«ستارلاينر» الفضائيَّة جاهزة للرحلة الأولى

علوم وتكنلوجيا 2024/05/06
...

 كاب كانافيرال: أ ف ب

باتت مركبة «ستارلاينر» الفضائية من تصنيع شركة «بوينغ» جاهزة للإقلاع اليوم الاثنين في أول رحلة مأهولة لها، إذ ستنقل للمرة الأولى روادَ فضاءٍ من وكالة الفضاء الأميركيَّة (ناسا) إلى محطة الفضاء الدوليَّة، بعد سنواتٍ عدة من تحقيق شركة «سبايس اكس» إنجازاً مماثلاً. وتُعدّ هذه الرحلة التجريبية الأخيرة لـ»ستارلاينر» قبل بدء عملياتها بشكل منتظم، مهمة جداً للشركة العملاقة في الطيران التي تضرّرت سمعتها في المرحلة الأخيرة. وقد واجه تصنيع مركبة «ستارلاينر» التي طلبتها ناسا قبل عشر سنوات، سلسلة من الانتكاسات المفاجئة والتأجيلات المتتالية، تأمل شركة بوينغ في وضع حدّ لها.
 ومن المقرر أنْ ينطلقَ رائدا الفضاء الأميركيان بوتش ويلمور وسوني وليامز اليوم الاثنين عند الساعة 22,34 من كيب كانافيرال في فلوريدا (02,34 بتوقيت غرينتش الثلاثاء) داخل كبسولة «ستارلاينر»، التي سيدفعها إلى المدار صاروخ من طراز «أتلاس في» Atlas V من ابتكار شركة {يونايتد لانش ألاينس}. وسبق لرائدي الفضاء، وكلاهما من البحرية الأميركيَّة، أنْ زارا محطة الفضاء الدولية مرتين، بواسطة مكوك فضائي ثم في مركبة فضائية روسية من طراز {سويوز}.  
وقالت سوني وليامز “سيكون الأمر بمثابة العودة إلى المنزل”. وفي ما يخص الكبسولة التي ستنقلهما إلى محطة الفضاء الدولية، قال بوتش ويلمور “إنّ كل تفاصيلها جديدة ومميزة”، مضيفاً “لا أعتقد أن أياً منا كان يحلم بالمشاركة في الرحلة الأولى لمركبة جديدة تماما”. والتحدي كبير بالنسبة إلى وكالة ناسا، لأنّ توافر مركبة ثانية إلى جانب مركبة “سبايس اكس” لنقل رواد الفضاء الأميركيين “أمر مهم جداً”، على قول دانا ويغل، المسؤولة عن برنامج محطة الفضاء الدولية. وأوضحت ويغل أن هذه القدرة ستتيح الاستجابة بشكل أفضل لـ “أي حوادث طارئة”، كالمشاكل التي تطرأ في إحدى المركبات مثلا. من المقرر أن تلتحم {ستارلاينر} بمحطة الفضاء الدولية قرابة الساعة 05,00 بتوقيت غرينتش الأربعاء وتبقى هناك لمدة تزيد قليلاً عن أسبوع. وسيتم إجراء اختبارات للتأكد من أنها تعمل، ثم تعاود نقل رائدا الفضاء إلى الأرض. ومن شأن نجاح هذه المهمة أن ينهي بشكل جيد برنامج الابتكار الذي كان مليئاً بالعقبات.  
في العام 2019، وخلال أول اختبار غير مأهول، لم تأخذ الكبسولة مسارها الصحيح وعادت إلى الأرض قبل وصولها إلى محطة الفضاء الدولية. وسنة 2021، عندما كان الصاروخ موجودا على منصة الإطلاق، طرأت أعطال أعاقت عمل صمامات الكبسولة، ما تسبب في تأجيل آخر للمهمة. ونجحت المركبة أخيرا من الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية في أيار 2022.