بعد أنْ تجاوز عددها الملايين.. نيويورك تحارب تكاثر الفئران بحبوب منع الحمل

منصة 2024/04/23
...

 ايفون يؤارش

مثلما هزت جائحة (كوفيد – 19) كل شيء في العالم، فقد انتقلت للمساس بحياة الفئران الذين اضطروا للبحث عن وجباتهم في غير أماكنهم المعتادة. ومع إغلاق المطاعم والشركات في جميع أنحاء البلاد فجأة، اضطرت الفئران إلى التكيف للعثور على الطعام في المناطق السكنية.
أما الآن وبعد أنْ تكيفت، وأعيد فتح المطاعم والشركات، فانتعشت الفئران، مع ارتفاع عدد السكان في العديد من المدن الكبرى وفي مقدمتها نيويورك ولوس انجلوس.
مع زيادة عدد السكان، وزيادة النفايات، وقِدم المدن والمباني، انتهى أمر السكان مع أعدادٍ هائلة من الفئران التي بدورها تعكسُ الزيادة في الكثافة السكانية المتمثلة بثقافات وأعراقٍ مختلفة.
ونتيجة لذلك تكيفت فئران المدينة مع الممارسات والعادات السائدة بين سكان نيويورك للتخلص من نفايات الطعام، إذ يسهمُ ترك قمامة المساكن والمتاجر ومترو الأنفاق والمطاعم طوال الليل بالإضافة إلى رمي القمامة في الأماكن غير المخصصة لذلك وبقاء أكياس النفايات في الشوارع لأكثر من أسبوع، في إطعام فئران المدينة.
بعض المدن الأميركيَّة اتخذت إجراءاتٍ عديدة لمعالجةِ المشكلة ومن بينِ العديد من مبادرات مكافحة الفئران هذا العام، قامت مدينة نيويورك بتغيير أوقات إخراج القمامة للشركات والمقيمين لمنع القمامة من البقاء في الشوارع لساعات طويلة. كما وبدأت مدينة نيويورك أيضًا في مطالبة جميع الشركات ذات الصلة بالأغذية (نحو 40 ألف متجر ومطعم ومحال الوجبات الجاهزة ومحال البقالة) بالتخلص من نفايات الطعام في حاويات آمنة بأقفال، بدلاً من أكياسِ القمامةِ في الشارع.
وفي واشنطن العاصمة، خصص عمدة المدينة موريل باوزر 3.4 مليون دولار للسنة المالية 2024 للبدء في استبدال صناديق قمامة السكان بعلب أحدث وأكبر على مدى السنوات الثماني المقبلة.
من الجدير بالذكر أن المشرعين في نيويورك اقترحوا قواعد خاصة لخفض أعداد الفئران والقوارض الأخرى بشكل إنساني، ويتطلعون إلى استخدام وسائل منع الحمل وحظر مصائد الغراء كبدائل للسم أو الموت البطيء والوحشي. وبهذا حظيت مدينة نيويورك، بفكرة توزيع وسائل منع الحمل للفئران وباهتمام من حكومةِ المدينة خاصة بعد حادثةِ وفاة بومة حديقة الحيوان الهاربة، المعروفة باسم فلاكو، والتي عثر عليها ميتة بسبب تناولها سم الفئران.
لذا اقترح عضو مجلس المدينة شون أبرو مؤخراً مرسومًا للمدينة من شأنه إنشاء برنامج تجريبي للسيطرة على ملايين الفئران الكامنة في محطات مترو الأنفاق والساحات الفارغة باستخدام وسائل منع الحمل بدلاً من المواد الكيميائيَّة القاتلة.
وقال أبرو، رئيس لجنة الصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة، إن وسائل منع الحمل أكثر أخلاقية وإنسانية من الطرق الأخرى.
علماً أنَّ وسائل منع الحمل، التي تسمى  ContraPest، عبارة عن حبيبات دهنية مالحة منتشرة في المناطق الموبوءة بالفئران كطعم. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنَّ الطعم يعمل عن طريق استهداف وظيفة المبيض لدى إناث الجرذان وتعطيل إنتاج خلايا الحيوانات المنوية لدى الذكور.
يقوم بعض القائمين على إبادة الفئران في نيويورك حاليًا بقتل الفئران باستخدام الفخاخ المفاجئة والغراء، والسموم التي تجعلها تنزف داخليًا، وغاز أول أكسيد الكربون الذي يمكن أنْ يخنقها في الجحور. حتى أن بعض الهواة قاموا بتدريب كلابهم على اصطيادهم. وقال رشاد إدواردز، الممثل السينمائي والتلفزيوني الذي يدير شركة Scurry Inc. لمكافحة الآفات في مدينة نيويورك مع زوجته، إن أفضل طريقة وجدتها عند التعامل مع الفئران هي أول أكسيد الكربون كونها الطريقة الأكثر إنسانية قدر الإمكان، حيث يقوم أول أكسيد الكربون بالقتل الرحيم للفئران ببطء.
كما ويفكر بعض المشرعين في مدينة ألباني في ولاية نيويورك في فرض حظر على ألواح الغراء على مستوى الولاية بموجب مشروع قانون يتم تمريره عبر الهيئة التشريعية. لأنه من الممكن أيضًا للفخاخ، المصنوعة عادةً من لوح من الورق المقوى أو البلاستيك المطلي بمادة لزجة، أن تصطاد الحيوانات الصغيرة التي تهبط على سطحها.
وبهذا أصدرت مدينتا اوهاي وكاليفورنيا في ولاية كاليفورنيا حظرًا على مصائد الغراء. وعلى المستوى الفيدرالي، هناك مشروع قانون قيد النظر حاليًا في اللجنة من شأنه حظر المصائد على مستوى البلاد، لأنَّه يعدُّ ممارسة غير إنسانية حسب رأي جباري بريسبورت، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك والذي رعى مشروع القانون الذي يقترح المبادئ التوجيهية الجديدة بخصوص التعامل مع الفئران. من جانب آخر أعلن عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، أنَّ الفئران هي العدو العام رقم 1، حيث قام بتعيين كاثلين كورادي، العام الماضي وهي معلمة سابقة في مدرسة ابتدائية قادت برنامج الحد من القوارض التابع لوزارة التعليم بالمدينة، وفي الشهر الماضي، خفضت مدينة نيويورك كمية الطعام التي تحصل عليها الفئران من خلال إلزام جميع الشركات بوضع القمامة في صناديق.
على عكس فيلم الرسوم المتحركة الذي تحول الفأر إلى طاهٍ من الطراز العالمي والذي أصبح مشهورًا من خلال فيلم للأطفال، فإن أعداد الفئران المتزايدة لم يتم استقبالها بأذرع مفتوحة وبابتسامة كونها تسببت بأضرارٍ تقدر بمليارات الدولارات سنويًا ، وتحمل أمراضًا يمكن أنْ تكون ضارة ومميتة في بعض الأحيان.