عراقيون يجدون ضالتهم في المرأة السوريَّة

ريبورتاج 2024/05/02
...

 فجر محمد

خمسة اعوام من المشكلات والخلافات الزوجية، واختلاف وجهات النظر وغيرها من الأمور، التي جعلت من اكمال الاستاذ الجامعي، الذي فضل عدم ذكر اسمه زواجه أمرا مستحيلا، ما دفعه إلى إنهائه وبسرعة، والبحث عن بديل اخر خارج حدود الوطن، حتى وجد ضالته في سوريا ويقول الاستاذ: "بعد تجربة زواج مريرة، مليئة بالخلافات والمشكلات التي لا تنتهي قررت الانفصال والبحث عن ضالتي في سوريا، وبالفعل وجدت شريكة حياة تقدر الحياة الزوجية وتتمتع بالصبر الشديد.

يرى الباحث بالشؤون الاقتصادية والأكاديمي الدكتور ليث علي أن الكثير ممن أقدموا على الارتباط بفتيات سوريات، كانوا ممن سبق لهم الزواج، وواجهوا مشكلات متعددة مع شريكات حياتهم، ومنها إثقالهم بالطلبات المادية، فضلا عن الصفات الحميدة، التي تشتهر بها المرأة السورية من الصبر واحترام شريك الحياة. ولكن علي ينفي أن يكون السبب الاقتصادي هو الدافع الحقيقي لكثرة زواجات العراقيين من السوريات، بل هناك اسباب مختلفة ومتعددة.

تشير الاحصائيات والتقارير الاعلامية الى تزايد رغبة الشاب العراقي، خصوصا في الآونة الأخيرة للارتباط بفتاة سورية، وبحسب تلك التقارير فقد شهدت المحاكم أعدادا كبيرة من عقود الزواج، فضلا عن الدور الذي بدأت تلعبه صفحات التواصل الاجتماعي التي تحث على اختيار الشابة السورية لتمتعها بميزات عديدة.


عقبات كثيرة

اما الشاب زيد صلاح فهو يبحث عن شريكة حياة منذ عامين، ولكن العقبات المادية تقف بوجهه ولهذا اخذ يفكر جديا بالزواج من فتاة سورية، لأنها كما يقول: "ليست متطلبة كثيرا، فضلا عن قدرتها على تحمل الظروف الصعبة، بالاضافة الى ذلك وجود اختلاف في الثقافات بين المجتمعين العراقي والسوري".

تبيِّن الباحثة بالشؤون النفسية والاجتماعية والاكاديمية الدكتورة ناز السندي، أن "هناك عدة اسباب لتفضيل البنت السورية على العراقية في الاونة الاخيرة، ومنها غلاء المهور ومتطلبات الزواج، خصوصا أن اغلب الشباب المقدمين على الزواج تنقصهم الوظائف الحكومية، فضلا عن غياب فرص العمل في القطاع الخاص المهمل في كثير من الأحيان"، وتعتقد السندي أن "الأسر العراقية تفضل الشكليات على الاساسيات، وعلى وجه الخصوص الامور المتعلقة بالمهر والمقدم والمؤخر، وغيرها من التفاصيل المادية، التي اصبحت تثقل كاهل الرجل"، موضحة أن عالم مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعكس رفاهية وبذخ غير محدوديين، أصبح يشكل حلما لأغلب الفتيات، ما يدفعهن إلى البحث عن شخص باستطاعته أن يوفر تلك الحياة الملوَّنة والزاهية، التي هي في اغلب الاحيان ليست سوى قشور 

وخدعة لا تعكس الواقع الحقيقي لمن يعيشها.

وجهات نظر

بدت الحاجة ام حاتم غاضبة من قرار ولدها الصغير، الذي قرر أن يحذو حذو رفيقه الذي تزوج من شابة سورية، وتعتقد الحاجة أن المرأة العراقية هي الأخرى قادرة على تحمل المصاعب والظروف العصيبة، ولكن ولدها مصر على قراره باختيار شابة من سورية ورفضه الارتباط بابنة خالته. 

وتلفت السندي الى أن هناك عددًا لا يستهان به من الشباب توجه الى الزواج ليس فقط من السوريات، بل من الاوكرانيات والروسيات، فضلا عن الجنسيات الاخرى، وتعتقد أن الثقافة الطارئة وسطوة مواقع التواصل الاجتماعي شوهتا صورة الأسرة الحقيقية، والزواج المتماسك في نظر الكثير من الشباب والشابات.

اما في ما يخص الشابة السورية، فتضيف السندي الى، أنها تتمتع بسعة الأفق والثقافة، فضلا عن تفضيلها الاستقرار الى جانب شخص قد تكون مؤهلاته المادية ليست كبيرة، ولكنها ترضي طموحها، ولهذا أصبحت محط إعجاب الشاب العراقي.


العالم الافتراضي

كما تشير السندي الى عوامل متعددة أثَّرت في تفكير الشابة العراقية، ومنها تفضيل الجانب المادي وتحقيق الربح السريع، عوضا عن اهتمامها بجوانب اخرى، تُنمِّي شخصيتها وتطورها، ففي السابق كانت هناك ورش عمل وأعمال يدوية، بالاضافة الى القضايا العلمية وألعاب الذكاء كانت تلقى اهتماما من قبل الفتيات، لا سيما في فترة العطلة الصيفية، اما اليوم اصبحت البنت حبيسة ورهينة لعالم السوشيال الميديا والانترنت، وتعيش في عالم افتراضي، بعيدا عن عالمها الحقيقي، ما أثر بشكل كبير في خياراتها وافكارها.

وتدعو السندي الى تضافر وتكاتف الجهود، من قبل جميع المؤسسات ذات العلاقة منها التربية والتعليم العالي فضلا عن الاعلام، من اجل ايقاف هذا الزحف الخطير، الذي يهدد المجتمع وينذر بتفككه مستقبلا، والذي يتسلل الى عقول الشباب والشابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الا وهو حياة البذخ والرفاهية التي في اغلب الاحيان هي مزيفة، والتي تؤثر في تفكير الشباب، خصوصا في ما يتعلق بطريقة اختيار شريك الحياة ومميزاته.