هل أنت في خصومة مع نفسك ومع الآخرين؟

منصة 2024/04/25
...

إذا كنت تناصب نفسك العداء فلن تستطيع أنْ تساير غيرك من الناس، وإذا كنت تحارب العالم وعملك ومدرستك وأسرتك، فابحث في نفسك عن أسباب سأمك وعدم رضاك، حتى تقف على السبب في شقائك، فأنت لن تستطيع الانسجام مع الآخرين، وستفقد كل الفرص لاستقبال الحب والسعادة في حياتك الزوجيَّة، فما دامت هناك حربٌ دائرة في داخل نفسك فلن يكون هناك سلامٌ لأولئك الذين يريدون الحياة
معك.
وإذا عجزت عن العثور على منشأ مللك وسأمك ويأسك، وبالتالي عجزت عن مسايرة عالمك، فعليك أنْ تنشدَ المعونة. لا تصبر على افتقادك حب الناس بل يجب أنْ تعرف السبب، والسبب في أعماقك، فافحص نفسك بعيون غيرك إذا لم تستطع أنْ ترى نفسك بعينيك.
وإذا أنتِ يا سيدتي، سألتي نفسك: أي طرازٍ من الأزواج سيكون هذا الرجل؟ ولم تسألي نفسك: أي طراز من الزوجات سأكون؟ فأنتِ لم تتعلمي معنى الحب. يجب أنْ تضعي نصب عينيك الأمرين معاً؛ نفسك والشخص الذي تحبينه.
ولكليكما؛ المرأة والرجل: إياكما والتعصب؛ لأنَّ التعصب يشوه الشخصيَّة، ويجعل الحب يابساً، وتذكرا أنَّ الحب يطرد الكراهيَّة، والعطف يطرد الأنانيَّة، وضبط النفس يطرد الغضب، والثقة تطرد الخوف، والإيمان يطرد الشك. وانتبه الى أنَّ تعصبك وخصومتك يجعلان الأصدقاء ينفران منك كأنما يلمسون أسلاكا كهربائيَّة.
إنَّ الحقيقة تكمن في المثل القائل (الحب ينبع من إسعاد الآخرين)، وإنَّ موقفك الودّي مع الآخرين يزيد من فرص إيجاد السعادة، فانزع من نفسك كل ضروب الحقد والمقت، شخصيَّة كانت أو دينيَّة أو عقائديَّة أو سياسيَّة.
واعلمي سيدتي أنَّ المرأة اللطيفة المعشر جوهرة في نظر الرجال؛ لأنها تتغاضى عن الأخطاء الصغيرة، وتمنح نفسها في يسر من دون أنْ تشعر أنَّها شهيدة أو ضحيَّة؛ لأنَّها تستمتع بالمنح والعطاء. ولأنها أيضاً لا تقيس الرجل بالحلي التي يعلقها على جسدها، ولا بمقدار التأثير الذي يحدثه في نفوس صديقاتها، بل تقيسه بمقياس سعادتهما معاً وحبهما
المتبادل.
إنَّ الحب قوة في الأعماق، وهو في متناول كل إنسان. وفي الحياة الصاخبة يصبح هو وحده الثروة التي لا جدال حول ملكيتنا لها. فإذا أردت أنْ تحبَّ، فكنْ محبوباً، أو كما قال (فيلدز): «إنَّ أشعة الشمس في أعماقنا لا تبعث الدفء في قلب صاحبها فحسب بل كذلك تبعث الدفء في كل من يتصل بها ويقترب منها».
هذا الكلام الجميل، والنصائح الأجمل، كان قد كتبها فرويد، ودورنا أنَّ النصَّ تمت ترجمته لنقدمه الى قرّاء (الصباح)، فهل هناك من سيقرأ؟
وهل هناك من سيستفيد؟