رسائل القرّاء

منصة 2024/05/02
...

بنتي.. حيل وكحة

عندي طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف، حركة كثيراً كثيراً، ومن أطلب منها شي تنطيني إذن الطرشة، مو بس ما تسمع كلام، لا وتراددني ايضاً، وتتعارك مع بنات الجيران اللي بعمرها، وتضطرني أنْ أضربها أمام أمهاتهنَّ، ومع ذلك ما تجوز. خبرني أرجوك بالطريقة اللي تخلصها من وكاحتها.

أم رنا – بغداد

* عزيزتي أم رنا:

 يبدو من رسالتك أنَّ المحروسة طفلتك لديها نشاطٌ حركيٌّ زائد، وهذا النشاط الذي تصفينه بـ”الوكاحة” هو دليل الحيويَّة والنشاط وخاصة لمن هم بعمرها الذين تغمرهم السعادة في ممارسة مهارة جديدة هي المشي السريع والركض.

ولست وحدك من تشكين ذلك، فكثيرٌ من الأمهات تشتكي من حركة أطفالهنَّ الزائدة، وحينما يتمُّ تقييم هؤلاء الأطفال يتضح أنَّ حركتهم لا تزال في حدودها الطبيعيَّة، لكنَّ تحّمل أسرهم لهم ورحابة صدورهم تجاههم تكون ضيقة. وقد يكون ذلك لوجود عوامل خارجيَّة مثل ضيق المنزل وعدم وجود أماكن مناسبة ينًفس الأطفال فيها عن نشاطهم الطبيعي، وربما يرجع ذلك إلى عدم وجود وسائل تسلية وألعابٍ مناسبة يفرغ الأطفال فيها طاقاتهم الطبيعيَّة. 

وقد تكون الحركة الزائدة والاعتداء على أطفالٍ آخرين والعناد ناجمة عن إحساسهم بالكآبة وإحباطهم وعدم استقرارهم الأسري والعاطفي بالحركة الزائدة.

هذا يعني أنَّ الأمر يتعلقُ بكِ وليس بالمحروسة ابنتك. وللأسف فإنَّك ترتكبين خطأً كبيراً بضربها، والخطأ الأكبر ضربك لها أمام أمهات 

جيرانك.

نصيحتي لكِ أنْ تدخليها في روضة أطفال حيث توجد فيها اختصاصيات نفسيات يعرفن كيف يتعاملن معها وكيف تتعلم مهارة كسب الصديقات، فإنْ تعذر عليك ذلك، فتواصلي معنا لندلك على طبيبة نفسيَّة اختصاصيَّة أطفال. 

وتوقفي من الآن عن ضربها وعنادك أنتِ معها، وكلنا أملٌ أنَّك ستلتزمين بذلك، لخاطر عيون المحروسة رنا.