الماجينا والقرقيعان.. ليلة تزيّن شهر رمضان

استراحة 2024/04/07
...

 بغداد : نافع الناجي

في ليلة الخامس عشر من رمضان، أو عند منتصف الشهر الفضيل تنتشر أحد أشهر تجمعات الأطفال (الماجينه) أو (القرقيعان) وهو استذكار لإحدى التقاليد الرمضانية الموروثة من التراث الإسلامي.
وبرغم تنوع مصادر التسمية، إلا إن أشهر التفسيرات تشير الى إحتفال النبي الأكرم محمد (ص) بمولد حفيده الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، حيث قام النبي بتوزيع الحلوى، وهنأه المسلمون بالولادة الميمونة لكريم أهل البيت، لتصبح هذه المناسبة موروثاً شعبياً وتقليداً فولكلورياً في العالم الإسلامي على مر العصور، وكانت الحلوى التي وزعها النبي (ص) هي حلوى التمر بالدقيق بحسب المصادر التأريخية.
يقول الباحث التراثي زهير هادي: “في بغداد نطلق عليها الماجينا، بمعنى لولاه لما جئنا، وفي جنوب العراق والخليج نسميها القرقيعان أو (كركيعان) ويقال ان معناها قرة عين الرسول الأكرم بولادة الأمام الحسن، وفي مصر يسمونها وحوي أو وحويا..وهكذا».
الحاجة خيرية عبد الصمد تقول “الفكرة من هذه التجمعات للأطفال والطواف على البيوت في أماسي شهر رمضان، هو إننا نريد نقل صورة عن تراثنا وحث الأجيال على التمسك به والحفاظ عليه».
وتضيف “في هذه الليلة نجمع السكاكر والحلويات والشوكولاتة ونوزعها بين الأطفال، لرسم الابتسامة على وجوههم ولتسود الفرحة بينهم وليتذكروا هذا الطقس الجميل».
المواطن تحسين نبيل يقول “نحن في بغداد نسميها (ماجينا) وأهلنا في البصرة يسمونها (قرقيعان)، وكذلك التسمية نفسها في الكويت ودول الخليج العربية”، مضيفاً “تختلف وتتعدد التسميات لكن الطقوس تتشابه، حيث يردد الأطفال (ما جينا يا ما جينا حلوا الكيس واعطونا.. يا اهل السطوح تنطونا لو نروح) وهكذا».
ولعل الثابت من وراء احتفالية (الماجينا) هو التمسك بإيصال الموروثات وتأصيلها بين الابناء والآباء عبر الأجيال والحقب.