فقدان الذاكرة.. خمسة أنواع

منصة 2024/04/18
...

الفكرة الشائعة عن فقدان الذاكرة، أنَّه نوعٌ واحدٌ وأنَّ سببه يعودُ إما الى الخرف أو الى النسيان، بينما الثابت علمياً أنَّ لهذا الفقدان خمسة أنواع، كل واحد منها يرتبط بطبيعة الفقدان الذي يصيب الذاكرة. وأكثر هذه الأنواع شيوعاً هو (فقدان الذاكرة الموضعي)، وفيه ينسى الفرد كل الأحداث التي حصلت له خلال فاصلٍ زمني محدد، غالباً ما يكون هذا الفاصل بعد حدثٍ ضاغطٍ جداً ومباشرٍ مثل التعرض لحادث سيارة، أو حريقٍ أو كارثة طبيعيَّة أو حوادث الحروب.

والنوع الثاني هو: (فقدان الذاكرة الانتقائي) وفيه يفشل الفرد في تذكر بعض وليس كل التفاصيل المتعلقة بالأحداث التي وقعت خلال مدة زمنيَّة معينة. فالذي نجا من حريق، قد يتذكر سيارة الإسعاف التي نقلته الى المستشفى، ولكنه لا يتذكر رجل الإطفاء الذي أنقذه.

والنوع الثالث هو: (فقدان الذاكرة العام) وفيه لا يتذكر الفرد أي شيء بخصوص حياته.

والرابع هو: (فقدان الذاكرة المستمر) وفيه لا يستطيع الفرد تذكر أحداث، بدءاً من تاريخ أو زمن محدد الى اللحظة التي هو فيها الآن. فالجندي مثلاً قد يتذكر طفولته وشبابه الى اللحظة التي دخل فيها الخدمة العسكريَّة، لكنه ينسى كل شيء حدث له بعد اشتراكه بأول معركة حربيَّة.

أما الخامس فهو (فانتازي) اسمه اضطراب الهيام الانشطاري، وفيه يغادر الفرد بيته فجأة في سفرٍ أو ترحالٍ ليس له هدف، ولا يعود قادراً على تذكر هويته الشخصيَّة وتاريخه الحياتي، وقد يتخذ لنفسه هويَّة جديدة. وفي هذه الحالة تكون الشخصيَّة الجديدة (البديلة) أكثر حركة وانطلاقاً من الشخصيَّة الأصليَّة للفرد، ويقوم بابتكار اسمٍ جديدٍ له، وقد ينجح في الحصول على عملٍ جديدٍ ومكانٍ جديدٍ للعيش، يتعامل فيه مع الآخرين بشكلٍ طبيعي، ويبدو للذين لا يعرفون حقيقة أمره إنساناً عادياً مثلهم.

وهذا النوع من الاضطرابات يكون نادراً، وغالباً ما يحدث في أوقاتٍ أو ظروفٍ معينة كالحرب أو كارثة طبيعيَّة. غير أنه يحدث أحياناً عندما يتعرض الفرد الى أزماتٍ أو ضغوطٍ حادة من قبيل مشكلة ماليَّة كبيرة، أو الهرب من عقوبة، أو التعرض الى خبر صادم، فيحصل له أنْ يخرجَ من بيته في بغداد مثلاً ويأخذه الطريق الى (كراج النهضة) فيركب أي سيارة من غير أنْ يسأل، فتذهب به الى مدينة الحلة، فينزل في المدينة ويتمشى في شوارعها ولا يعرف أين يذهب. وقد لا يكون حاملاً هويته الشخصيَّة، وحين يسألونه يصفن لحظات ليبتكر اسماً لنفسه، وقد يقع بيد الشرطة.. وتعال يا من

يخلصه.