عباس رضا الموسوي تصوير: لقمان العنبكي
شهدت السنوات الأخيرة توجها ملحوظا للطلبة للالتحاق بكليات الطب المختلفة، رغبة منهم في تحقيق أحلامهم، التي عاشوا عليها ردحا من الزمن، ولغرض تقديم ما أمكن من مساعدة طبية للمجتمع الذي يعيشون فيه ويعرفون جيدا التحديات، التي ترافق المريض واسرته خلال فترة المرض، لذا وجدوا فرصتهم سانحة لمد يد العون والمساعدة.
وفي محافظة الديوانية ظهر الاهتمام البالغ بشريحة الاطباء الشباب، الذين تخرجوا خلال السنوات الاخيرة، واخذت بعض المؤسسات الطبية التي يعملون فيها تمنحهم الفرصة للكشف عن مهاراتهم ليس اثناء العمل فحسب، بل من خلال إقامتهم المؤتمرات والندوات العلمية، ومثال ذلك المركز التخصصي الثاني لطب الأسنان.
مركز لإظهار القدرات
تبقى أهمية المركز التخصصي لطب الأسنان الثاني قائمة في توفر الأجهزة الحديثة والمتطورة والكوادر الطبية المتخصصة، ويقول مدير المركز الدكتور عقيل حبيب الخنفر: إن المركز يعمل بعدة وحدات (الفحص - التقويم - الجراحة - الحشوات - حشوات الجذور - التراكيب - جراحة وامراض اللثة - زراعة الاسنان - وحدة الأشعة والتشخيص)، مشيرا إلى أن المركز بات مقصدا لمرضى اأاسنان، اذ يستقبل أسبوعياً نحو 27000 مريض، وانه عقد اول ملتقى علمي للأطباء الدوريين في الثالث والعشرين من نيسان الماضي، والذي يعد الملتقى الفريد في محافظة الديوانية، خصوصا أنه يستمر لثلاثة أيام، ويشمل تقديم المحاضرات، واقامة الورش العلمية، حيث دعم مباشرة من مدير عام صحة محافظة الديوانية الدكتور عامر الخزعلي، موضحا، أن مستوى تطور طب الأسنان في العراق بات مرضيا، مقارنة بمستواه في دول المنطقة لكثرة الاهتمام بمجال الطب وقدرة الطبيب العراقي على اخذ دوره الفاعل، والاهتمام برفد المؤسسات الطبية بالأجهزة الحديثة، مؤكدا قرب موعد تجهيز مركز الاسنان التخصصي بأجهزة متطورة ستزيد من جودة خدماته الطبية والعلاجية، التي يقدمها لمرضاه، ومنها اجهزة تستخدم في التخدير واخرى في المعمل الصناعي واجهزة الفحص والأشعة وغيرها من أجهزة متطورة.
أهمية المركز التخصصي
وعن أهمية المركز التخصصي الثاني، الذي بات محط أنظار المرضى، وظروف افتتاحه يقول معاون مدير المركز الدكتور كرار المدني: تم افتتاح المركز التخصصي الثاني لطب الاسنان في الديوانية سنة 2016 بجهود حثيثة من الدكتور عقيل الخنفر، وكان افتتاح المركز مهما للغاية كون محافظة الديوانية لا تملك في ذلك الوقت الا تخصصيا واحدا قديما ومتهالك، بني منذ الخمسينيات، حيث كان بالأصل مستشفى ملكية، تم تحويله بعد ذلك إلى مركز تخصصي للأسنان فترة الثمانينيات. موضحا لم يكن المركز القديم يحتوي على كل فروع الاسنان، كما كان يعاني من قلة الاجهزة وقدم البناية، لذا فإن هذه الامور دعت إلى افتتاح مركز تخصصي ثانٍ في المحافظة، فكان افتتاح المركز التخصصي الثاني بهذا المبنى الحديث التصميم والذي صمم خصيصا، ليكون مركزا تخصصيا للأسنان، وجهز بكل الاجهزة الحديثة في مجال طب الاسنان، واكد المدني: لقد تم استحداث فروع جديدة تواكب التطور الحاصل في طب الاسنان كوحدة زراعة الاسنان، ووحدة الليزر، مشيرا إلى أن المركز التخصصي الثاني يعمل بنظام الإحالة، أي أنه يقوم باستقبال الحالات التي يتم تحويلها من المراكز الصحية الأولية، والتي لا يستطيعون من عملها هناك، تحوَّل إلى المركز التخصصي بتحويل رسمي، ويقوم المركز التخصصي باستقبال المراجع
في وحدة الفحص، حيث تقوم هذه الوحدة بفحص المراجع فحصا دقيقا واخذ الأشعة عند الضرورة، لغرض الوصول إلى التشخيص الصحيح بعد ذلك يتم تحويل المراجع من وحدة الفحص إلى الوحدة التي يحتاجها المراجع لغرض حل مشكلة اسنانه حسب نتائج الفحص، مثلا إلى وحدة الحشوات او حشوات الجذور او القلع وغيرها، مؤكدا تقديم الأطباء افضل الخدمات التي يحتاجها المريض، خصوصا وأنهم يمتلكون القدرة والرغبة في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية الافضل.
دور الفعاليات العلميَّة
إنَّ للأنشطة والفعاليات العلمية اثرها البالغ على تحسين مستوى العمل، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمجال الصحة ويقول الدكتور علي عماد المطاريحي: ان ما يميز المركز التخصصي الثاني لطب الاسنان هو فعالية وحدة التعليم الطبي المستمر، فهذه الوحدة هي المسؤولة عن أعداد السمنارت والمحاضرات والمؤتمرات لأطباء الاسنان من داخل المركز أو خارجه، واستمرارية هذه السمنارت والمحاضرات في الوحدة تجعل طبيب الاسنان الدوري في حالة تماس مباشر مع كل فروع الاسنان، وتوسع معلوماته وتجعله على دراية بجميع التحديثات التي تطرأ في مجالات طب الاسنان بفروعه المتنوعة والواسعة كافة. مثال على ذلك هو الملتقى الاخير الذي أقيم في أواخر نيسان الماضي في قاعة المركز وبدعم مباشر من دائرة صحة الديوانية، ومدير المركز الدكتور عقيل الخنفر، وهذا الملتقى يعتبر الاول بالمحافظة من نوعه، كما يعتبر نقلة نوعيه في محال التعليم الطبي المستمر، لأنه استعمل اسلوب اخر بجعل المقيم الدوري هو المحاضر وليس الطالب، وذلك من خلال اعطائه الفرصة والمساحة اللازمة لكي يبرز مواهبه ومعلوماته أمام عدد كبير من أطباء أسنان المحافظة، ولنشر بذلك روح المنافسة العالمية بينهم لتقديم افضل ما يمكن تقديمه في الفروع كافة، كما يمنحهم الثقة بالنفس والقدرة على اقامة ملتقيات اكبر واوسع واشمل بالمستقبل، فكان هذا الملتقى نواة، نبث من خلالها روح المساعدة وحب العلم والتعليم وروح المنافسة العلمية.
مساندةٌ برلمانيَّة
وعن دور البرلمان في مساندة الاطباء خصوصا في مجال طب الاسنان وتوفير الدعم اللازم لهم ليأخذوا مكانتهم المرموقة، لا سيما أن الطب في العراق يفترض أن يواكب التطور الذي تشهده البلدان في المنطقة والعالم، حيث إن الطبيب العراقي كان في حقبة زمنية طويلة المثل الاعلى في الابتكار، وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر العلمي للأطباء الدوريين، الذي اقامه مركر طب الاسنان اكد النائب باسم الغرابي: على اهتمام البرلمان بالطاقات الطبية والقدرات العلمية، التي تقدم في مختلف التخصصات الطبية، مشيرا إلى اهمية الملتقيات العلمية والفعاليات التي تقام للارتقاء بواقع القطاع الصحي في العراق عموما والديوانية على وجه الخصوص، مبديا حرصه على ضرورة أن يجد المريض كل جوانب الرعاية الطبية والاهتمام داخل المستشفيات والمراكز الصحية، من خلال غلق الفجوات الموجودة في بعض المؤسسات الصحية، مما يوثر على مستوى الرعاية الطبية التي يحتاجها المرضى، الذين يحتاجون إلى المزيد من الاهتمام.