نهضة علي
تتميز اجواء الشهر الفضيل عن أشهر السنة الأخرى، تضاف فيها بركاته بقدرة الله عز وجل، ويتوجه الاغلبية الى اداء الفرائض الاسلامية العبادة والذكر وقراءة القرآن والأنفاق والتصدق والزكاة والفة التواصل بين الاقارب والجيران والأصدقاء، بعيدا عن رتابة الحياة اليومية، وإعادة رونق العلاقات الأسرية والعائلية.
مبادراتٌ رمضانية
وعادة ما يعود شهر رمضان بمبادرات التكافل والمساعدة واطعام الفقراء، مديرة ثانوية القورية هناء ابراهيم حسين اكدت لـ(الصباح)، أن "كادر الثانوية نظم مبادرة تشجيعية للطالبات من الأسر الفقيرة والمتعففات بأعداد مجموعة من الاطعمة والحلويات والمأكولات من إعدادهن، وتم عرضها في معرض في قاعة الثانوية". مشيرة إلى أن "المعرض شارك بإقامته مجموعة من الطالبات والمدرسات، ووضع على جانب المعروضات صندوق للتبرعات، واجمعن أن يكون ريع مبيعات معرضهن والتبرعات من الزائرين لدعم الطالبات من الأسر الفقيرة، أو التي تكون قد فقدت أحد الوالدين". مبينة "تضم الثانوية 750 طالبة فيها 45 طالبة من اسر فقيرة جدا، وتحتاج الى الدعم المادي، وتزامنا مع شهر رمضان المبارك نظمن مبادرتهن والتي قامن إجراء دعوة لها من مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية، فضلا عن المعارف والاصدقاء من اجل جمع مبالغ مالية وتوزيعها بين الطالبات المذكورات، لكون شهر رمضان شهر الخيرات والتكافل ومساعدة الفقير".
وأضافت، ان "المعرض افتتح بحضور مدير تربية كركوك وعدد من الشخصيات التربوية والكادر التدريسي، اذ بينت الطالبة زينب، أن "فرحة لانها تبيع المأكولات من اجل صديقتها والبنات الأخريات بهدف المساعدة وخلق المساواة الاجتماعية لان والد صديقتها مريض، ولا يستطيع تقديم الاعالة الكاملة لهم".
حملات
فيما اطلقت مجموعة من المنظمات والناشطين حملة اخرى لمساعدة المتعففين بتوزيع السلات الرمضانية بين الأسر الفقيرة والنازحة والمتعففين، وآخرون اطلقوا حملة لجمع التبرعات، من اجل المساهمة بشراء الادوية لمرضى السرطان ومساعدتهم، حيث اكد رئيس منظمة كركوك للصحة والبيئة رمضان حاج، بانهم اطلقوا حملتهم لمدة ثلاثة ايام في مركز الاورام السرطانية من اجل المساهمة في توفير الادوية لمرضى السرطان، بجمع مبالغ نقدية من الميسورين او من يرغب التبرع، والتصدق كخطوة للمساعدة ونشر التعاون بين افراد المجتمع، ومساعدة المرضى والتخفيف من الامهم بتوفير العلاج مجانا، اضافة الى ما توفره وزارة الصحة في المركز المذكور.
ألعابٌ شعبية
وتقام في شهر رمضان كذلك الالعاب الشعبية والتي تعد تقليدا تراثيا يعاد سنويا، حيث تنظم لعبة المحيبس ولعبة الصينية، احد لاعبي لعبة المحيبس حسام احمد اكد لـ(الصباح)، أن لعبة المحيبس لعبة تراثية اصبحت تقام على شكل بطولات تشترك فيها العديد من الفرق من مناطق المحافظة الواحدة وبإشراف مديرية الرياضة والشباب بعد ان كانت تقتصر على فرق شعبية في المقاهي والمحلات الشعبية، وهي لعبة تراثية يعود تاريخها الى مئات السنين تقوم فيها المنافسة حول ايجاد المحيبس مصغر كلمة محبس (الخاتم)، بعد ان يخبأ وتستهوي الكثير من الناس في شهر رمضان، فيما تشهد مناطق اخرى من محافظة كركوك اقامة لعبة الصينية والتي هي ايضا لعبة تراثية من الالعاب الشعبية الرمضانية، وهي عبارة عن صينية يوضع فيها احد عشر قدحا توضع بالمقلوب، ويخبأ الختام تحت احد منها وتكون المنافسة بين الفريقين بالبحث عن الخاتم، واضاف حسام أن الأجواء التي تقام فيها الالعاب الشعبية اجواء ايجابية تشتد فيها المنافسة وتستقطب الشباب وأعمارًا أخرى، مع تجمعات من اجل المشاهدة والتشجيع وعادة ما تكون هناك موسيقى شعبية ويتم توزيع الحلوى .
عبادة وبركة
بدورها أكدت الحاجة ام احمد، أن "ليالي شهر رمضان مباركة خصنا بها الرحمن ليراجع كل شخص ذاته في كل شيء، وهو إعادة للجمعة العائلية والسفرة الرمضانية بحد ذاتها هي تعيد جمع العائلة، ففي ايام زمان والتي هي صورة لبركة الشهر لكل من امتلأ قلبه بالأيمان، فترى الطعام كثيرا وإن تم اعداده قليلا، والخير حاضر، وكأن الله سبحانه وتعالى بث في هذا الشهر شيئا زاده بركة"، مضيفة ان "ما يميز ليالي رمضان التحضيرات العائلية اليومية للفطور، اضافة الى السهر ليلا، من اجل العبادة ومعاودة بيوت الله ما بعد الافطار لإقامة الصلاة وقراءة القران، فضلا عن عادات رمضانية بتبادل اطباق الطعام بين الجيران، وتوزيع الخيرات وضربات (طبل المسحرجي) في وقت السحور".
التكافل الاجتماعي
الباحث والدكتور عبد الكريم خليفة ذكر لـ(الصباح)، ان "التكافل الاجتماعي يعد مظهرا من مظاهر المجتمع خلال شهر رمضان المبارك، وله اهميته في تعميق الأواصر الاجتماعية بين الناس، ويظهر جليا البركة والاحسان والخير والانفاق والزكاة ومساعدة المحتاجين واطعام الفقراء، وتقديم كسوة العيد للصغار من الأسر المتعففة عبر اجواء تقام فيها الولائم ومآدب الافطار الجماعية لشرائح معينة، وفي المؤسسات خارج اوقات الدوام الرسمي، فضلا عن التصدق بالأموال والاطعمة ودفع زكاة الفطر، حتى أن الاغلبية يتسابقون لعمل الخير في شهر رمضان، واوله التكافل في شهر رمضان بنية صادقة بعيدا عن الرياء والذي يحقق الراحة والطمأنينة في النفس، لانه عمل صالح يضاف اجره عند الله الى اجر الصيام". منبها، على أن "الشهر الفضيل فرصة متعددة الاتجاهات لمساعدة الناس عبر مبدأ التكافل الاجتماعي، الذي يعد من الامور الواجبة في الإسلام، علاوة عن كونه واجبا إنسانيا يخلق التعاون والتقارب، بأن يساعد الغني الفقير ويلبي مستلزماته من المأكل والمشرب والملبس، اضافة الى ذلك هو واجب أخلاقي وإيماني، ويتجسد ذلك باقامة مآدب الافطار الجماعية في الجامعات لطلبة الأقسام الداخلية والمنظمات الخيرية، وغيرها من المساعدات التي يقدما الميسورون".