في الذكرى الـ 126 على تأسيسها.. الصحافة الكرديَّة إطلالة تاريخيَّة وثقافيَّة

منصة 2024/04/25
...

 بغداد: مآب عامر

برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني وبإشراف مدير الدار الشاعر آوات حسن أمين احتفت دار الثقافة والنشر الكردي بيوم الصحافة الكرديَّة نسبة إلى ذكرى صدور أول صحيفة كردية في العام 1898.
مثلت الصحيفة التي أصدرها الأمير مقداد مدحت بدرخان منعطفا تاريخيا بالنسبة للشعب الكردي المعاصر، وتمكن من إصدار 31 عدداً على امتداد أربع سنوات وباللغتين الكردية والتركية، وسلطت هذه الصحيفة الضوء على معاناة الأكراد ونشرت العلم والمعرفة والثقافة في وقت كانت شعوب المنطقة غارقة في ظلام الجهل وجور الظلم والاضطهاد من الحكام الجائرين.
وعبر الجلسة تحدثت الدكتورة سوزان المندلاوي عن المنطلقات التاريخية للصحافة الكردية وكيف أن الصحافة تعكس ثقافة كل مجتمع سواء من ناحية اقتصادية واجتماعية أو سياسية، فضلا عن معرفة ثقافات وتوجهات هذه الشعوب، لذا سميت الصحافة بالسلطة الرابعة، لأن الصحف تعتبر هي الرسالة الخالدة.
كما وتناولت المندلاوي في حديثها التوجهات الثقافية للشعوب عبر هذه الصحف، من خلال كتابة الصحفي الذي سيعطينا التوجه عن كيف تعيش هذه الشعوب وأوضاعها من ناحية اجتماعية أو اقتصادية أو حتى إن كانت سياسية، وغير ذلك.
وقد ركزت المندلاوي عبر الجلسة أيضا على البدايات الأولى للصحافة الكردية ومراحلها الزمنية والمكانية المختلفة، وكذلك نتائج تطور العقل البشري على مر التاريخ، وأيضا الصحف المعروفة وتوجهاتها.
وأول صحيفة معنية بحقوق الأكراد ولغتهم كانت تحمل اسم  "كردستان" وصدرت من دار الهلال في القاهرة عام 1898، وقد طُبع منها ثلاثة آلاف نسخة على نفقة صاحبها الأمير مقداد مدحت بدرخان. في إشارة من المندلاوي الى أننا في وقتنا الحاضر لا نجد الدعم للصحافة بسبب الانترنت والعولمة والذكاء الاصطناعي وغير ذلك من تداعيات أثرت بشكل سلبي على الثقافة.
كما وتناولت المندلاوي في حديثها الصحف المهمة في ثمانينات القرن الماضي تلك التي صدرت بشكل علني وسري، وما لها من أهمية في التلاحم بين العرب والأكراد والتداخل السياسي والثقافي والاقتصادي.
في المقابل. تحدثت الدكتورة ثناء الفيلي عن الجانب الثقافي الذي يتمثل بأبعاد متعددة ينطلق من واقع ثقافة الإنسان والهوية، وكذلك واقع الصحافة الكردية بمنعطفاتها وتداخلاتها التي أضفت عليها نوع من الإبداع.
كما وتناولت ما مر على الصحافة الكردية خلال 126 عاما من مراحل سلطوية ودكتاتورية وصولا الى الديمقراطية، وكيف أن كل ذلك كان له تأثير عميق على الصحافة، مشيرة إلى أن الصحافة الكردية بقت شامخة وتطورت رغم كل ما أثر عليها.  من جهته أكد مدير دار الثقافة والنشر الكردي الشاعر آوات حسن أمين، أن "كردستان تعتبر يوم الصحافة الكردية هو عيد وطني قومي للكرد بعد عيد نوروز، كونه أسس الصحافة الكردية، وكذلك كان تأكيداً على دور القومية الكردية".
وتوقف مدير الدار عبر حديثه عند العديد من المحطات التي تعنى بتفاصيل تأسيس الصحافة الكردية خارج الوطن، وكيف كان المجتمع الكردي يعيش تحت وطأة الأميَّة والظلم العثماني، حتى ولدت الصحافة الكرديّة خارج العراق، ولكن بعد ذلك أكملت الصحافة صدورها من كردستان، وكيف أن هناك رقما جدليا بين دخول المطبعة إلى كردستان وصدور الصحافة الكردية.
آوات حسن أمين: الصحافة الكردية هي عيد وطني قومي للكرد