أمير العقابي

عندما تسافرُ إلى مدينة دي هان الشاطئيَّة، تحظى بفرصة فريدة للمشي في خطى أحد أعظم علماء الفيزياء في التاريخ، ألبرت أينشتاين. في العام 1933، لجأ أينشتاين إلى دي هان للفرار من النازيَّة في ألمانيا. وقد قضى بعض الوقت في المدينة البلجيكيَّة حيث كان يتلقى العديد من الزوار ويقضي وقته في العمل والتفكير.اليوم، لا يزال بإمكان الزوار رؤية منزل أينشتاين السابق في دي هان، والذي كان مكان سكناه خلال فترة إقامته في المدينة. يعدُّ هذا المنزل الآن متحفًا تذكاريًا يروي قصة حياة أينشتاين وإسهاماته العظيمة في مجال الفيزياء.وبالإضافة إلى ذلك، يوجد تمثالٌ لأينشتاين في دي هان، يذكر الزوار بإرثه العلمي والثقافي البارز. وبالتجول في شوارع المدينة، يمكن للزوار الاستمتاع بالجمال المعماري والثقافي لهذا المكان الذي شهد تواجد أينشتاين. إذا كنت ترغب في تجربة فريدة وملهمة، فليس هناك مكانٌ أفضل من دي هان لتحقيق ذلك. انطلق واستمتع بالسير على خطى أينشتاين واستكشاف ثقافة هذه المدينة التاريخيَّة. تاريخ منزل ألبرت أينشتاين في دي هان يعودُ إلى القرن السابع عشر، حيث تم بناؤه في العام 1614 كجزءٍ من مجمع سكني يُعرف باسم «هوففان براك». تمَّ ترميم المنزل في القرن التاسع عشر، وقد أصبحت معالمه الرئيسة تشمل الواجهة الخارجيَّة البارزة والتصميم الداخلي البلجيكي التقليدي. خلال فترة إقامة أينشتاين في دي هان، استأجر المنزل مع زوجته إيلز وابنتيه، إذ أمضوا عدة أشهر في هذا المكان. كانت هذه الفترة حاسمة في حياة أينيشتاين، إذ كان يعمل على مشاريعه العلميَّة ويحاول التعامل مع التطورات السياسيَّة والاجتماعيَّة في ألمانيا النازيَّة.في منزل ألبرت أينشتاين، كانت هناك العديد من المشاريع العلميَّة والإنسانيَّة التي اهتمَّ بها خلال فترة إقامته هناك في العام 1933. من بين أبرز هذه المشاريع:
1. البحوث في مجال الفيزياء: كان أينشتاين ملتزمًا بمواصلة أبحاثه ودراساته في مجال الفيزياء، وخصوصًا في ما يتعلق بالنظريَّة النسبيَّة ونظريَّة الجاذبيَّة. قام بمواصلة تطوير أفكاره واستكشاف المفاهيم الجديدة في هذا المجال، ما أسهم في تقدم العلم بشكل عام.
2. الدعوة إلى السلام والتسامح: كان أينشتاين مناصرًا قويًا للسلام والتسامح، وكان يستخدم منصته العلميَّة والشهرة العالميَّة للتحدث عن أهميَّة السلام والتعايش السلمي بين الشعوب. كان يعتقد أنَّ العلمَ يمكن أنْ يكون قوة موحدة للبشريَّة، وكان يدعو إلى استخدام العلم لتحقيق السلام العالمي.
3. الدعم للعلم والتعليم: كان أينشتاين يعتقد بقوة العلم وأهميته في تطوير المجتمعات وتحقيق التقدم. لذا، كان يدعم بشكل قوي الجهود التي تهدف إلى تعزيز التعليم والبحث العلمي، سواء من خلال دعم المؤسسات التعليميَّة أو تقديم المشورة للعلماء الشبان.
هذه المشاريع تعكس التزام ألبرت أينشتاين بالعلم والإنسانيَّة، وكانت محط اهتمامه خلال فترة إقامته في دي هان. بعد فترة الحرب العالميَّة الثانية، تمَّ تحويل المنزل إلى متحفٍ تذكاري لتكريم أينشتاين وتوثيق إرثه. يمكن للزوار اليوم زيارة المنزل واستكشاف الغرف التي كان يعيش فيها أينشتاين وعائلته، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الصور والمقتنيات التاريخيَّة المتعلقة به.هذا المتحف يوفر للزوار فرصة فريدة للتعرف على جانبٍ شخصي من حياة أينشتاين ولرؤية المكان الذي كان يعدُّه مأوىً خلال فترة من الضغوط السياسيَّة والشخصيَّة.