احتلت العاصمة بيروت المرتبة السادسة في الشرق الأوسط والمرتبة الـ121 عالميا من أصل 331 في 227 بلدا لجهة مؤشر كلفة المعيشة، بحسب موقع Expatistan.
وجاءت العاصمة بيروت المرتبة السادسة في الشرق الأوسط والمرتبة الـ121 عالميًا من أصل 331 في 227 بلدًا لجهة مؤشر كلفة المعيشة، بحسب موقع “ Expatistan”، الذي يقارن بين تكاليف المعيشة بين دول العالم بالاعتماد على أسعار المأكل، أي الحليب والدجاج والخبز والأرز، والمسكن، أي الشقق المفروشة وخدمة الانترنت، والملبس، أي الجينز والحذاء الرياضي، والمواصلات، أي التاكسي والسيرفيس، ومستحضرات العناية الشخصية، أي المضادات الحيوية ومضادات التعرق والأنشطة الترفيهية، أي دور السينما والمسارح والعضوية في النوادي الرياضية.
في هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي الدكتور إيلي يشوعي في حديث صحفي: “الغلاء في بيروت قد يعني أن هناك فوضى مستشرية في لبنان، ولا يجوز أن تكون في لبنان الذي يعتبر دولة نامية وغير متقدّمة هذه النسبة المرتفعة من الأجور والغلاء المعيشي”.
إذا قمنا بمقارنة كلفة المعيشة في لبنان مع متوسط الأجور، الأمر يشكل كارثة - برأي يشوعي - مع عدم توافق الأمرين.
قدرة شرائية
عن سبب ذلك يقول يشوعي إنه يفهم مثلا “أن تكون دولة خليجية غالية، إذ فيها قدرة شرائية كبيرة، ولديها ثروات هائلة، وموارد طبيعية كبيرة، ونفهم أن يكون في مثل تلك الدولة طلب قوي وأموال متوافرة بكثرة، من شأنها أن ترفع الأسعار مع التضخّم. لكن لبنان لا وجود لطلب أفقي، إنما عمودي، ومن يقوم بعملية التضخّم في لبنان هم أنفسهم منذ فترة طويلة، ولا يشكّلون أكثر من 5 أو 7 بالمئة من اللبنانييّن الذين يملكون 80 بالمئة من المال والودائع في المصارف”.
نبض الطلب
تحدّث يشوعي عن كيفيّة تحديد الأسعار في أي بلد، من خلال قيام البعض برفع أسعارهم، ثم يقوم بجس نبض الطلب، فإذا تراجع الطلب يسعى مجددا إلى تخفيض أسعاره، وإلا مع وجود من يطلب في ظل أسعار كهذه، يكون قد تكرّس هذا السعر، رغم غلائه في الكثير من الأحيان. وهذا بحسب يشوعي يسبب مشكلة كبيرة لأصحاب الدخل المحدود.
ارتفاع الأسعار
ويلفت يشوعي إلى أن من أحد أهم أسباب الغلاء في بيروت هو وجود طبقة أو فئة اجتماعية جنت مالها بالطرق غير الشرعيّة، إن كان من القطاع العام أو من القطاع الخاص، وهذه الفئة تسبّب في ارتفاع الأسعار في بيروت.
ولدى سؤاله كيف يؤثّر غلاء بيروت في السياحة فيها؟، يجيب يشوعي: “التأثير كبير، والسائح نتيجة ذلك وبدلا من أن يمكث أسبوعا في لبنان، يبقى فقط لمدة يومين. وتخف السياحة، ما يؤثر سلبا في السياحة في لبنان”.
يضيف: “لا يعتقد أحد أنه على الصعيد السياحي لا توجد مرونة في الطلب، وفي الأسعار، لأن المرونة تبقى عالية في هذا الخصوص، فعندما ترتفع الأسعار يتراجع الطلب”.
معالجة مشكلة الغلاء
أما كيف يمكن معالجة مشكلة الغلاء في بيروت، من أجل دعم أسس السياحة في لبنان؟ فيقول يشوعي: “ستبقى بيروت غالية، ولا يمكن التحكّم بالطبقة الاجتماعيّة التي تسبب في عملية الغلاء في لبنان”.