يحكى أنَّ رجلًا وزوجته كانا يعيشان مع طفليهما في بيت صغير، وكان الأب يعمل حمّالًا، أما الأم فتخيط الثياب لبعض الناس وتشتري بثمنها مايحتاجونه.
واقترب العيد ولم يكن مع الوالدين ما يشتريان به لطفليهما ملابس جديدة، وحزن الوالدان لحزن طفليهما، وفكرت الأم إلى أنْ وجدت حلًّا، فقد كان لديها ستائر من القماش القديم، فبادرت بقصها وخياطتها وصنعت منها ثوباً لابنتها، وسروالاً وسترة لابنها، ولما جاء العيد ارتدى الطفلان ملابسهما، وكانا سعيدين جداً بها؛ لأنها من صنع أمهما ولأنها بدت جميلة ومختلفة عمّا يرتديه الأطفال.
وفعلاً أحبّ كل أطفال الشارع ثياب الطفلين، ورغبوا أنْ يكون لهم مثلها.
أما الطفلان فكانا فخورين وفرحين بعمل أمهما وإبداعها.
نتعلم من هذه القصة أنَّ الأم تتحدى العوز بأنْ تبتكرَ ما يجعل أطفالها سعداء.
****
جاء يوم العيد وكل الأطفال فرحون، استيقظوا مبكراً ولبسوا ملابس العيد الجديدة، وتوجهوا مع آبائهم وأمهاتهم وأخواتهم لصلاة العيد، وتقابل الأصحاب والجيران وتبادلوا التحيَّة والسلام وعبارات المعايدة الجميلة بالعيد، ولكن الأطفال لاحظوا غياب صديقهم محمد، فذهب الأطفال إلى أبي محمد وسألوه: أين محمد؟.
فقال لهم بوجهٍ حزين: إنَّه مريض ولا يستطيع مغادرة الفراش.
فاتفق الأطفال أنْ يذهبوا لبيت محمد للاطمئنان عليه، ومشاركته فرحة العيد، وبالفعل ذهبوا حاملين البالونات والهدايا إليه.
وتفاجأ محمد بأصحابه وجيرانه من الأطفال يدخلون عليه بالبالونات والهدايا، ونسي مرضه وفرح.
يتعلم الأطفال من هذه القصة أنَّ فرحة العيد تكون جمل حين يتشارك بها الأهل والجيران والأصدقاء، وأنَّ الصديق وقت الضيق والشدّة.