العدوان واحتجاجات العالم

قضايا عربية ودولية 2024/05/02
...

علي حسن الفواز



تجتاح أوروبا تظاهرات وحراك طلابي واسعان احتجاجاً على تواصل العدوان الصهيوني في غزة، وتنديداً بدعم الغرب جرائم الإبادة العنصرية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ أكثر من ستة أشهر.

ففي فرنسا التي تشدد حكومتها على استخدام العنف ضد المتظاهرين، تحولت الاحتجاجات إلى واقع غاضب، وإلى اعتصامات طلابية شملت معهد العلوم السياسية وجامعة السوربون ذات التقاليد التاريخية الصارمة، مما دفع الجهات الحكومية إلى استخدام القوة لإزالة خيم المعتصمين، مما دفع بعض القوى اليسارية الفرنسية إلى  دعم الاعتصام والانضمام إليه، فضلاً عن البيان الذي أصدره "الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا" والداعي اعتماد كل الأساليب للتنديد بما تقوم بها الجهات الأمنية ضد الطلاب.

شملت هذه التظاهرات عدداً من الجامعات الأميركية أيضاً، أبرزها في جامعة كولومبيا في نيويورك، حيث احتشد  آلاف الطلاب محتجين على الإبادة الجماعية التي تجري في غزة، وقد سيطر عدد من المحتجين على مبانٍ في الجامعة، مما دفع شرطة نيويورك إلى التلويح بالدخول إلى الحرم الجامعي لفضّ اعتصامات الطلاب بالقوة، وكذلك شهدت مدن دالاس بولاية تكساس، وشيكاغو وواشنطن تظاهرات واسعة تطالب بإيقاف العدوان وجرائمه في غزة، كما شارك الآلاف في مسيرات شملت المدن الأسترالية مؤيدة للشعب الفلسطيني، وملوِّحين  بشعارات الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك خرجت مسيرات حاشدة  في عدد من المدن الأوروبية شملت ألمانيا والدانمارك والسويد وهولندا وفنلندا مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، وداعية إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة.

تكشف هذه التظاهرات والاحتجاجات عن تغيّرات عميقة في الرأي العام الغربي، فرغم التهديدات "الحكومية" باستخدام العنف، والاتهام بـ"الإرهاب" و"معاداة السامية" إلّا أن اتساع هذه التظاهرات في الأوساط الجامعية والحقوقية، يؤشر مدى وعي الأجيال الجديدة في الغرب بحقيقة ما يرتكبه الكيان الصهيوني وجماعات اليمين المتطرف من جرائم عنصرية، ومن سياسات تهدد السلم الأهلي وقيم التعايش، والاصطفاف مع قوى الإرهاب الدولي ضد الشعوب التي تطالب بحقوقها السيادية والإنسانية، لاسيما وسط سياسات أميركية تدعم العنف الصهيوني بالأسلحة الفتَّاكة، وتعمل على تعطيل الإرادة الدولية بإيقاف إطلاق النار في غزة، ومنع الكيان الصهيوني من ارتكاب المزيد من جرائمه العنصرية التي ذهب ضحيتها أكثر من 34 ألف شهيد و70 ألف جريح أغلبهم من النساء والأطفال.