بكين / وكالات
حذر وزير الدفاع الصيني، وي فنغ خه، من أن أي نزاع مسلح بين بلاده والولايات المتحدة سيكون كارثة، منددا بدعم واشنطن لانفصال تايوان وبتنفيذها عمليات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وبينما شدد المستشار العسكري للمرشد الإيراني، من أن أميركا وأوروبا وأصدقاءهم في اليابان وكوريا الجنوبية لن يستطيعوا تحمل حرب سترفع أول رصاصة فيها سعر النفط إلى 100 دولار؛ كشفت تقارير يابانية أمس الأحد، عن وساطة بين طهران وواشنطن يعتزم القيام بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال زيارته إلى إيران الأسبوع المقبل.
وشدد الوزير الصيني، في كلمة ألقاها، أمس الأحد، أمام منتدى “شانغري-لا” الأمني في سنغافورة، على أن الصين “ستقاتل حتى النهاية” إذا كانت الولايات المتحدة تريد الصراع بشأن القضايا التجارية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بكين تبقي الباب مفتوحا أمام إمكانية الحوار مع واشنطن إذا رغبت في ذلك.
وأما بخصوص مسألة جزيرة تايوان، فتعهد الوزير بأن الصين “ستقاتل حتى النهاية” كل من يحاول الفصل بينها وتايوان التي تعدها بكين جزءا من أراضيها، وشدد على أن محاولات تقسيم البلاد لن تنجح، وأي تدخل في مسألة تايوان محكوم عليه بالفشل، مهددا باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وقال: “يجب إعادة توحيد الصين، وذلك سيتحقق. لن نجد أي مبررات لعدم فعل ذلك. وإذا أقدم أحد على فصل تايوان عن الصين، فلن يكون أمام العسكريين الصينيين أي خيار إلا القتال بأي ثمن من أجل الوحدة الوطنية”.
وتابع الوزير أن الجيش الصيني لا يسعى إلى الإضرار بأي طرف، لكنه لا يخاف من مواجهة التحديات، مضيفا أنه إذا تعدى أحد الخط الأحمر فسوف يتعين على بكين “اتخاذ إجراءات ودحر جميع الأعداء”.
وهاجم الوزير في كلمته “بعض الدول خارج المنطقة، التي تأتي إلى بحر الصين الجنوبي لاستعراض عضلاتها باسم حرية الملاحة”، وذلك في إشارة واضحة للولايات المتحدة.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية تصعيد حدة التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية الحرب التجارية بينهما ودعم الولايات المتحدة لاستقلال تايوان والصراع من أجل النفوذ في بحر الصين الجنوبي.
تصريح ايراني
من جانب آخر، وفي ملف الأزمة الإيرانية الأميركية، قال المستشار العسكري للمرشد الإيراني، اللواء رحيم صفوي: إن أميركا وأوروبا وأصدقاءهم في اليابان وكوريا الجنوبية لن يستطيعوا تحمل حرب سترفع أول رصاصة فيها سعر النفط إلى 100 دولار.
وأضاف صفوي أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “يدرك أنه سيخرج خاسرا من أي حرب يشنها على إيران ستكلفه ثمنا اقتصاديا باهظا”.
وأكد المستشار العسكري استعداد إيران للحرب مع أميركا، مضيفا: “قواتنا هي الأقوى عسكريا في المنطقة”.
وأشار صفوي إلى أن “إيران لم تكشف عن جميع قدراتها وستراتيجياتها العسكرية وستوجه ضربات مفاجئة للعدو في حال أي عدوان”.
كما دعا إلى “عقد تحالف مع بعض دول الخليج”، مشيرا إلى أن طهران تعمل على توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج العربية.
وقال إن “سفن القوات الأجنبية في الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية”، مشيرا إلى وجود 20 ألف جندي في القواعد الأميركية بقطر والكويت والبحرين يقعون في مرمى الصواريخ
الإيرانية.
مشيرا أيضا الى ان السفن العسكرية الأميركية في الخليج تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية ايضا.
لا تراجع
بدوره قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن “اتساع قوة إيران الإقليمية وتعزيز عمقها الستراتيجي جعل حل أي أزمة في الشرق الأوسط غير ممكن من دون مشاركتها”.
وقال اللواء باقري، في بيان له: ان إيران لن تتراجع “قيد أنملة عن قدراتها العسكرية والدفاعية”، مؤكدا أن بلاده “ستحول أي تهديد إلى فرصة لتعزيز قدراتها العسكرية والصاروخية وستقطع يد ورجل أي معتد “ حسب تعبيره.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني : إن بلاده مستعدة للمحادثات إذا أظهر الجانب الآخر الاحترام واتبع القواعد الدولية لا أن يصدر أمرا بالتفاوض.
وجدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة حول الخلافات المتعلقة ببرنامجها النووي وما يتصل به من عقوبات أميركية على أساس من
الاحترام.
وساطة يابانية
في المقابل قالت صحيفة يابانية، أمس الأحد: إن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، سيبدأ وساطة بين طهران وواشنطن، اللتين تصاعد التوتر بينهما في الأسابيع الأخيرة، وسط خشية من تطور ذلك لمواجهة عسكرية.
وأوضحت صحيفة “ماينيتشيشيمبون” واسعة الانتشار في اليابان أن آبي سيجري محادثات في طهران مع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني.
ومن المقرر أن يصل آبي إلى إيران في زيارة دولة بين 12- 14 حزيران الجاري، وسيلتقي خلالها الزعيمين الإيرانيين، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر حكومية.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، زار اليابان، الأسبوع الماضي، وقال إنه منفتح على إجراء محادثات مع طهران، فيما بدا أنه ضوء أخضر لليابانيين كي يتحركوا كوسطاء مع الإيرانيين، بحسب الصحيفة.
وقبل زيارة ترامب، كان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد زار طوكيو، منتصف مايو الماضي، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن ظريف بحث حينها “الإجراءات الأمیركية والتوتر الذي أثارته”.
وأضافت الوكالة أن “الزيارة تمت بناءً على طلب من نظير طريف”، وزير الخارجية الياباني، تاروكونو.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة: إن العلاقات بين أميركا وإيران لا تقبل الوساطة والأجواء الحالية غير مهيأة للمفاوضات.
وأضاف بيشة في تصريحات لوكالة “إيسنا” الإيرانية”، أن أي توتر بين إيران وأميركا سيشمل المنطقة كلها و”لهذا تسعى العديد من الدول للوساطة وذلك للحفاظ على نفسها من أي توتر”.
ولفت بيشة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته يسعون إلى إذلال الشعب الإيراني، مؤكدا أن هذا “أمر مرفوض”.
وتابع بيشة أن “ترامب غاضب من إيران لأننا لم نستسلم، بل وتلاءمنا مع الظروف الاقتصادية في الداخل عبر مضاعفة الصادرات غير النفطية وتعزيز الإنتاج الوطني”.
وأكد: “الأميركيون يتصرفون بشكل غير واقعي، لذا نحن في إيران لن نكشف عن قراراتنا الحقيقية في الظروف الحالية، سنتخذ قرارات أخرى عندما يتخلى الأميركيون عن الأجواء النفسية ويدخلون الفضاء الحقيقي”.