لقلق وصياد سمك وصداقة عمرها 13 عاماً

استراحة 2024/04/14
...

 بن هابارد وسافاك تيمور                                        

 ترجمة وإعداد:  أنيس الصفار                                        


قبل ثلاثة عشر عاماً كان صياد السمك التركي الفقير يسحب شبكته من مياه البحيرة قرب قريته حين سمع صوتاً من وراءه  وعندما استدار وجد طائراً مهيب المظهر قد حط على مقدم زورقه.

ميز «آدم يلماز» ان الطائر من نوع اللقالق البيضاء التي كانت تأتي القرية في الماضي لقضاء فصل الصيف، لكنه لم ير واحداً منها عن قرب مثل هذه  المرة.

تساءل مع نفسه إن كان الطائر جائعاً والقى اليه بسمكة ازدردها اللقلق بسرعة فألقى اليه بثانية ثم ثالثة. 

بذا ابتدأت حكاية صداقة غريبة بين الرجل المسن والطائر الساحر أسرت القلوب في تركيا عبر السنوات، واهتم بها مصور متخصص بالطبيعة فقام بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

بقي اللقلق، الذي سمي يارين (ويعني بالتركية الرفيق)، يعود إلى زورق صديقه كل يوم خلال ذلك العام إلى أن حل الشتاء وحان موعد هجرته جنوباً. 

لكنه في الربيع التالي عاد إلى القرية نفسها وعشه نفسه وإلى زورق صديقه يلماز. 

وفي الشهر الماضي، عندما ظهر يارين للمرة الثالثة عشرة على التتابع، استقبل الاعلام المحلي اخبار وصوله بالتهليل والسرور. 

يبلغ يلماز من العمر 70 عاماً ويارين 17 عاماً، وقد تألقا معاً كنجمين في كتاب للاطفال وفي فيلم وثائقي نال جائزة، ومن المتوقع ان يظهر يلماز في أحد مشاهد فيلم مغامرات للأطفال سيعرض في تركيا خلال هذا العام.

قصة يلماز ويارين وضعت قريتهما على الخارطة وصارت مقصد السائحين الذين يأتون لمشاهدة عش يارين الذي يسكنه مع شريكة حياته نازلي في أعلى عمود الكهرباء قرب منزل صياد السمك، واذا ما صادفوا السيد يلماز تجمعوا حوله وراحوا يمطرونه بالاسئلة ويأخذون الصور

معه.

في الماضي كان يلماز يتساءل كلما رحل يارين إن كان سيعود .. ولكنه بعد مرور السنوات لم يعد يتساءل. 

يقول يلماز: «كلّي يقين الان أنه سوف يبقى يعود ما دمت على قيد الحياة.»     


عن صحيفة «نيويورك تايمز»