عباس رضا الموسوي
عبقه بشبه روائح أوراق الكتب القديمة والنقود الورقية البالية التي تأخذ ذاكرتك المتعبة في رحلة عبر الزمن لتجد نفسك ذاك الطفل الذي شغف بالنظر إلى خارطة الوشم التي طرزت وجه أمه ليبرز بامتياز عن وجوه باقي الأمهات ، ففي مركز الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية تستنشق الماضي القديم وتطرب للذكريات العتيقة وتصبح عيناك أشد بريقا وأنت تمعن النظر في سيوف الأجداد الحادة ودروعهم المنيعة وبنادقهم المهابة ورسائلهم الخطية وغيرها من أشياء باتت في طي
الماضي .
يقول مدير مركز الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية علي نوري السقا لاستراحة (الصباح) :إن كوادرنا تسعى لإعادة أحياء تراث الديوانية من خلال جمع وعرض المقتنيات التراثية التي مازالت بعض الأسر تحتفظ بها مشيرا إلى وجود تجاوب كبير من الأهالي الذين يرغبون بعرض تاريخ أسرهم موضحا أن المركز يحتوي على أكثر من احد عشر ألف كتاب ومئات الرسائل الخطيبة التي تعود لبعض قادة ثورة العشرين ورجال دين وجنرالات انگليز والمدفع البريطاني الذي غنمه الثوار بالاضافة إلى أجهزة راديو وموسيقى وكاميرات نادرة وغيرها من مقتنيات ثمينة تاريخيا لافتا إلى أن مركز الذاكرة يساعد طلبة الدراسات العليا والباحثين على توفير المصادر التاريخية التي يبحثون عنها لفهم تاريخ الديوانية المعاصر بالشكل الدقيق .
يذكر أن مركز الذاكرة الموسوعية يعد الحاضنة الوحيدة التي تحتضن التراث الديواني بكل أشكاله المختلفة وبات محطة استراحة لعشاق التراث والباحثين عن تاريخ مدينتهم وطبيعة حياة سكانها قبل مرحلة التطور التكنولوجي المخيف.