قواعد التهنئة في عصر «السوشيال ميديا»

علوم وتكنلوجيا 2024/05/06
...

 مهند حبيب السماوي

يعدُّ مجال الاتصال والتواصل، بمفهومه العام، من أهم المساحات التي أحدث العصر الرقمي فيها تغييراتٍ هائلة وطفراتٍ كبيرة على نحوٍ أصبح بينها وبين صيغها وأشكالها القديمة بون واسع.
فالتواصل Communication والاتصال Contact وكل ما يتعلق بمجالهما ومساحة عملهما، قد شهدت ثورة حقيقيَّة نتج عنها خلق فضاءٍ لا محدود من خيارات التفاعل الإنساني، وتشكلت، بموجبها، منظومة جديدة وأنساقٌ كثيرة للتواصل البشري، فضلاً عن التحديات والمشكلات التي انبثقت بسبب هذه التغييرات.
تطبيقات التراسل الفوري المختلفة من جهة، ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة من جهة ثانية، تعد أهم تجسيدٍ لماهية الاتصال الحديث وكيفيَّة تبدل جوهره وطرقه وأساليبه، إذ أمست الرسائل والمعلومات والأخبار تصل الى الآخر، من خلال هذه الوسائل، بصورة فوريَّة وسريعة، بصيغٍ تقنيَّة متعددة، متجاوزة حدودها وخرائطها القديمة التي كانت تعمل بموجبها في العقود الماضية.
ولأننا لا نختلف على أهمية تنظيم سلوكيات الإنسان، وبما أن تعامل الأخير مع هذه التطبيقات والمواقع أصبح جزءاً من روتينه اليومي، لذا لا بأس بوضع بعض القواعد لتنظيم سلوكياته وهو يستخدم هذه التطبيقات خصوصاً في أيام المناسبات والأعياد.
في ما يلي أهم القواعد التي ينبغي الاطلاع عليها في الأيام التي تتطلب من الإنسان إرسال تهنئة في المناسبات الرسميَّة العامة:
* أولاً: من يرسل لك صورة للتهنئة، فالجواب له، بالحد الأدنى، يكون من خلال صورة أيضاً.
* ثانياً: من يبعث لك نصاً مكتوباً للتهنئة، فالرد عليه بنصٍ مكتوبٍ أيضاً.
* ثالثاً: من يضع اسمك في التهنئة، لا بُد أن تضعَ، في الرد عليه، اسمه أيضاً في التهنئة، لأنها مكتوبة بصورة خاصة لك، فالجواب يكون بالطريقة ذاتها.
* رابعاً: ضرورة الانتباه وفحص الصور التي يتمُّ إرسالها للآخرين، إذ قد يحدث فيها خلط بين عيد الفطر وعيد الأضحى، أو قد يوجد فيها اسم شخص معين مكتوب في داخل الصورة.
* خامساً: عدم إرسال التهنئة بطريقة الـ “forward” لأنها غير مناسبة بحق من ترسل له.
* سادساً: لا تنتظر الرد الفوري من الشخص الذي أرسلت له التهنئة، وذلك بسبب كثرة الرسائل التي تصل لبعضهم والتي تمنعه من الإجابة الفوريَّة.
* سابعاً: لا تحاول إرسال التهنئة للشخص عينه في تطبيقات التراسل المختلفة، إلا إذا كانت بينكما علاقة من نوعٍ خاصٍ جداً.
* ثامناً: لا ينبغي أن تعلق على منشور التهنئة في إحدى منصات التواصل الاجتماعي لصديق ما، وتتركها ولا تفعل ذلك أمام منشور صديق آخر يعرف الأول، إذ حينما يراها الصديق الثاني، قد يشعر بعدم الراحة وسيقارن بين السلوكين.
* تاسعاً: الرد على التهنئة التي تصل عبر تطبيقات التراسل الفوري، كالواتساب والتيليغرام وغيرها، واجبٌ أخلاقيٌّ ومن المعيب عدم الرد عليه مهما زعم الشخص انشغاله، بينما التعليق والرد على منشورات التهنئة في مواقع التواصل، فيسبوك وانستغرام وأكس وغيرها، غير واجبة لأنها ليست خاصة.
* عاشراً: ليس من المفترض كتابة تهنئة في كل المجموعات الرقمية التي نشترك بها، إنما يجب ذلك في المجموعات الخاصة المحدودة التي تعلق وتشارك فيها بالحوارات ويفتقدون وجودك في حالة عدم الكتابة.
* أحد عشر: ضرورة الانتباه لوقت التهنئة، إذ لا يعني وجود شخصٍ معك في تطبيقات التراسل، أنه يمكن أن ترسل له التهنئة في أي وقت.
* اثنا عشر: مراعاة الاختلافات الثقافيَّة أو الدينيَّة في توقيت ارسال التهنئة وكيفية التعبير عنها.
* ثلاثة عشر: كلما كانت هنالك عبارات وكلمات خاصة وتمسُّ المشاعر للشخص المرسل إليه، كلما كانت الرسالة أكثر حميميَّة وتدفقاً في فيض أحاسيسها، خصوصاً في عالمٍ تقني رقمي باردٍ جرّد الجميع من مشاعره وعواطفه الكامنة.
* أربعة عشر: ضرورة عدم التأخير في إرسال التهنئة عبر تطبيقات التراسل، إذ إن وصولها لشخصٍ ما، بعد يومين أو ثلاثة من المناسبة دليل على عدم اهتمامك به أو نسيانه.
* خمسة عشر: تجنب الرسائل الطويلة التي يستغرق فيها المتسلم وقتاً طويلاً من أجل قراءتها في هاتفه عبر تطبيقات التراسل.
إن الكتابة عن هذه القواعد وتوضيحها ليست ترفاً ورفاهية أو مجرد رؤى نظريَّة غير قابلة للتطبيق، لأن التواصل، من خلال هذه التطبيقات، يكاد يكون أول سلوكٍ يقوم به ملايين البشر بعد أن ينهضوا من فراشهم، وربما قبل ذلك في فراشهم، كما أن الإنسان يستخدمُ هذه التطبيقات، خلال ساعات يومه، في الأعمال والمراسلات الشخصيَّة وغيرها، ولذا من الضروري أن يُدركَ الإنسان الذي يعيشُ مع هذه التطبيقات وتعيش معه، على الأقل، الطرق المثلى للتعامل معها من أجل بناء بيئة رقميَّة آمنة وسليمة ومستقرة.