ادانت وزارة الخارجية الإيرانية امس الجمعة بياني قمتي مكة الطارئتين العربية والخليجية، وأعربت عن رفضها لهما، موضحة أن البيانين لا يمثلان رأي جميع الدول الأعضاء، وفي وقت أكدت موسكو استعدادها لتقديم دعمها لعقد معاهدة بين إيران وبلدان الخليج بشأن عدم استخدام القوة، لوحت واشنطن باستخدام العقوبات ضد أي بلد يشتري النفط الإيراني.
وقالت الخارجية الإيرانية: إن السعودية «تستغل شهر رمضان ومكة المكرمة وتوظفهما كأداة سياسية ضد إيران»، بحسب البيان، وأضافت أن السعودية «تنتهج سياسة خاطئة من خلال تحقيق مطالب إسرائيل عبر بث الخلاف بين دول المنطقة والدول الإسلامية، بدلا من طرح ومتابعة حقوق الشعب الفلسطيني وقضية القدس».
وأضافت، ان «مساعي السعودية للحشد ضد إيران مكملة للمساعي التي تبذلها الولايات المتحدة وإسرائيل»، مؤكدة أن «الرياض تنتهج سياسات مفرقة وستراتيجيات خاطئة في المنطقة.»
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، صرح قبيل انعقاد قمة مكة عن استعداده للذهاب إلى العاصمة السعودية في حال غيرت حكومة المملكة السعودية سياساتها تجاه إيران.
وقال ظريف، في لقاء خاص مع قناة «العالم» الإيرانية،قبيل انطلاق قمتي مكة المكرمة: «نحن منفتحون على دول الخليج الفارسي ولكن للأسف، دولتان أو ثلاث من تلك الدول اختارت طريقا آخر، طريقا خطرا عليها قبل أن يكون خطرا على الجميع».
وأضاف وزير الخارجية الإيراني «إذا كان لدى الحكومة السعودية الاستعداد لتغيير سياساتها، ساستطيع أن أذهب غدا إلى الرياض».
وأوضح ظريف أن رسالة جولته في المنطقة وخارجها تكمن في ضرورة أن تتوقف أميركا عن خرقها للقوانين وعن فرضها حربا غير قانونية على الشعب الإيراني.
يوم القدس
من جانب آخر شارك الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف، في مسيرات «يوم القدس العالمي»، التي شهدتها عدة مدن إيرانية، ندد خلالها المشاركون بما يعرف بـ»صفقة القرن».
وقال روحاني خلال مشاركته في مسيرات «يوم القدس»: إن مؤامرات الولايات المتحدة لن تحقق أهدافها ضد القدس وفلسطين، مشيرا إلى أن «صفقة القرن» لن تحقق أهدافها وستتحول إلى هزيمة القرن.
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف: إن رسالة «يوم القدس» لهذا العام هي تحويل صفقة القرن إلى هزيمة القرن، مؤكدا أن القدس ليست للبيع كي تمنحها أميركا لإسرائيل.
و»يوم القدس العالمي» هو حدث سنوي دعا إليه زعيم الثورة الإسلامية في إيران الراحل آية الله الخميني ويعارض احتلال إسرائيل للقدس، ويجري فيه حشد وإقامة التظاهرات المناهضة لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ويصادف هذا الحدث يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
القمة العربية
وكان البيان الختامي للقمة العربية الطارئة في مكة المكرمة قد أكد سعي الدول العربية لاستعادة الاستقرار الأمني مشددا على ضرورة احترام جميع دول المنطقة لمبادئ حسن الجوار.
وشدد البيان كذلك على «الامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سياداتها».مؤكدا أيضا على أن علاقات التعاون مع إيران يجب أن تقوم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها.
وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على أن «تهديد أمن الملاحة وطرق التجارة يمثل تصعيدا خطيرا»، في إشارة إلى الهجمات
الأخيرة.
بدوره، أشار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى أن القمة العربية الطارئة تنعقد في ظل «تهديدات خطيرة وغير مسبوقة تواجه الأمن القومي العربي، خاصة في منطقة الخليج ذات الأهمية الستراتيجية الكبيرة».
وأكد السيسي أن «العرب ليسوا على استعداد للتفريط بأمنهم القومي»، مردفا: «أي تهديد يواجه أمن الخليج يقتضي منا وقفة حاسمة لمواجهته».
من جانبه، قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني: إن «أمن دول الخليج يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة»، مضيفا أن «التحديات تستدعي منا جميعا توحيد الجهود وتنسيق المواقف».
موقف روسي
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، استعداد موسكو لتقديم دعمها لعقد معاهدة بين إيران وبلدان الخليج العربي بشأن عدم استخدام القوة .
وقال لافروف أمام الصحفيين بعد محادثات مع نظيره الياباني، تاروكونو، في طوكيو، امس الجمعة: «اعتقد أن مبادرة طهران لعقد معاهدة (مع بلدان الخليج العربي) بشأن عدم استخدام القوة ضد بعضها البعض تعد خطوة في هذا الاتجاه. وأعرف أن عددا من الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي جاهزة لبحث هذه المبادرة. وسنكون جاهزين للمساعدة في هذه العملية».
وذكر بهذا الصدد أن نظام الأمن الأوروبي تم تشكيله على أساس معاهدة هلسنكي وعمل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضاف: «طبعا لا توجد هناك أحوال متطابقة مئة بالمئة، لكنه من الممكن استخدام الخبرة الأوروبية بشكل كبير في الخليج العربي. وفي هذه الحالة سيكون بإمكان إيران ومجلس التعاون لدول الخليج العربي أن تتوصل إلى اتفاق بشأن شفافية الأعمال العسكرية ودعوة بعضها البعض للمشاركة في المناورات العسكرية وتنفيذ إجراءات الثقة الأخرى».
في الوقت نفسه اشار لافروف، الى ان موسكو لا تفرض وساطتها في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وسترحب ببدء المفاوضات بين الجانبين.
وأضاف: «نعتقد أن إجراء المفاوضات من موقع «في البداية سأخنقك اقتصاديا، ثم ستدعوني للتفاوض» لا يعد موضوعا يمكن أن نقبله كنموذج للتصرفات في المجال الدولي. فنحن نؤيد الحوار المحترم دون أي إنذارات وشروط مسبقة».
وأعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في وقت سابق أنه لا يستبعد احتمال إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، إذا ألغت واشنطن العقوبات المفروضة على طهران وتخلت عن ممارسة الضغط عليها.
عقوبات أميركية
اما عن موقف واشنطن فقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، أن الولايات المتحدة ستعاقب أي دولة تشتري النفط من إيران.
وقال هوك بهذا الشأن: إن واشنطن ستفرض العقوبات «حتى إذا لم تف دولة بحدود الشراء القصوى التي تفاوضت عليها من قبل... سياستنا الثابتة هي وقف شراء النفط الإيراني تماما. انتهى الأمر».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم أمس أن دولا مثل الصين والهند التي حصلت على إعفاءات لشراء النفط الإيراني يمكنها مواصلة شراء الخام بعد الثاني من آيار الماضي إلى أن تصل إلى الحد الأقصى الذي
تفاوضت عليه.