته الالكترونية لاتسبب اي مشكلات صحية، سواء له ام لمن هم حوله.
ولكن فندت الدراسات العلمية الحديثة، التي نشرت مؤخرا تلك المزاعم التي يطلقها غالبا اصحاب تلك الشركات بهدف استقطاب ابر عدد ممكن من المستهلكين، اذ تبين ان استخدام مادة جوز الهند في تلك القناني، من شأنه ان يتسبب بأضرار كبيرة للرئتين، اذ تبين أنها تلتصق بجدران الرئة وغير قابلة للامتصاص، خصوصا في هذا الجزء من جسم الانسان.
ويلفت البروفسور نيك هوبكنسون من المعهد الوطني للقلب والرئة البريطاني، ان المواد الموجودة في السكائر الالكترونية، من شأنها أن تشكل خطورة كبيرة على الرئة خصوصا لدى المراهقين وصغار السن.
وخلال الشهر المنصرم أقامت الجامعة المستنصرية، ندوة توعوية لتوضيح مخاطر التدخين بصورة عامة وتأثيره المباشر على الانسان وصحته العامة، واوصى الباحثون بضرورة اعداد استراتيجية وطنية للحد من مخاطر التدخين، على الأمن الصحي والبيئي ويجب ان تتضافر الجهود الوطنية المختلفة من اجل تثقيف المجتمع بهذه العادة السيئة، والابتعاد عنها.